العرب داء العرب , والكراسي فاجعة العرب , ولا أشد عدوانا على العرب من العرب , ولا عيب في العرب إلا العرب أنفسهم.
قد يقول قائل ماهذا التجني على العرب؟!!
لكن الوقائع والأحداث والتطورات ومنذ تأسيس دول العرب وحتى اليوم , تشير بوضوح إلى أن سبب ضعف العرب هم العرب , وأنهم بدولهم يساهمون في إضعاف وجودهم وتحطيم دورهم وإلغاء قيمتهم.
تأملوا في الزمن المعاصر كم من الدول العربية تعادي بعضها وتتآمر على بعضها , وتهدر الأموال لتدمير بعضها , وقد وصل الحد إلى أن دول الخليج التي كانت تمثل بعض الأمل الإتحادي والتفاعل الإيجابي قد بدأت بتفاعلات العدوان.
ولو تابعنا ما يبثه الإعلام على قناتين تلفازيتين تابعتين لدولتين خليجيتين , لتبين لنا بوضوح مدى التنافر والتناحر والعداء الفاعل بينهما.
فالدول العربية بأنظمتها القائمة والغابرة لا تعرف التفاعل الإيجابي , وتميل معظمها إلى التعاون مع الأجنبي لتدمير العربي.
ولا يمكن إستثناء دولة عربية واحدة من هذا السلوك الخسراني المرير المقيم فيها عبر الأجيال.
فأنطمة الدول العربية تتآمر على بعضها , ويسري الشك الرهيب بينها , ولهذا لا تقيم علاقات ذات قيمة ومعنى وفائدة للمواطنين.
ولا يمكن لأية دولة عربية أن تُهزم من قبل دولة أخرى إلا بتعاون العرب معها , وقصة العراق وليبيا وسوريا واليمن واضحة أمامنا.
فأنظمة الحكم في الدول العربية ضد العرب , مهما قالوا , لأن الأفعال تبرهن ذلك وتؤكده وتكرره , فهل وجدتم دولة واحدة تعمل لصالح العرب؟
إذا وجدتم فأنها ستساق إلى حتفها , فلا يجوز لنظام عربي أن يعمل لصالح العرب , وإن فعل ذلك فأن عمره سيكون أقصر مما يتصور , فأعمار أنظمة الحكم في الدول العربية تتناسب طرديا مع مدى قدراتها في العدوان على العرب.
فهل وجدتم نظاما عربيا معاديا للعرب قد تم الإجهاز عليه , أم يتحقق تمديد عمره وتقويته ومده بما يساهم في دمار عربي أعظم.
فالعرب بأنظمتهم السياسية المتنوعة هم ضد العرب , وقد يأتي القارئ بما لا يُحصى من الأسباب التي تسببت بما عليه العرب اليوم , لكن السبب الحقيقي يكمن في أنظمة العرب التي تتعادى وتستنزف طاقاتها في إنهاك بعضها , وإستدعاء الآخرين للعمل على الإجهاز على أخيها العربي.
فأين العروبة يا عرب؟!!
ولماذا أنتم عرب؟!!