ما اجملها من علاقة صادقة معك ياصديقي القلم فانت الذي تكتب كل ما اقول وانت الذي تقول الصراحة والصدق دوما.. وربما نحن نخاف او نخشا من بطش الجبابرة في بعض الأحيان ولكنك انت الوحيد الذي لا يهاب الملوك والسلاطين…
مهما كانت الظروف المحيطة بك الا انني اراك تنهض بمحض ارادتك لتوقف الظلم وتكشف الحقيقة للناس..
تُخلد التاريخ فتكتب عن الماضي وعن الحاضر وبك تعلمت الناس القراءة والكتابة…
انت التي ذكرتك كل الكتب السماوية وانت الذي نقلت لنا قصص الانبياء والعظماء وقصص المجانين والعقلاء وقصص العشاق والشعراء وقصص الاذكياء والاغبياء وقصص الجهلاء والعلماء..
ما اجملك وانت تخط لنا حروف ثم تكونها كلمات ثم توحدها في سطور عديدة متساوية لتصنع لنا منها صفحة ربما على شكل وثيقه تاريخيه او ربما على شكل قصة او مقالة او قصيدة شعرية اونثرية..
ياصديقي العزيز
سبحان من علم الإنسان بالقلم.. علمه مالا يعلم… اليوم كل أبحاث الدنيا بعقول علمائها النيرة يكتبون بحوثهم المتطورة بك وكل العاشقين المكبوتين ينشرون احلامهم وطموحاتهم بحبرك الندي حتى وان اختلفت طريقة الكتابة فكل الطرق انت اساسها لأننا تعلمنا كتابة حروف الابجدية ونحن نمسك بيدنا سلاح لا يضاهيه سلاح انه انت ايها القلم…
احيانا ترسم صورةًّ بهية بيد فنان متمرس واحيانا يكتب القاضي قراره بك بإنهاء حياة انسان فأراك رغم جمادياتك الا انك تريد الامتناع عن ذلك..
نجدك دوماً في منارات العلم وفضاءاتها وفي اروقة كتب الماضي وحضاراته…
كم كتبنا انا وانت من أشعار الغزل وكنت انت الوحيد الذي تعرف تلك الاسرار وتخفيها عن الناس وكم رسمنا قلوبٌ حمراء في زمن المراهقة والصبيانية…
آه لو تعرف اين اصبحت تلك الذكريات الجميلة فلقد أكلت اوراقها وكلماتها دودة الارض واصبح قسم منها هشيمٌّ للنار… ومازلت انا اعيش مع تلك الذكريات ياصديقي القلم..
فسامحني لربما اخطأت يوماً بحقك ووضعتك في خانة النسيان أو أدخلتك معي في غياهب السجون في تلك الغرف المظلمة ننتظر مجيء الجلاد الى تلك الغرف البرتقالية لينتزع مني بسوطه الحقير معلومات عن أشياء لم افعلها ولن افعلها في حياتي كخيانة الوطن او التجسس على شعبي الآمن…
وها انا أعيد كل ما بقي لي من ذكريات في غرفة التحقيق وسوط الجلاد وافتراء الظالم على المظلوم لأدونه بحبرك ورصاصك الشجاع لأنني فضلتك على الكثيرين واختاريتك صديقي الدائم…….
نعم تبقى انت ايها القلم…..