23 ديسمبر، 2024 10:40 م

ريما مكتبي..إسطورة الصحافة العربية

ريما مكتبي..إسطورة الصحافة العربية

ريما مكتبي ، إسطورة جديدة دخلت عرش صاحبة الجلالة لتتقلد ميادين الابداع وتشق طريقها الصحفي والإعلامي ، لتكون احد رائدات الصحافة العربية في مجال القنوات الفضائية، بجمالية أسلوبها وثقافتها الصحفية الواسعة وشجاعتها التي تكرست في شخصيتها خلال قيامها بمهمام مراسلة حربية في الحرب اللبنانية ، وحتى ضمن الحرب السورية الاخيرة ، وعملت في كبريات المحطات العربية ومنها قناة العربية وبهدا انتقلت الى شبكة / السي أن أن /الاخبارية الاميركية ، ثم عادت مجددا الى قناة العربية ، لتضيف اليها معلما جماليا وابداعيا ، تفوقت به على كثير من زملائها الصحفيات العربيات، حتى ليأتي اليوم الذي قد يقال ان ريما مكتبي رائدة الصحافة العربية وعملاقة المقابلة الصحفية ورائدتها بلا منازع.
توقعت لها عند رؤيتها في بدايات عام 2002 يوم كانت مراسلة في العربية ، ان تكون ذات شأن في الصحافة ، وكان جمالها الساحر الآخاذ يضفي على ثقافتها الموسوعية وأسلوبها المتقن في الألقاء والتقديم للرسالة الخبرية ما  يمنحها هذا التألق في سماء الصحافة لتكون نجما لامعا ، تبهر مشاهديها بسحر فتونها وهي التي تهتم بأناقتها واناقة شعرها المتدلي بطريقة سريالية، مع رشاقة قل نظيرها، لتكتمل مع رشاقة الكلمة وسلاسة الإسلوب وروعته ، وهي التي ثابرت منذ ان كانت مازالت فتية نهاية التسعينات في الصحافة اللبنانية ، ثم انتقالها الى قناة العربية وما حظيت به من مساحة كبيرة من الاهتمام، لتجد نفسها امام الشهرة التي انفتحت عليها من اوسع أبوابها.
المقابلة الصحفية الاخيرة التي اجرتها ريما مكتبي مع الزعيم اللبناني سمير جعجع قبل نهاية شهر اذار الجاري، وكانت آخر مشاهداتي لها ، هي من أرغمتني على ان اقلب صفحات هذه الإعلامية المبدعة وهي المحاورة الذكية المتقنة في الخبرة والصياغة واسلوب التقديم واستدارج المقابل بأسئلة ربما لايجيدها الا علماء نفس متمرسين في طريقة عرض الأسئلة وفي كيفية غوصها في أعماق الشخصية التي حاورتها وكأنها تقرأ تاريخها عن قرب وتعرف خفايا كثيرة، تساعدها في طريقة عرض الاسئلة القصيرة والتي تعد بانوروما ان صح التعبير، فهي تستخدم اسلوبا ساحرا تجعل حتى من تقابله يشهر انه امام عملاقة من كل الاتجاهات من حيث الشخصية واكتمال نضجها الصحفي والاعلامي وما وهبه لها الخالق من كمال الطلعة وقوام الجسم والعيون التي تتلاعب بنظراتها يمينا وشمال وغربا وشرقا وكانها تطوف في محيطات، يشعر من ان امامها انه امام بحر هاديء لكنه عميق ومرعب احيانا رغم انها لاتوحي بالرعب بل تظهر بساطتها بكل ما تريد عرضه، لكنها تذهل محاورها، وهو يجد شغفا في اسئلتها، التي تحتاج الى خبراء من علم النفس والاجتماع والاعلام لكي يقدروا حجم صياغة الكلمة ونوع السؤال وكأنه يقاس بحبات الذهب لتخرج ممن تحاوره كلاما مهما وله فائدة كبيرة. يكون اضافة نوعية ، الى الصحافة التي تفخر بانه مبدعة كريما مكتبي، تلج أبوابها لتكون بهذه الروعة من التقديم وموسوعية الثقافة، حتى لتشعر انك امام فنان يرتشف من عبق الكلمة ما يجعل المقابل انه امام موسوعية جمالية ولوحة سريالية ربما تسحره في ان يبحث هو الاخر عن أجوبة ترتقي الى حيث ما تود البحث عنه من شخصية رفيعة لها مكانتها، حتى انها أفرغت ما في جعبتها ولم تبق لمن قابلته من معلومة صغيرة أو كبيرة ألا وانتزعتها منه رغما عنه أو بقدرة فائقة على ان يقدم لها الاخر ما تود الوصول اليه، وهي ما تقابل الشخصة الرفيعة التي تود مقابلتها حتى تبدأ رحلة البحث عن مكامن هذه الشخصية، لتقف امامه شامخة ممسكة بمقودها بطريقة فنية ذكية ساحرة لاتجعل المقابل يملها حتى لو استدرجته في أسئلته لساعات، وهي تعرف كيف تقلب أسئلتها ذات اليمن وذات الشمال وكيف تتدغدغ آمال محاورها ومشاعره وأمنياته وأحلامه وتستخرج منها عسلا لذيذا طيب المذاق.
