وأنا أتابع عن كثب القنوات الأمريكية و قد بدأت بالتحشيد الأعلامي ضد أيران و تصاعد حدّة أتهامها بأنّ ما حدث في أسرائيل بأيعاز و قيادة و دعم تخطيط مباشر منها – – بتوقيت الولايات المتحدة اليوم حذّر وزير الدفاع الأمريكي أيران رسميا” بعدم التدخل في أحداث فلسطين أعقبه مباشرة أرسال حاملة الطّائرات “جيرالد فورد” إلى المِياه الإقليميّة الضّحلة، مصحوبةً بطائراتٍ وذخائر وصواريخ ومعدّات عسكريّة الى سواحل فلسطين المحتلة – – إن هذه الحاملة التي كلّفت وزارة الدّفاع الأمريكيّة 13 مِليار دولار تُعتبر الأكثر تطوّرًا وحداثةً في الأسطول الأمريكي، ويَبلُغ طُولها 335 مترًا، ووزنها 82 ألف طن، وتعمل بالدّفع النووي، وتحمل على ظهرها 75 طائرة، و4460 جُنديًّا، وقادرة على الإبحار 20 عامًا دون الحاجة للتزوّد بالوقود – –
أخطر ما جاء بهذا التصعيد ما ذهب اليه محللو fox news التابعة للحزب الجمهوري ( اليمين الأمريكي المتطرف ) أنّ الوجهة الحقيقية لحاملة الطّائرات “جيرالد فورد” هو مياه الخليج العربي و أنّ توقفها قبالة سواحل غزة مؤقت فقط – – كما بدأت الولايات المتحدة بنقل الاف الجنود من قواعدها في ألمانيا و أيطاليا الى الخليج و هنالك أكثر من 6 فرقاطات دخلت رسميا مياه الخليج معزز بمدمرتين – – هنا يجب أن أذكر بما قاله ( بنيامين نتنياهو ) قبل شهرين أنّ لم يساعدنا حلفاؤنا فأنّنا سننفرد بضرب أيران وحدنا – – يبدو لي أنّ ما حدث هو سيناريو تمّ أعداده بدقّة متناهية – – الهدف هو أيران و ليس حماس – – ان يقول محلل fox news قبل يومين ( There is a good opportunity to strike Iran and stop its nuclear program ) الفرصة مواتية لضرب أيران و وقف برنامجها النووي – – المعروف عن اليمين الأمريكي المتطرف هم حزب يحرّكه ( اللوبي الصهيوني ) و يؤمن بفرض سياسته عن طريق الحروب و ما حصل في العراق خير دليل – – نعم ان الحزب الحاكم الآن هو الحزب الديمقراطي ( اليسار الأمريكي المنفتح ) لكن المشكلة أعقد بكثير من فلسفة هذا الحزب – – لأنّ الولايات المتحدة دولة غارقة بالديون الى النخاع ( 120 ترليون دولار ) الترليون الواحد ألف مليار دولار هذا هو الدين العام منه 34 ترليون الديون النقدية و الباقي هو ديون عينيه أي أن الولايات المتحدة تسدد من خلال أصدار سندات الخزينة بفوائد للشركات الأمريكية و غير الأمريكية مثل شركات السلاح و الدواء و التأمين الصحي – – الخ في ظل هذا الوضع الحرج جدا” فأنّ الرئيس الأمريكي المقبل على أنتخابات دراماتيكية تحيطه المشاكل من كل جانب – – فالأقتصاد يترنح و الديون وصلت الى طريق اللاعودة و الجمهويون يسيطرون على مجلس الشيوخ و يرفضون رفع سقف الدين العام و حقيبة الكاكائين التي وجدت في البيت الأبيض و ملاحقتة أبنه قضائيا” بتهمة الأحتيال و أستغلال النفوذ و محاولة عزله من قبل الجمهويين – محاولة يائسة – لأنّ الديمقراطيين يسطرون على مجلس النواب و بالتالي لا يمكن تمرير أي عزل – – و فوق كل هذا أنّ شعبية الرئيس وصلت الى أقل من 30 بالمئة و هي أقل نسبة لأيّ رئيس في تأريخ الولايات المتحدة و أرتفاع الأسعار و الفائدة 8 % و أفلاس العديد من البنوك و الشركات – – كل هذا قد يدفع الرئيس بايدن للهروب الى الأمام بشنّ حرب سريعة ضد أيران خاصة و التقارير التي نشرها CIA المخابرات الأمريكية انّ أيران قد وصلت فعلا” الى مستوى تخصيب 85% الكافي لصناعة القنبلة النووية – – أذن لا أعتقد ان ما جرى في غزة كان في غفلة من أسرائيل او أمريكا و هما يمتلكان أعقد أجهزة التجسس في العالم وانّ ما جرى كان بعلم و دراية و تخطيط مسبق تماما كما حصل في جرّ الصنم المقبور الى فخ الكويت – – اذن بتنا أمام سيناريو رهيب سوف يرسم خرائط جديدة في المنطقة كما قال ( النت — ياهو )