(( الأسرة العراقية في وقتنا الحاضر تعيش الآن أسوء حالاتها وتخوض صراعا مستعرا برعاية ثلاثة أجيال الأول المسمى الرعيل الأول وهو الجيل الذهبي كما يطلق عليه من خلال نمط المعيشة والظروف التي عاش فيها والذي كان يقرأ ويتعلم من الواقع خبرته الحياة وغربلته جيدا عاش فيها متمسكا بالقيم والمبادئ والأخلاق والدين وساهمة في بناء الأسرة الصحيحة التي هي نواة المجتمع وعد في حينه جيل ذو شخصية فرض نفسه في مجتمعه وساهم في بنائه المتماسك الخلاق والمربي الفاضل كل في موقعه وبقية بصمته في عقبه إلى الآن وهذا الجيل نستطيع أن نحده من عام 1960 ميلادية وما دون أما الجيل الثاني وهو الوسطي فهو جيل يصل إلى عام 1990 ميلادية والذي وقع عليه الثقل الكبير في مواصلة ومواكبة الجيلين الأول والأخير وهو الذي تأثر بالرعيل الأول وعاش في كنفه ورعايته وتعلم منه الكثير واستطاع أن يحمل منه أرثا حضاريا وعلميا وعمليا وفكريا وهذا الجيل تحمل الجزء الأكبر من المسئولية والصدمات والهزات الاجتماعية التي تعصف بالجيل الجديد وهو يكافح في الصمود بوجه المتغيرات الاجتماعية والأسرية التي تصارع من أجل البقاء على قيد الحياة للحفاظ عل القلة القليلة من المبادئ والقيم والأخلاق والترابط الأسري والثبات على ما بقي من المجتمع المتماسك والحفاظ على قيمه المتناثرة في ساحة الحياة في وسط الريح العاتية من التغيير والتطور والحرية المطعمة بالسموم والأفكار المنحرفة التي أراد العدو تمريرها وتطبيقها على الجيل الجديد المحملة بالمشاكل المجتمعية أمام مرأى ومسمع الجيلين القديم والأوسط متشبها بالسفينة مشرفها ومالكها الجيل الأول القديم وقائدها وربانها الجيل الوسطي الذي يعاني ويكابد في الثبات على بوصلة المسير نحو الأمام ومواكبة الحياة لإيصال ركابها الذين لا يبالون لما حولهم من الأمواج العاتية في بحر لجي غير مدركي نهايته وهم في غفلة مما يجري لهم ومن حولهم من الضياع للمستقبل المجهول الذي ينتظرهم عند مرسى الحياة الصعبة المليئة بالمفاجئات وأن هذا الجيل ( الجيل الحاضر ) وقع ضحية المشروع الماسوني العالمي وبرامج الشيطان الذي أعدته القوى الغربية لتدمير الشعوب وضرب مجتمعاتها والأسرة بالخصوص حيث استطاعت هذه الدول من السيطرة على فكره وعقيدته وأخلاقه بأساليب شيطانية متقنة ومدروسة صرفت عليها أموالا طائلة وجهدا في سبيل تحقيق أهدافها فكان لها ما أرادت وحصدت ما زرعت منذ سنوات طويلة من خلال ما نرى من تخبط وإلحاد وممارسات بعيدة عن الدين والقيم والعقيدة والأخلاق في صفوف الشباب بالذات كونه هو المحرك لعجلة الحياة والعائلة والابتعاد عن نصح وعقلانية وتجربة الجيل القديم وكذلك غياب التوافق وعدم قدرة للجيل الوسطي من التأثير في الأسرة فقل ما نجد توافقا بينهما على صعيد التربية والتعليم حين أصبح الجيل الأول لا حول ولا قوة له إلا النصح الذي لا يجدي نفعا في أطار المتغيرات الجديدة التي طالت المجتمع الذي ركب موجة العصر الحاضر بكل سلبياته وأمراضه وصعوباته بدون دراسة ودراية ما هو الصحيح والغير صحيح جيل لا يقرأ ولا يستمع لا يعلم ولا يتعلم في تيه فرضه عليه قادة المشاريع العدوانية الشيطانية في العالم حيث نرى ضياع الجيل الجديد من أيدينا وانقطاع الحبل الممتد بين هذه الأجيال الثلاثة فالقادم خطير جدا أذا لم نتدارك الأمر في المستقبل )) ضياء محسن الاسدي