ريما مكتبي يمكن ان يقال عنها انها ساحرة صحفية وملهمة شاعر ومطرب يتألق في سماء الكلمة يطوعها كيفما يشاء، وهي بحد ذاتها مدرسة صحفية ربما تعجز مدارس الصحافة الحديثة عن بلوغ ما خاضته من تجارب صحفية، تبدو وكأنها فنانة مرهفة الاحساس وقوية الشخصية، هي لوحة سريالية ، تكاد تكون أميرة ، في احد قصور الصحافة تخرج أجيالا تنهل من خبرتها وابداعها وأسلوبها الساحر ما يشعر كبار رجالات الصحافة انه امام متمرس من نوع فريد، ربما يصعب تقليده أو سبر اغواره، لكتها تبقى مدرسة الابداع الصحفي، وهي تسجل على الصحافة اللبنانية على انها من خيرة مبدعيها التي زخرت بهم ارض بيروت المعطاء، هذه المدينة العربية التي لم أرى أجمل منها على مر التاريخ، ومن لايرى بيروت لم يشعر يوما بالجمال ولا بقيمته ولا بقيمة ابداع الكثيرين في هذا البلد الذي كان اول واكثر المسارح العربية قلعة للديمقراطية ومنها تعلم العرب الكثير عن السياسة وفن التعامل مع الآخر.
وما يقال في الانسكلوبيديا عن ريما مكتبي : انها  من مدينه صور. من عائله مكتبي ذات اصول ايرانية وهم من تجار السجاد الايراني في بيروت. اهمهم حسن وعلي مكتبي., وتستحق ان تكون سجادة الصحافة العربية او الكاشان الايراني بطبعته العربية.هي من مواليد الرابع من تموزيوليو من عام  1977 .
حياة ريما مكتبي كما ترويها انسكلوبية الغوغل:
كانت ريما مكتبي إعلامية لبنانية. بدأت كمذيعة للبرامج الترفيهية في تلفزيون المستقبل في لبنان، قبل أن تتجه عام 2005 إلى الأخبار في قناة العربية، ثم انتقلت في عام 2012 للعمل في سي إن إن لتقدم البرنامج الشهري إنسايد ذا ميدل إيست، قبل عودتها مجدداً إلى قناة العربية في تشرين الاول أكتوبر 2012.
ولدت ريما مكتبي في بيروت. قتل والدها وهي في سن الثالثة من عمرها في الحرب الاهلية، حين انهت دراستها الثانوية كانت تستعد لدخول الجامعة لدراسة الهندسة. لكنها دخلت معترك الاعلام في تلفزيون المستقبل والتي غيّرت توجهاتها. تخلت عن الهندسة ودخلت الجامعة اللبنانية الأميركية حيث حصلت على دبلوم في الصحافة وماجستير في العلاقات الدولية. أمضت خمسة اعوام في تقديم البرامج الفنية والترفيهية ولم تحقق ذاتها.
رفض أهلها عملها في التليفزيون. لكنها عملت مذيعة لأحوال الطقس ومذيعة في برنامج “الليل المفتوح”. لم تحب العمل في البرامج الترفيهية. وبعدما تعرفت مكتبي على الإعلامي والنائب الراحل جبران تويني في ورشة إعلامية في الجامعة تحولت إلى الصحافة المكتوبة، لتغادرها بعد فترة قصيرة إلى الصحافة المرئية فعملت في قناة العربية الفضائية والتي كان لها دور في ظهورها الإعلامي وحصلت على شهرة بعد تغطيتها للحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006. وانتقلت بعدها إلى استوديوهات القناة في دبي للعمل كمذيعة للأخبار فيما أُعلن مؤخراً انضمامها إلى شبكة سي إن إن إنترناشيونال لتقدم البرنامج الشهير (داخل منطقة الشرق الأوسط) وبعد مرور عامين رجعت إلى العربيه وفي هذا تقول ريما علي صفحتها الرسمية في الفيس بوك (شكرا للاستقبال الدافئ من الزملاء في قناة العربية. سعيدة جدا بعودتي بعد أكثر من سنتين ثرية بالتجارب في قناة ال سي أن أن)
جاءت مذيعة قناة “العربية”، ريما مكتبي، ضمن قائمة أكثر 100 مراسل وصحافي مؤثرين في الحروب من أنحاء العالم، بعد أن أظهروا شجاعة كبيرة في تغطية تلك الصراعات المسلحة، وذلك بحسب منظمة العمل ضد العنف المسلح الدولية (AOAV) المتخصصة في إجراء البحوث والعمل الميداني للحدّ من تأثير العنف المسلح عالمياً.
