18 ديسمبر، 2024 11:26 م

الشعر أفيون العقول!!

الشعر أفيون العقول!!

أفيون: عصارة الخشخاش ويستعمل للتخدير وتسكين الآلام , كما يستخدمه المدمنون.
والمقصود أن الشعر يخدر العقول ويحرمها من التفاعل الفكري الجاد مع الواقع الذي تكون فيه , بل يحلق بها في فضاءات هروبية متخيلة على أنها الجمال والفن والطرب الروحي والنفسي , وإذا نطقت بالفكر والشعر هبت بوجهك أئمة الشعر المتوهمين بشاعريتهم وقدراتهم الفريدة , التي تستوجب تنصيبهم أمراء على الشعر وكل في نرجسيته يتغنى ويتمنى.
الشعراء يساهمون بقصد أو غير قصد بتعطيل الوعي الجمعي , وتمويت العقول وشحنها عاطفيا وتأجيجها إنفعاليا , وحقن القراء بالرؤى السلبية , واليأس وتعويدهم على التلذذ بالتشكي والتظلم والقهر وعدم القدرة على القيام بفعل , لأنهم أوهموهم بأن القول هو الفعل.
سيغضب مَن يغضب من الذين يسمون أنقسهم شعراء , لكنها حقائق يكشفها الواقع الأليم , فكلما زاد عدد الشعراء في مجتمعاتنا إزداد تعطيل العقل ومصادرة التفكير , ولهذا تجد الواقع يتدحرج إلى مهاوي التداعيات المريرة , والشعراء ينوحون ويتظلمون ويتفرجون ويخشون التحدي والمواجهة وقول الحقيقة , وإنما يخجل وإستحياء , بحجة الفن والرمز والغموض والصورة الشعرية , وغيرها من الهذيانات والإدعاءات التي تصيب الواقع بمقتل.
الشعر في مجتمعاتنا ما عاد ينفع , وهو هروبي تخديري تمويتي , لا يساهم في نهضة وتنوير وتطوير للمعرفة وإثراء للثقافة , ولا يُعرف لماذا يُسمى شعرا , ولماذا يكتبه الذين يعرفون أن مَن يقرأه بضعة من المتوهمين بالشعر الذين يسمون أنفسهم نخبة.
وعلى الذين يدّعون التحديث أن يقدموا ما هو نافع وقادر على تجديد الوعي وتطويرالثقافة , وإشراق العقول بالإبداع الذي يساهم بتغيير الواقع , وبناء الوعي المتوثب لصناعة المستقبل الأقدر على التحدي والتواكب والرقاء.
فأين الشعر النهضوي الواعد بالتثوير والتحفيز على بناء العقول والأرواح والنفوس الحضارية المشرقة؟!
عليكم أن تسألوا الشاعر ماو!!!
د-صادق السامرائي