18 ديسمبر، 2024 10:45 م

هو الحسين يقف في حومة الوغى يخاطب الجموع الاف مؤلفة من الجند الذين نكثوا العهود وتمادوا في غيهم وسولت لهم انفسهم ان يرفعوا سيوفهم لحرب الامام لكنه لا يبادرهم القتال قبل ان يلقي عليهم الحجة بحديث قدمنا بدايته في الحلقة الاولى والان نقدم ما بقي من خطبة الحسين عليه السلام حيث قال :
(فأن كنتم في شك من هذا القول أفتشكون أني أبن بنت نبيكم…؟فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولافي غيركم .ويحكم اتطلبوني بقتيل منكم قتلته …أو مال لكم استهلكته أو بقصاص جراحة…؟).
….
هل فكر اولئك بهذه العبارات التي هي كلمات حق وصدق واستفسارات اجاباتها النفي (كلا) فالحسين لم يكن مطالب بدم قتيل والحسين لم يستهلك مال احد والحسين ليس مطالب بقصاص جراحة ولذا كان عليهم وجوابهم النفي ان يواجهوا انفسهم وان تهديهم ضمائرهم الى سبيل الرشاد ووضع السيوف في اغمادها ومغادرة ساحة الميدان وان تحاسبهم انفسهم على امرجلل يقدمون عليه فهل كان ذلك رادع لهم عن الحرب …؟.
كلمة (كلا) تتكرر لان ذلك القول لم يحجزهم ولن يردعهم عما اقدموا عليه, كانت احلامهم تجرهم الى سبل الضلال وتسلك بهم الاثم والعدوان تركض بهم كخيل شمس حيث الخسران المبين.
وهل غير الحسين ابن بنت نبي غيره فيهم او في غيرهم سواء كان ذلك في مشارق الارض او مغاربها .
انه الحسين خامس اهل الكساء الذين اجتباهم الله تعالى وطهرهم تطهيرا .
انه الحسين ريحانه رسول الله وسبطه وهو الذي قال فيه وفي اخيه الحسن :
(الحسن والحسين ريحانتاي),
عجبا لقوم يؤمنون بدين النبي ويقتلون ذريته!!!!
………………….
كتبوا يسألوه واجفين
فاجابهم
وهل لغير الحسين من مجيب لدعوة الحق
فهل من وحشية اعظم
من هذا الفعل…؟
…….
الثاكلات يشهدن بأم اعينهن الاجساد المضمخة بدم الشهادة
…..
غدا تقف الخصوم
عند رب كريم
يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
ومن تكون
النفس المطمئنة
النفس التي مضت في طريق الحق لا تأخذها في الله لومة لائم
النفس التي علمت ماذا تبيع وماذا تشتري
النفس التي كان بيعها وشرائها مع رب عظيم
رؤوف رحيم
بر كريم
…………………….
هو الحسين وهل في تاريخ البشرية من احسن البيع والشراء مع الله تعالى كالحسين…؟
رجال لا تلهيهم تجارة او بيع عن ذكر الله
هو بيع ابدي وشراء ابدي ……
هو بيع ابهر الملكوت وفاضت الارض دما عبيطا وبكت له السموات والارضون
………………………..
في ارض هي كربلاء …..
في معركة لم تستمر الا سويعات
الناصر قليل هم سبعون من الانصار والمقربين
جمعهم الايمان واليقين
والعدو كثير
الاف مؤلفة وجيوش معدة
جمعهم حب آخر
الجاه والمال والسطوة
الفضة والذهب
وما جاد به الامير وما وهب
متاع الحياة الدنيا
قليل مكثه
يسير بقاؤه
ان كان حلالا ….
فكيف اذا كان كسبه من الحرام….؟
كيف اذا كان كسبه بقتل الامام…؟
واي امام ….؟
الحسين ….!!!!
جده :النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله الطاهرين وصحبه المنتجبين السلام.
والده: علي بن ابي طالب امير المؤمنين وسيد الوصيين وكان للنبي ابن عم واخ كريم اذ اخاه في الله يوم آخى بين المهاجرين والانصار اثنين اثنين وبقي علي فردا وحين سأل عن ذلك قال له انت اخي ووصي ومنزلتك مني كمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي.
والدته : سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين (فاطمة الزهراء) ابنة رسول الله التي قال عنها النبي (ص) :
ام ابيها ,فاطمة بضعة مني
وهي ابنة أم المؤمنين (خديجة الكبرى) اول المؤمنات بالرسول الكريم التي واسته وبذلت دون الدعوة للدين الحنيف مالها وصبرت على الاذى وتحملت الصعاب والتي بشرها ربها الكريم ببيت في الجنة وابلغها السلام .
خديجة الكبرى التي كان يرى بها رسول الله (ص)المؤازر والمواسي واسمى عام وفاتها عام الحزن اذ فقد فيه عمه ابو طالب عليه السلام وزوجه خديجة الكبرى . الحسين
اخوه :الحسن المجتبى عليه السلام سبط رسول الله الذي قال فيه وفي الحسين:
(الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة)
(الحسن والحسين امامان ان قاما او قعدا)
وفي الكتاب الكريم
( قل لا أسئلكم عليه من اجر الا المودة في القربى)
هو الحسين
تعجز الكلمات ويعجز القلم من ان يسطر عبارة توجز حروفها ذلك الاباء او تصف الروح المفعمة باليقين اذ تضمخت بدم الشهادة ومضت راضية مطمئنة اذ قال عليه السلام:
(مثلي لا يبايع مثله)
اجل هذا هو الحق اليقين
دعا الحسين (الا هل من ناصر)
فهل من مجيب……