وفي هذا السياق، أعلنت المنظمة عن قائمة تضم 100 اسم من الكُتاب والمذيعين والمراسلين (من الجنسين) الذين غطوا العنف المسلح والصراع في جميع أنحاء العالم، من سوريا إلى أميركا الجنوبية. وأضافت المنظمة أن هؤلاء الصحافيين هم الجسر بين عالمَي السلم والعنف، ولولا شجاعتهم وتصميمهم على كشف واقع العنف المسلح، فإن العالم لن يكون قادراً على معالجة القضايا التي تسبب الحروب وتنشرها.
ومن جانبها، قالت ريما مكتبي: “يشرفني كإعلامية من قناة “العربية” أن أكون ضمن ثلة من الصحافيين المؤثرين في الرأي العام، وأملي أن أتمكن من التأثير إيجاباً، ووقف النزاعات المسلحة لأن الضحايا دائماً أبرياء يستحقون الحياة. وأتمنى أن يدرك كل من تسول له نفسه أن يهدد أو يقتل أو يعذب أو يخطف أي صحافي في العالم أن الترهيب سيزيد من عزيمة الإعلاميين لتحدي كل الأخطار من أجل تغطية الأحداث”.وأضافت مكتبي: “في كل مرة أذهب إلى سوريا أو مصر أو أي من الأماكن الساخنة يكون في بالي هاجس وحيد وهو أن أروي القصة كما هي. وما عودتي إلى قناة “العربية” بعد أكثر من عامين في الـ”سي إن إن” إلا قناعة بأن دوري كصحافية هو أولاً بين أهلي وناسي”.
ووفق بيان منظمة العمل ضد العنف المسلح الدولي (AOAV) فإن المنظمة التي تحتفي بشجاعة هؤلاء الـ100 شخصية ممن غطّوا العنف المسلح والصراع في جميع أنحاء العالم تؤكد أن القائمة هي استثنائية لعدة أسباب، أبرزها الشجاعة الجسدية في الذهاب إلى مناطق الحروب والنزاعات المسلحة مرة بعد مرة، فضلاً عن الشجاعة الأخلاقية.
وجدير بالذكر أن ريما مكتبي صحافية لبنانية ومقدمة رئيسية لأخبار قناة “العربية”، وقد اكتسبت اعترافاً دولياً لتغطيتها الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.
وسبق أن حصلت على جوائز إعلامية إلى جانب مشاركاتها في مؤتمرات مهمة. وانضمت في وقت لاحق لقناة CNN لمدة عامين، قدمت خلالهما برنامج داخل الشرق الأوسط، إضافةً لمشاركتها في التحليل الإخباري.
وفي أكتوبر 2012 عادت مكتبي إلى قناة “العربية”. وإلى جانب تقديمها الأخبار وصلت مكتبي إلى مناطق من سوريا دخلتها الكاميرا للمرة الأولى، وقدمت سلسلة تقارير إنسانية وأخرى وُصفت بالخطرة لبلوغها خطوط المواجهة بين الثوار وقوات النظام.
تجربتها مع العربية
«صحيح أنني أفرح بكلمة «مبروك» التي أسمعها كثيراً هذه الفترة لكنّها في كلّ مرة تزيد مسؤوليتي»… بهذه الكلمات تجيب ريما مكتبي «الحياة» عن شعورها بانضمامها الى شبكة «سي أن أن أنترناشونال». وتضيف: «إنّه أولاً اعتراف بحرفية محطة «العربية» لأنّه لولا وجودي في هذه القناة لما استطعت أن أصل إلى هذه المرحلة. لا أنفي هنا جهدي الشخصي ولكن هناك كفاءات عالية في الإعلام العربي، وعلى رغم ذلك لم يظهروا لأنّهم غير موجودين في المكان المناسب لإبراز طاقاتهم، و«العربية هي المكان المناسب لذلك». هل تعتبر أنّ هذا الانضمام هو بمثابة مكافأة لها؟ ترى مكتبي أنّ الكلمة التي تعبّر أكثر عن انضمامها إلى شبكة «سي أن أن» ليست «مكافأة» بمقدار ما هي «مسؤولية»، لأنّها تدرك حجم التحديات وحجم المشاهدين الضخم من حول العالم.
