طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكرية لمنظمة حماس ضد اسرائيل وهذه الضاهرة الإجرامية الوليدة موجه بشكل خاص ضد الفلسطينيين وقد تشمل المتعاطفين معهم والداعمين لهم من العرب والمسلمين 0
ويظهرلي ان الفلسطين فوبيا اخذت طريقها الى اعصاب قادة العالم فاصابتهم بمرض نفسي خوفا على مصالحهم ونفوذهم في المنطقة (وهذا ما اكده الرئيس الامريكي في قوله – لو لم تكن اسرائيل موجود لأوجدناها ) فهذه ليست مقالة ترفية اوعبثية فإن الرجل صاحب عقلية استعمارية استحواذية على خيرات الغير واستعبادية للموارد البشرية لهذا الغير وهذ شأن كل صاحب عقلية واهداف استعمارية 0
ولهذا تجده عند زيارته لإسرائيل يعرب عن مخاوفه من اتساع رقعة طوفان الأقصى ويشعر بالقلق بشكل خاص من أن حزب الله المدعوم من إيران سيقرر الإنضمام إلى الحرب، مما يزيد من احتمالات نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط وهذا التوسع حتما سيترك بصمات سلبية على مصالح ونفوذ المستعمرين في المنطقة وامريكا منهم 0
فمنطقة الشرق الأوسط منطقة غنية بالخيرات الطبيعة والثروات وخاصة المنطقة العربية فهي غنية باكبر وأهم مصدر للطاقة في العالم وهوالنفط ولا بد من وجود كيان دائم فيها يحرس مصالح ونفوذ كل مستعمر لحاجة بلدانهم الماسة لهذه الخيرات والموارد 0
لذلك تهافت القادة الاوربيون على اسرائيل الواحد تلو الاخر بالامس اي يوم الاربعاء الماضي زاربادين اسرائيل ويظهر أنَّ ما دفعه خوفه من حماس فقد يؤدي عملها هذا الى تغييرات جيوسياسية وجيواقتصادية في المنطقة تهدد مصالح ونفوذ المستعمرين بالزوال واليوم رئيس وزراء بريطانيا سوناك وغدأ الرئيس الفرنسي ماكرون ومن قبل بايدن والمستشار الألماني اولاف شولتز والحبل كما يقال على الجرار0
غير ان هذه الظاهرة ( فلسطين فوبيا ) لا يمكن فصلها عن ظاهرة الإسلام فوبيا او النظر اليها نظرة بمعزل عنها فهي ذات اندماج وتماه ٍ مع ظاهرة الإسلامفوبيا فالفلسطيني بالمحصلة الإنتمائية الدينية هو مسلم الديانة 0
لأنَّ كراهية المسلمين والفلسطينيين خاصة المتجذرة في نفوس الكثير من شعوب وامم العالم الغربي المسيحي– اليهودي وكذلك جرائم القتل والتخريب والتهجير العنصري التي ترتكب اليوم بحق الفلسطينيين بوتيرة مأساوية متصاعدة وبشكل خاص في قطاع غزة 0
مرتبطة بشكل وثيق بالعامل الديني في كثير من الأحيان ، فاتباع الأديان التي سبقت الإسلام لا يعترفون بمحـمد كنبي أرسله الله وبالتالي فهم لا يعتبرون بالإسلام دينا سماويا ولا حتى اثنيا0
ولذلك ينظرون الى العرب والمسلمين نظرة ازدراء دونية مفعمة بالكراهية التي ليس لها حدود وليس لها وازع من ظمير او احساس انساني بحيث يدفعها الى التفريق بين الطفل والمراة والرجل عند استهدافهم بعمل عدواني اذا كان من هذين الصنفين الممقوتين لديهم والويل له إذا كان من الصنف الثالث وهو (الفلسطيني) 0
أمَّا بلد المنِشأ لظاهرة (فلسطين فوبيا) فهو الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنَّ الذي جسدها على ارضية الواقع لأول مرة رجل امريكي يبلغ من العمر71عاما في شروعه بقتل طفل فلسطيني الأصل – امريكي الجنسية يدعى( وديع الفيومي) يبلغ من العمر ستة سنوات حيث طعنه 26طعنة حتى فارق الحياة اضافة الى طعن امه (حنان شاهين ) التي نجت من الموت ، وحصل ذلك في ولاية إلينوي الأمريكية وذلك يوم السبت المصادف 14/10/20023م 0
وقد وقع الهجوم في بلدة بلينفيلد على بعد نحو 64 كم جنوب غربي شيكاغو وقد دخل القاتل الى بيت الأسرة الفلسطينية والى غرفة النوم حيث كان الطفل ووالدته نائمين فقتل الطفل وطعن الأم عدة طعنات ما زالت ترقد في المستشفى بسببها 0
وقد ادان الرئيس الامريكي جوبايدن الحادث فقال :- إن أفراد أسرة الصبي مسلمون فلسطينيون “جاءوا إلى أمريكا بحثا عما نسعى إليه جميعا – مأوى للعيش والتعلم والصلاة في سلام”.
