البشرية ما عهدت الديمقراطية في مسيرتها , وإن جربتها في بعض الفترات , لكنها إنتهت بتداعيات دامية , وقصصها معروفة في اليونان , وفترة الخلفاء الراشدين ، التي قتلت ثلاثة منهم .
فالديمقراطية من وسائل إطلاق المطمورات , فما تبعثه من خير وقدرات إبداعية , يترافق مع إتجاهات ربما تدمر معطيات الخير.
فالشر كالنار يحرق كل شيئ!!
البشرية وصلت إلى ما هي عليه من الرقي والتقدم بسبب الإستبداد والحكم الشديد , الذي يقمع الشرور بقوة الحديد والنار وسلطة الدستور والقانون القويم.
وعندما ننظر تأريخ الديمقراطية منذ الثورة الفرنسية (1779) , وليومنا الحاضر , نجدها تسببت بتداعيات وحروب فظيعة , فالغلبة للقوة مهما توهمنا.
وفي الدول الديمقراطية المعاصرة , يتحدثون عن الدولة العميقة , وتعني التي تديرها القوة بأنواعها ومستوياتها , كالمال والإعلام والسلاح وغيرها.
فالدول الديمقراطية محكومة بالقوى المتنوعة التي لها آلياتها وقوانينها وأجنداتها , ولا تستطيع الإقتراب منها , لأن أجهزتها التنفيذية ستكون في مأزق.
وعندما تحاول بعض المجتمعات السائرة في ركب السمع والطاعة , والماضية على سكة التبعية وإلقاء المسؤولية على الغير , تصبح الدولة في خبر كان , وتتأسد فيها الفصائل المسلحة وتتحكم بمصائر البشر.
وهذا ما يحصل في بعض دولنا التي ترفع رايات الديمقراطية , وقد إندلقت فيها الشرور بأدواتها فلا تعترف لا بدولة ولا بقانون , وتمضي وفقا لما تعتقده وتراه الصراط المستقيم , وغيره الأعوج الرجيم!!
فالديمقراطية بحاجة لمقومات متنوعة , إقتصادية , علمية , ثقافية , إجتماعية , قانونية ودستورية , إضافة لقوة ذات سطوة وقدرة على لجم جماح أي إنحراف سلوكي.
ومعظم الدول الديمقراطية المعاصرة ذات قوة عسكرية فائقة , ومتطورة جدا.
فلا ديمقراطية بلا قوة مؤثرة ومهيمنة.
فالبشر لا ينقاد إلا للقوة!!
و”الأقوياء بكلِّ أرضٍ قد قضوْا….أن لا تُراعى للضعيف حقوقُ”!!