جمعني ليلة البارحة مجلس تأبين سبط رسول الله ص الامام الحسن عليه السلام في منزل أحد الاصدقاء، وجرى خلال اللقاء التحاور بما يحيط ببلدنا العراق والامة الاسلامية من مؤامرات، وكما جرت العادة أن تتحول مناسبات اهل بيت النبوة ومسيرتهم الى ( صالونات ثقافية)، سيما حياة الامام الحسن بن علي ابن ابي طالب الاكثر اثارة، بوصفها شهدت صلحه مع معاوية بن ابي سفيان الملعون على لسان نبي الرحمة محمد ص، وما رافق ذلك الصلح من انقسام الامة بين مؤيد ورافض لذلك الصلح، على الرغم أن العقلاء يذهبون الى اهمية ذلك الصلح بالحفاظ على ما تبقى من رجالات ومصالح الامة، وبرزت حكمت الحسن بن علي في التعامل بواقعية مع ما تبقى، والمراهنة على الوقت والمتغيرات التي تفرزها ظروف الامة ومواقفها تجاه بوصلة القوى آنذاك، وفعلا تحقق ذلك بعد عقد من الزمان، بثورة الطف التي بعثت الامة من جديد.
بالنتيجة اتفق المتحاورون أن الاعلام الاموي نجح في حجب وتضليل الجمهور عن جادة الصواب وتغييب وقتل رجالات الامة البارزين أبان مدة حكم معاوية، ومن بين غرائب الحوادث قتل المعارض الصحابي (عمرو بن حمق الخزاعي)، وقطع راسه وحمله الى الشام بذريعة اثبات براءتهم لمعاوية من دمه، وأدعوا لدغ افعى له!!!، ولا أدري هل كان عند معاوية جهاز ” سونار”؟!.
تداخل أحد الاصدقاء لتأكيد أن الامة لازالت تتعرض الى مؤامرات الاعداء. يقول: التقيت في تركيا مع بعض الاصدقاء الجزائريين، وهو احد تجار الالبسة، وقد لفت انتباهي ان معظم بضاعته من (التي شيرت او القمصان والبنطلونات ….الخ ) هي قياس (small ـ ×) سألت صديقي الجزائري عن عدم شراء القياسات الاخرى الاكبر حجماً اجابني : ( أن غالبية الشباب الجزائري اليوم هم ذوو بنية ضعيفة بسبب ادمانهم على تناول المخدرات)!، بادرته بسؤال كيف اخترقت المخدرات الشعب الجزائري؟ تعددت الاجابات الصحيحة، لكن الجواب الحقيقي الذي يمثل أس المشكلة، هو استهداف الموساد الاسرائيلي لثروة الشعب الجزائري الحقيقية المتمثلة بموارده البشرية (الشباب)، وسقت بعض الادلة التاريخية التي تبرز صلابة الشعب الجزائري ومساندته الحقيقية لقضية العرب والمسلمين القضية الفلسطينية.
قاطعني احد الاصدقاء، ليؤكد ما ذهبت اليه بدليل انتشار المخدرات في مناطق جنوب العراق اليوم التي انتجت الحشد الشعبي عام 2014 ، حيث احبط مخططات الماسونية العالمية عندما اذاق صنيعتها “داعش” مر الهزيمة، وحفظ وحدة العراق.
نحن اليوم نحذر الدولة العراقية من هزال الشباب وفقدان شكيمتهم، وندعوها الى وضع استراتيجية لمكافحة المخدرات، عبر وضع خطط ناجعة تتضافر فيها جميع الوزارات وفي مقدمتها (وزارة الشباب والرياضة)، وندعو البرلمان العراقي لسن قوانين رادعة لتجار المخدرات، وعدًها جريمة اخلال بالأمن القومي، كذلك نطالب القنوات الاعلامية العراقية وخطباء المنبر الحسيني للتعريف بمخاطر تعاطي المخدرات، وارتدادات ذلك على المنظومة الاجتماعية العراقية.