لم تكن ريما مكتبي تخطط خلال مسيرتها الصحافية لأن تصل إلى هذا المركز بل أتى ذلك نتيجة لمجهود جدي قامت به، فما الخط الذي رسمته لنفسها منذ البداية فأوصلها إلى محطة عالمية؟ تجيب: «رفضت منذ البداية أن أكون مجرّد قارئة خبر، وقررت أن أكون صحافية بكل ما للكلمة من معنى، فالنشرة التي أقرأها أعدّها بنفسي مع فريق عمل كبير». وتضيف أنّ الخبرة الميدانية تساعد كل مذيع على أن يُدرك حقيقة ما يجرى من حوله وما وراء المعلومات الموجودة أمامه.
مكتبي التي عُرفت بتغطيتها أخبار الحروب عُرفَت أيضاً بجرأتها وباندفاعها، فهل تعتقد أنّ مهنة المراسل الحربي تستحق أن يموت المرء في سبيلها؟ من دون تفكير طويل تسارع إلى القول بلهجة واثقة «نعم»، ثمّ تقول بصوت أكيد: «الحقيقة تستحق أن يموت الإنسان لأجلها أمّا السياسة فلا تستحق أن يبذل أحد في سبيلها نقطة دم، والمشكلة أنّ هذين الأمرين يتداخلان في ما بينهما لأنّ خلال تغطيتنا أخبار الحروب نجد أنفسنا ننجرف إلى الشؤون السياسية التي غالباً ما تنتهي بالصفقات». وتضيف: «حين تكون أنت شاهداً على واقعٍ ما، على حقيقة ما، وتكون أنت من القلائل الذين يستطيعون نقل هذه الحقيقة، لا يمكنك أن تفكّر بنفسك فحسب لأنّ مصير شعب كامل قد يكون وقفاً عليك وهناك تاريخ قد يُكتَب من خلالك». لا تحدُّ المخاطرة التي يتعرّض لها الصحافي بالتغطية الميدانية للحروب أو للحالات الخطرة، بل يمكن، بحسب رأيها، أن يقرأ خبراً داخل الاستوديو ويدفع ثمن قراءته إن لم يعجب هذا أو ذاك، «الصحافي هو دائماً الضحية لأنّه هو عين الناس التي يتمنّى مَن يفعل السيئات أن يُطفئها كي لا تراه ولا تحاسبه».
ريما مكتبي التي عبّرت في غير مناسبة أنّها تفكّر في التعليم الجامعي، ما الدرس الأول الذي تنقله لطلابها في الإعلام؟ «الأمانة» تقول، «الأمانة الصحافية أساسية، والموضوعية تحدٍّ في العالم العربي لأنّ كل مؤسسة إعلامية باتت محسوبة على طرف معيّن، لذلك فالإبقاء على مساحة الحرية والإبقاء على مسافة واحدة من الجميع مهمّة صعبة». ولكن ماذا يمكن الصحافي أن يفعل إن كان موضوعياً وانضمّ إلى وسيلة إعلامية غير موضوعية؟ تعتبر أنّ الصحافي لا ينتمي إلى محطة لا يعرف أسسها وأفكارها ومبادئها، وبالتالي فحين يقرر بنفسه الانضمام إلى هذه المحطة أو تلك يكون بالفعل نفسه قد قرر الخط الذي يريد أن يسير به.
في عالم الإعلام، وبعد الخبرة التي مرّت بها تعتبر ريما مكتبي أنّ السبق الصحافي ضروري، «الخبر العاجل هو ما يجذب المشاهد لذلك أهميته تكمن في التأكيد للمشاهد فكرة «نحن أوّل مَن علم الخبر»، ولكن على رغم ذلك فهو لا يأتي قبل الأمانة والموضوعية والدقة».
أمّا عن دور الجمال في الإعلام المرئي بخاصّة فتفضّل عدم الكلام عنه معتبرة أنّ المرأة العربية يجب أن تُرى بأفعالها وليس فقط بجمالها الخارجي.