أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن عزوف أكثر من أربعة ملايين ناخب عن مراجعة الهيئة لتحديث بياناتهم ، وان من توجه للتحديث لا يزيد على 220 الف محدث لبيانه ، ويذكرنا هذا التوجه بقيام أكثر من مليوني مواطن بترك بطاقاتهم البايومترية وعدم استلامها ، في انتخابات عام 2021 ، ويعد هذا الموقف السلبي تجاه دعوات الهيئة بمثابة تمرد ناعم على العملية السياسية ، وعلى مسرحية الانتخابات ، وعلى موضوعة الانتخابات ، وهذه المرة على انتخاب مجالس المحافظات ، تلك المجالس التي الغتها تظاهرات تشرين لعام 2019 .
أن ما أفرزته انتخابات مجلس النواب لعام 2021 من نتائج انتخابية كان من مخرجاتها عزوف أكثر من 80 بالمئة مم يحق لهم الانتخاب ، وهي نسبة عالية كفيلة بأن تسقط النتائج وترمي مجلس النواب الحالي خارج قاعة الانعقاد . لانه كان مجلس الأقلية .
أن مقاطعة 80 بالمئة من الناخبين ، كان جديرا بأن يكون موضع دراسة المفوضية ، ومعرض دراسة الأحزاب والكتل السياسية ، باعتبارها حالة إهمال وعدم اكتراث لا بالعملية ولا بادواتها ، وهي تعد بمثابة حكم شعبي بأن هناك فشلا سياسيا لم يتم تجاوزه خلال العامين التاليين ، بل على العكس تم تكريس الفشل وزيادة مناسيبه ، مما أدى إلى تجدد المقاطعة الحالية ، التي أضحت توحي بأن المقاطعة ، هي الرد الصامت على عبث السياسيين ، بعد وأد الرد الثائر إبان ثورة تشرين ….