أولئك الذين يستثمرون في الصراعات البينية في مجتمعاتهم , ويأتي في مقدمتهم أدعياء الدين وتجاره المتحايلون , الذين يقولون ما لا يفعلون , وبأهوائهم يسترشدون , وعلى الناس يتسيدون , ويوهمونهم بأنهم يمثلون الدين , وهم يسخرونه لتأمين رغباتهم وأطماعهم , وحشو جيوبهم بالمال الحرام , الذي تسوغه فتاوى غاشمة.
ما أكثرهم والقوى الطامعة المستفيدة منهم , تساندهم وترعاهم , وتسوّقهم وتخدع الأجيال بهم , وتصنعهم على مقاسات مصالحها , ومشاريعها الخفية والعلنية.
ويبدو أن المؤججين سيستمرون في نشاطاتهم المعادية لأوطانهم , والمحققة لمصالح أسيادهم لأمد بعيد , ولن تتغير الحال مهما توهم المتوهمون.
إن المصالح هي البوصلة والمعيار , وما هو قائم يمثلها بصورة غير مسبوقة , وخارجة عن توقعات وخيال القوى الطامعة , فلماذا يحاولون تغيير ما ينفعهم ويؤمّن شعار ” سعيد مَن إكتفى بغيره”
فالعلة الجوهرية ذاتية وتنخر المجتمع وتفعل فيه الأفاعيل , وتجد مَن يساندها ويحميها من الإرادة الوطنية , وبذلك تكون متسيدة وذات موارد متنوعة ودعم لا محدود , لأن ثروات البلاد يتحقق إستخدامها لتدمير البلاد.
ولا يمكن إلقاء اللائمة على أية قوة خارجية تهتم بمصالحها , وتعتني بمواطنيها , لأن ذلك من أولويات مسؤولياتها , لكن اللائمة تقع على أنظمة الحكم المعادية لمواطنيها , والناكرة للمصالح الوطنية , والمتوهمة بأن عليها أن تغنم وتسرق وتعيش في رفاه ونعيم , ولا يعنيها غير ذلك.
ويبدو أن الإعلام مسخّر للتأجيج , ومعظم وسائل الإتصال ومحطات التلفزة والصحف والإذاعات , ممولة وتخدم آليات التأجيج والترويج لما يبدد طاقات الناس ويبعدهم عن أصل المشكلة.
ترى هل التوعية الجماهيرية تنفع؟
الواقع يؤكد أن القوة أيا كان نوعها ومصدرها وتمويلها هي الحاكم المطلق والسيد المطاع.
ولا قيمة للكلام مهما أصاب الحقيقة وإستقام!!
د-صادق السامرائي