وأضاف بايدن في بيان “هذا العمل المروع من أعمال الكراهية ليس له مكان في أمريكا”0
ورغم ان ادانة الرئيس بايدن مشروعة ومقبولة في عالم الإستنكار والشجب لأي عمل اجرامي والتي لا مست كبد الحقيقة حقيقة العدوانية التي تعتمل في صدور سكان العالم الغربي والأمريكي ضد كل ما هومسلم وعربي واعود لأقول وبشكل خاص ضد كل ما هو فلسطيني 0
لكنها تكشف عمق الازدواجية للإدارة الأمريكية في التعامل مع اسرائيل والفلسطينيين وخاصة في هذه الأيام أيَّأم العمل العسكري طوفان الأقصى الحمساوي الذي نفذته كتائب القسام ضد اسرائيل يوم السبت قبل الماضي 0
فالرئيس بايدن هو الذي اعطى الضوء الأخضر لأبادة الفلسطينيين في غزة وفي كل مكان من فلسطين والعالم فتساقط في غزة الاطفال والنساء والشيوخ اثناء فرارهم قتلى وجرحي ودفن الكثير منهم تحت الأنقاض بفعل القصف الوحشي للطيران الحربي الإسرائيلي 0
ذلك القصف الذي طال مستشفى المعمداني في غزة وخلف اكثر من (500) شهيدا ودمارا هائلا ويوم الخميس 19/10/2023م مساءا استشهدت امرأة وطفلة وأصيب عشرات المدنيين، إثر مجزرة جديدة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق مئات النازحين داخل كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة 0
وهذا للتذكير فقط وإلأّ فجرائم القصف الأسرائيلي ضد المدنيين تترى في قطاع غزة بالذات وليس هناك من محاولة دولية او اقليمية ولا حتى عربية من المطبعين الذين لهم علاقات قوية مع اسرائيل يطلبون منها إيقاف عمليات القصف الجوي للمناطق المدنية 0
وعليه اقول مستئنفا كلامي عن جريمة الـ(فلسطين فوبيا) ماذا ننتظر من رجل امريكي تغذي حكوماته المتعاقبة الحقد في اعماقه ضد شعب فلسطين منذ طفولته الى أن بلغ عمره 71م ؟؟! غير ان يقدم على هذه العمل الإجرامي تنفيسا لحقده الذي اوغرت صدره به حكومات بلاده فضلا عن الحركة الصهيونية العالمية ضد كل ما هو فلسطيني ضد الإنسان والبيت والمزرعة والمدرسة والمستشفى ضد الماء والكهرباء وهذا ما يجري اليوم في قطاع غزة انتقاما مضادا لطوفان الأقصى 0
فالأمريكي في شمال كوكب الأرض والدولة المتعاطف معها اسرائيل تقع في شرقه والتي تبعد عنه اسرائيل اكثر من (10000) كم وجد ضالته المنشودة في الإنتقام من اجل اسرائيل في هذه الأسرة الفلسطينية العزلاء فقتل الطفل وشرع في قتل امه إلّا أنها لم تمت وجلس في باب دارهم بانتظار التهنئة والشكر من قبل الأمريكان على هذا العمل ، البطولي في نظره في خدمة امريكا وحليفتها اسرائيل 0
وهو لاشك عمل إجرامي مدان ضمن لوائح حقوق الإنسان الدولية والإقليمية وفي نظر كل انسان شريف لأنَّه يمثل انتهاكا صارخا لمبادئ وقوانين الحق الإنساني في العيش والبقاء على قيد الحياة ، وعدوانا ليس له ما يبرره 0
إلاّ الخوف والرعب من الفلسطينيين (فلسطين فوبيا ) التي ولدت من رحم الكراهية للفلسطينيين في احشاء هذا الأمريكي بعد بركان عملية طوفان الأقصى التي اثبتت للعالم واسرائيل وداعميها ان القوة العسكرية الإسرائيلية (المتفوقة كما ونوعا عما لدى المقاومة الفلسطينية) لن تقف حائلا في طريق الفلسطيني العازم والعزم بالله على الوصول الى حق العودة الى ارضه متحديا كافة الصعوبات والمعوقات واسلحة العدو الفتاكة وفي مقدمتها الأسلحة الثقيلة بسلاح خفيف لا يعدو (الرشاشة) وصواريخ قصيرة المدى محدودة القوة التدميرية لكن توطين النفس على استعادة الحق المغتصب تصنع المعجزات وتتحدى المستحيل 0
وفي اعتقادي أنَّ هذا القاتل لأنه امريكي والمقتول فلسطيني فإنَّ الجهات القانونية الجنائية والقضائية الأمريكية ستبرءُ ساحته وتطلق سراحه تحت ذريعة انه مصاب بمرض عقلي سبببته له ظاهرة (الفلسطين فوبيا ) وهي ظاهرة جديدة مستحكمة ليس بها علاج في الوقت الحاضر 0