يعتبر الغذاء الصحي والتغذية المتوازنة جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، ومع ذلك، فإن استهلاك الخضار والفواكه الحاصلة من المزارع التقليدية التي لا تستخدم المواد الكيميائية الضارة قد انخفض في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تزايد الطلب على الخضار والفواكه المستوردة التي تمت معالجتها بمواد قد تكون ضارة، وهناك قلق متزايد من تأثير هذه المواد على صحة الإنسان والتأثير الاجتماعي لهذه البضائع في المجتمع العراقي، كما تُعتبر الخضار والفواكه أساسًا غذائيًا هامًا لصحة الإنسان، حيث تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على الجسم بصحة جيدة، ومع ذلك، فقد تعرضت هذه المواد الغذائية لمشكلة خطيرة تتمثل في استخدام المبيدات الحشرية والكيماويات الأخرى لمكافحة الآفات وإطالة فترة الحفظ، توضح الأبحاث العلمية أن استخدام المواد الكيميائية في معالجة الخضروات والفواكه يمكن أن يؤدي إلى تراكم المواد السامة داخلها، ومع تناول هذه الخضار والفواكه المسمومة، يتعرض البشر للعديد من المخاطر الصحية، فعلى سبيل المثال، قد يتسبب تعرض الأطفال للسموم الموجودة في الخضروات والفواكه في ظاهرة العوق البدني والعقلي، يعتبر ذلك تأثيرًا سلبيًا يترتب عليه تكاليف صحية واجتماعية عالية، ومن أجل معالجة هذه المشكلة الخطيرة، يُقترح عدة خطوات واجراءات، على سبيل المثال، يمكن تعزيز الزراعة العضوية لتقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية، بالإضافة إلى ذلك، ينصح بتعزيز الرقابة الصارمة على جودة الخضروات والفواكه المستوردة وفحصها للتأكد من خلوها من المواد السامة، علاوة على ذلك، يمكن توعية المجتمع بأهمية تربية حدائق المنزل وزراعة الخضروات والفواكه العضوية، كما يجب التعرف على أنواع المواد الكيميائية المستخدمة في المعالجة والمحافظة على الخضار والفواكه المستوردة، تشمل هذه المواد المبيدات والمواد المحفوظة والهرمونات النباتية والعديد من المواد الأخرى، وقد يتم استخدام هذه المواد للحفاظ على جودة المنتج وتجنب الآفات الحشرية وأمراض النباتات، ومع ذلك، قد تشكل هذه المواد خطرًا على صحة الإنسان عندما تستخدم بكميات كبيرة أو اذا فشل تطبيق مبادئ السلامة والجودة في عملية المعالجة، كما يتعين فهم التأثيرات السلبية لهذه المواد الكيميائية المستخدمة، تشير العديد من الدراسات إلى وجود علاقة بين تعرض الإنسان لهذه المواد وبين زيادة نسبة الأمراض المزمنة مثل السرطان والأمراض القلبية والسكري والمشاكل الهضمية والعقم والحساسية والربو وغيرها من المشاكل الصحية، يعتبر الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن أكثر عرضة للتأثير الضار لهذه المواد الكيميائية، وإن آثار هذه السموم الموجودة في الخضار والفواكه المستوردة تتجاوز التأثير الصحي الفردي، وتلعب هذه السموم دورًا في ظاهرة العوق في المجتمع العراقي و تؤثر الشوائب الكيميائية على جهاز المناعة لدى الأفراد وتقلل من القدرة على مكافحة الأمراض والحفاظ على صحة جيدة، يؤدي العوق إلى تزايد الأمراض وانخفاض المناعة وارتفاع النفقات الصحية وتدهور جودة الحياة، لامناص من القول إن قلنا إن ظاهرة العوق في المجتمع العراقي تحتاج إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة للحد من تأثير السموم في الخضار والفواكه المعالجة بالمواد الكيميائية، تشمل تلك الإجراءات الزيادة في إشراف الجهات الحكومية على جودة المنتجات وتطبيق القوانين الصارمة بشأن استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية كما يجب توعية المزارعين بأثر استخدام تلك المواد على البيئة وصحة الإنسان وتشجيع استخدام الزراعة العضوية والمواد العضوية البديلة.
