قرأت لمفكر عربي راجح , نفيه لمصطلح (رجل دين) , فالإسلام لا يعرف هذه التسمية , وكأنها بدعة سلبية لتخريب الدين.
وعند تصفح بعض كتب التاريخ لم أعثر على هذا التوصيف , ولو كان موجودا لعثرت على “إمرأة دين” , أم أن الدين محتكر من قبل الرجل , وإن كان كذلك فهو ليس بدين.
(رجل دين) , أو (رجال دين) , تسمية غامضة لا تتسم بالدقة والوضوح , ولا يوجد لها تعريف أو إشارة في القرآن والسنة وعند علماء وفقهاء الدين.
فمن أين جاءت , وكيف تصدّرت وسادت؟
لا يمكن الجواب على السؤال , لكن الواضح , أن الإسلام قد تعرض لهجمة شرسة وضغط غير مسبوق بعد هزيمة الدولة العثمانية , وتم إختراع المفردات والآليات اللازمة لإدامة ضعفه والإستثمار فيه , ويبدو أن هذا المصطلح من المخترعات التي حُقِنتْ في المجتمعات المسلمة.
فالقول برجل الدين , تعطي الحق للإندساس بالدين وتشويهه ,وهذا ما يحصل في الواقع المتداعي , والذي يقود مسيرة الويلات فيه مَن يسمون أنفسهم (رجال دين) , فيجيزون لأنفسهم حق التصرف بالدين وإعادة تشكيله وفقا لرؤيتهم ورغبتهم وتصوراتهم العاهوية , فائقة التدمير والتأثير.
نعم إنهم يفعلون ما يفعلون بالدين وبأهله , ويتسببون بضعف الأوطان وخسران الإنسان , فلكل سيئة وقبيحةٍ قائد يدّعي بأنه (رجل دين) .
ترى هل سنسمع من الفقهاء والعلماء تعريفا دقيقا لهذه التسمية , أو أن عليهم نفيها وتوعية الناس بضرورة فهم الدينالقويم , وعدم الإمعان بالجهل والتبعية للمدعين بالدين.
الإسلام دين يسيير واضح لا يحتاج لتعقيدات وتأويلات , وأوهام وتصورات , وإدّعاءات بأن (رجل الدبن) , أدرى بالدين من غيره , وعلى الناس أن يعطلوا عقولهم ويستمعوا لهذرباته على أنها الدين القويم , وغيرها لا دين.
وتجربتي مع الذين يسمونهم (رجال الدين) , أنهم من أجهل الجاهلين بالدين , ويفترضون بأن الناس من حولهم جهلة , وهم الجهلة وربما يعرفون , لكنهم بالدين يتاجرون , وللآخرين يستعبدون , ويكرهون الذي يقرأ ويسأل ويتفكر , فهو عدوهم اللدود , وعقبتهم الكأداء أمام التسلط والإبتزاز , فهم تجار دين , وما أربح تجارة الدين!!