منذ بدء العهد الجمهوري والبلاد تتمتع بحكومات إنقلابية خربت أكثر مما عمّرت , وربما قتلت من المواطنين ما لم تفعله حكومة في الدنيا.
فمنذ إنطلاق العهد الجمهوري كان الدم عنوانا والقتل مشروعا , فانطلقت مسيرة الدموع والأحزان , وتحقق الإغتيال المروع للفرح , وغدت البلاد ميدانا لجزر العباد بأنواع الوسائل وأفظعها دمارا وتأثيرا.
فابتدأت الصراعات الداخلية تحت لافتات حزبية , أريق بموجبها دماء الآلاف تلو الآلاف , فوصل الأمر لإتهام أي مواطن بتهمة ما ليلقى حتفه , خصوصا عندما تم إيقاد حرائق الأحزاب بأنواعها , والتي تماحقت بلا هوادة.
ولكي تقضي على الشعب وتدمر الوطن , إنشر فيه آفات الأحزاب ودعها تأكل بعضها , شيوعي , بعثي , قومي , إخواني , وغيرها من المسميات التي تحقق إعدادها للتماحق العدواني الإستئصالي الفظيع.
وتحقق توسيم المواطن وختمه بحزب ما , لينال أشد العذاب والعقاب , وهو لا هدف عنده سوى خدمة الوطن بطريقته , ووفقا لما يراه صالحا ونافعا له , غير أن الأحزاب أكباش تتناطح وتتماحق و فحولت البلاد إلى مواطن للمجازر والفظائع المشينة.
ولا تزال مسيرة النيل من المواطن وقهره وإذلاله وترويعه تمضي على قدم وساق وبعنفوان متزايد.
ومنذ مجزرة قصر الرحاب , والبلاد في دوامة التفاعلات الغابية المتوحشة الضاربة في عمق الأجيال والمدمرة لمسيرة الحياة.
فأنظمة الحكم كالأمواج التي ترتفع وتنخفض , واللاحق يمحق آثار السابق , وهكذا دخلت البلاد في دائرة مفرغة من الخراب والدمار والماحق.
ووفقا لمعطيات الواقع المأساوي , فالحالة آسنة في مستنقع التصارعات الخيباوية العاصفة في البلاد.
فهل من يقظة وطنية وقيادة ذات همّة إنسانية , وإرادة حضارية؟!!