لقد تجاوزَ السّيد رئيس مجلس النّواب أسامة النُّجيفيّ على شبكة الإعلام العراقيّ ، بمنعه دخول مراسلي قناة العراقيّة إلى مجلس النّواب لتغطية وقائع الجلسة ، بحجة عدم تغطيتها مؤتمره الصّحفيّ الذي عقده في السّادس من آذار..
وهنا تظهرُ لدينا الكثير من علامات الاستفهام والتّعجب ، فلماذا يرفضُ النُّجيفيّ دخول المؤسّسة الرّسميّة للدولة ، والصّوت الأوّل لها إلى مجلس النّواب ؟ في الوقت الذي يسمح للمؤسّسات الإعلاميّة التي انتهجت الفكر الطائفيّ والمحرضة على العنف بدخول مجلس النّواب ، لنقل وقائع الجلسات ، وإجراء المقابلات الصّحفية !
فهل وصلت اللّعبة السياسية إلى مراحلها القذرة ، التي لا تعترف بالدّستور والقانون وحقّ المواطنة ؟ وهل أصبح الخصمُ الآن هو السّلطة الرّابعة ، لاسيما ونحن مقبلون على الانتخابات ؟ وهنا يأتي الدور الفاعل و الحاسم لوسائل الإعلام في رفع أو خفضِ كفّة المرشحين .
وهل بدأت الشّخصيّات السّياسيّة تتخوّف من السّلطة الرّابعة في كشفِ النّقاب عن وجوههم الحقيقية ، وعرضها أمام أنظار النّاخب ؟ أو أنّهم توجهوا لسياسة خلق المشاكل في الشّارع العراقيّ ، ليضلِّلوا الرأي العام عن توجهاتهم في دعم الدول الإقليميّة الممولة لتنظيم “داعش الإرهابيّ” في العراق ؟
إنّ منعَ النُّجيفيّ دخول مراسلي العراقيّة إلى مجلس النّواب يعدُّ انتهاكاً واضحاً لحقوقِ الصّحفيّ العراقيّ . وإنّ المادة 38 من الدستور العراقيّ تنصّ على أنْ تكفل الدولة ، بما لا يخلُّ بالنّظام العام والآداب :
1. حرية التّعبير عن الرأي بكل الوسائل .
2. حرية الصّحافة والطّباعة والإعلان والإعلام والنّشر.
إنّ هذه المادّة الدّستوريّة تؤكّد أنّ رئيس مجلس النّواب قد قفزَ على الأُطرِ الدّستوريّة والقانونيّة . وهنا السؤال الذي يفرض نفسه على المتابع : إذا كان رئيس السّلطة التّشريعيّة لم يحترمْ الدّستور ، فكيف يمكن أنْ نبني دولة القانون ؟!
فعلى جميع الإعلاميين والصحفيين الشرفاء ، أنْ يوقعوا وثيقة شرفٍ لإعلان “تحالف الصحفيين العراقيين ” ، ليكونَ هذا التّحالف هو السّلطة الرّابعة ، وصاحب القرار الصّحفيّ في البلاد ، مُتحدّين به النُّجيفيّ ومثاله ، وذلك بمقاطعته في مؤسّساتهم الإعلاميّة وتهميشهُ ، ليكون درساً لكلّ من يتجاوزُ على السّلطة الرّابعة , وليعرفَ الجميع أنّ الصّحافة في العراق هي خطٌ أحمرٌ لا يمكن تجاوزه . وحتى لا يتجرّأ غداً سياسيٌّ آخر على مؤسّسةٍ إعلاميّةٍ أخرى ، فينتهي بنا المطافُ إلى أنْ تفقدَ الصّحافةُ في العراق هيبتها .