فإما حياة تسر الصديق**وإما ممات يغيض العدا
فإني لا أرى الموت إلا سعادة؛ والحياة مع الظالمين إلا بَرَما
انتهى زمن أو عهد الأمم والقوميات ويجب أن يحل زمن الإنسان والإنسانية ومصير البشرية؛ فليس هناك أمة إسلامية ولا قومية عربية! أو كردية أو نازية! كل تلك التجمعات أو المخلوقات تخضع لإرادة القوى الحاكمة المتحكمة في العالم التي تستخدم تلك الشعوب الضعيفة والمغلوب على أمرها في صراعاتها على مناطق النفوذ ومكامن الثروات.
إن مبادرة ومفاجئة المقاومة الفلسطينية في “غزة” مهاجمة عدوها المحتل لأرضها ..كانت مفاجئة قاتلة لأن العدو كان يعد العدة للقيام في عملية تشديد الحصار على غزة وتطويقها بعساكره وتنظيماته الإرهابية ثم يبدأ بتدمير غزة بالشكل الذي نراه اليوم وكان في نية العدو محاصرة المقاومين فيها وقتلهم بكل الوسائل الممكنة المسموح بها!! وغير المسموح بها في النفاق الدولي وتحيز أكثر دوله نحو ظلم الشعوب والسيطرة عليها .. فكانت مباغتة المقاومة هي الحل لتفادي قتلهم في بيوتهم من دون أن يفعلوا شيئا مما أعدوه للعدو ويخنقوا هم وأسلحتهم وصواريخهم في الأنفاق والآفاق! وهنا كانت الحكمة رغم أن قيادات المقاومة وقواعدها كانوا يعلمون مدى الدمار الذي سوف يلحق بغزة وأهلها وأنهم ربما يهزمون ولكنهم سجلوا نصرا باهرا على العدو وجيشه الذي لا يقهر واتخذوا سبيل وموقف الحسين ابن بنت رسول الله محمد! حين وجد نفسه وحيداً في الميدان وخير بين السلة والذلة والإستسلام وقال قولته التي بقيت نبراسا يمهد طريق الثوار والمقاومين في كل مكان وفضل الموت بكرامة على أن يعيش بمهانة{{فإني لا أرى الموت إلا سعادة؛ والحياة مع الظالمين إلا بَرَما}}..هكذا يفعل المقاومون الأبطال اليوم وهم يرددون {سأحمل روحي على راحتي**والقي بها في مهاوي الردى>>فإما حياة تسر الصديق**وأما ممات يغيظ العدا>>ونفس الشريف لها غايتان** ورود المنايا ونيل المنى}}للشاعر عبد الرحيم محمود.هكذا تختار نفوس الشرفاء في غزة والضفة اليوم طريق وموقف الحسين ضد بني أمية وذرية عبدة الأصنام وسيدهم العدو الأكبر!!وهكذا يختار الشرفاء اليوم مجابهة بني أمية الجُدد المحتلين للأرض العربية {فإما حياة تسر الصديق**وإما ممات يغيظ العدا وأما موقف الخونة من الحكام العرب والمسلمين فليس جديد فهم كانوا «القوم في السر غير القوم في العلن}وهم الذين كانوا يدفعوا للفلسطيني دولار لمداواة جراحه! ويدفعوا لعدوه ألف دولار لقتله!!؟}