19 ديسمبر، 2024 1:15 ص

غباء: عدم الفطنة , بلادة , جهل , غفلة.

ليس المقصود معامل الذكاء ودرجاته , فالمقياس الذي بني عليه التعريف , هو خواتم الأمور , فنهاية الحالات تحدد درجة الغباء الفاعلة فيها , وهذا ينطبق على الأفراد والجماعات , والدول والأمم والإمبراطوريات.

فالغباء آفة تنخر جوهر الموجود وتسقطه أرضا ليكون طعما للتراب.

دول الأمة أبتليت بقادة أغبياء , منذ بداية القرن العشرين , ولا يُستثنى أحد مهما توهمنا , وركبنا صهوة العناد والكبرياء الفارغ , فما آلت إليه دولنا كان بسبب قياداتها , التي أكدت سلوك الغباء , ففعل بوجود الأمة ما فعل.

أكثرهم بلا مهارة قيادية , ولا حكمة وتبصر , ونظرهم قصير , ويفتقدون قدرات رؤية مآلات الأمور وتداعيات ما يقررون , ومن السهل إيقاعهم في المطبات والحفر , ليتم سحقهم ودفنهم وإيصالهم إلى سوء المصير , كأنهم لم يكونوا كما كانوا قبل حين.

أنظروا نهاياتهم وبموجبها قرروا مستويات غباوتهمم , وعجزهم على التفاعل الواعي مع عناصر ومفردات دولهم , التي أوجدتها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى , وتقاسمتها على أنها فرائسها وغنائمها الحلوب.

خذوا أي دولة وستكتشفون قوة الأفعال الغبية , التي أفرغتها من طاقات وجودها العزيز , خدعونا بقادة كثر وعندما سقطت الأقنعة تبين المستور.

والعلة أن كل أمة تلعن أختها , فتجد دولنا في دوامات متماحقة من تغيير الأنظمة , وما هي إلا تسلطات فئات على أوطان يتحقق إفتراسها بنهب ثرواتها من قبل أبنائها المغفلين , وبهم يدوم الإستعمار وتتوارد الأرباح إلى ديار الطامعين.

فمسيرة قرن أو يزيد , تؤكد مآلات الأموال في دول الأمة , فما دامت مستعمَرة ومخنعة بأنظمة حكم  مسوّقة , بأساليب متطورة للضحك على الأجيال ومصادرة مصيرها , فلن تقدم شيئا ولن يعم الإستقرار والأمان والرفاه.

فالقوى الطامعة تشجع الفاسدين والعدوانيين والمجرمين , وصارت تستعمل الدين للقضاء على الدين وأهله , فما أسهل شق الأمة وشرذمتها بإسم الدين , فكل دجال يقول أنا صاحب الدين القويم وغيري من الكافرين , وكل يعتصم بأمارة السوء التي فيه!!

فهل من فعل ذكاء مبين؟!!