بدا واضحا ان قادة الغرب العنصريون قد اوكلوا مهمة حرق الكتب المقدسة وفي مقدمتها القرآن الكريم , الى مملكة السويد لتحمل هذا اللون العنصري الجديد والمغلف بفكرة حرية التعبير ليكون المعادل الموضوعي والمختزل للعنصرية الغربية الحديثة , بدلا من العزوف عن جملة من القوانين والاجراءات التعسفية ومنها ,
اولا ; القوانين الموجهة ضد اللاجئين المسلمين , ثانيا ; قوانين محاربة تفشي الأسلمة في الغرب , ثالثا ; استفزاز الرئيس التركي اردوغان غير المرغوب به بالانضمام الى دول الاتحاد الأوربي او لابتزازه على قبول انضمام السويد الى النيتو , ثالثا ; تمزيق واقع المجتمعات المسلمة في السويد ومن ثم وضعها تحت المشاهدة راكعة لقوانينها المهينة للإسلام التي يعوّلون عليها على المدى البعيد ,
رابعا ; لما لهذا الاتجاه من ترابط مع حرق الكتب المقدسة , واللون العنصري الذي لا تشجبه الحكومات الغربية على وصفهم ان تطبيق القوانين السويدية هو شأن دستوري في بلادهم وينبغي على الجميع الامتثال له , إلا ان هذا المعادل الموضوعي بمفهوم آخر , يبقى الركيزة لهذه الحداثة العنصرية , التي تأسس عليها منذ اعوام وارتفع بها أدراك المسلمين الى ان ديانتهم لم تعد تستحق الاحترام من لدن قادة هذه المملكة مما يحرّضهم على مغادرة البلاد.
ولابد ان الملحد المدعو سلوان موميكا بإصراره على تدنيس القرآن الكريم في هذا اليوم الخميس لمرة اخرى , يشعر انه يقدم لهؤلاء القادة خدمة تعزز إن لم تكن تقارب شعورهم الذي يتطلع الى اهانة المقدسات الإسلامية الذي استمده من الواقع السويدي , ورأى صورته منحوتة في قلوبهم للوصول في نهاية الامر الى مبتغاه الشخصي في منحه الإقامة وفرصة العمل .
والجديد بالمواقف عن جوهر تدنيس المقدسات الاسلامية في مملكة تدعي انها اكثر علمانية , اي اكثر انحطاطا من الناحية الاخلاقية , ان السويد اظهرت علنا انها لا تراعي القيم الانسانية والتعايش السلمي وحرية الاديان , بل ترى ان التموضع خلف الليبرالية وحرية الرأي خير درع لها للإساءة للإسلام لبلوغ اهدافها من ناحية ,
واظهرت عدائها العلني للعراق وتسبب بطرد السفير السويدي وقطع العلاقات الدبلوماسية , بشكل لا يستبعد او ينفي دعم الولايات المتحدة الامريكية لهذ النهج السويدي المستفز لأغراض سياسية قذرة قائمة على ارباك الوضع السياسي بالعراق وفقا لرؤى امريكية جديدة لا يمكن التكهن بها حاليا .
والجديد في هذا , ان هذا الاسلوب لم يعد مرغوبا فيه من جانب الشعوب المسلمة في العالم وخاصة الشعب العراقي الذي يرى خلاف ما يراه الغرب فانتفض صباح هذا اليوم الخميس 20 تموز 2023 احتجاجا على تجاوز المملكة السويدية لحدودها في اهانة المسلمين ,
واحدث انقلابا غاضبا على تقاليد التنديد والشجب بإحراق سفارتها في بغداد , لإيصال رسالة الى كل دولة غربية تتموضع خلف قناع الليبرالية المنحط لتقول لها : ان الوجود والعلاقات الإنسانية تقررها القيم النبيلة , اما الاديان فهي تشريعات سماوية موجزة تعزز البقاء على تلك القيم والعلاقات فضلا عن تطبيق العدالة بما يلائم أمم الأرض ,
اما الاستهتار بالمفاهيم السماوية والرموز المقدسة وازدرائها او السخرية منها تحت غطاء حرية الرأي من اجل تحقيق مآرب سياسية رخيصة على مستوى دول او افراد , فذلك خط احمر من ناحية , وتخلٍ عن جوهر العلاقات الانسانية والأخلاق وحق الحرية باعتناق الاديان من ناحية اخرى.
والتعبير بالرأي ينبغي ان يكون بصيغة تقوم على احترام الشعوب في دياناتها وثقافاتها , وليس الى جرح كراماتها من خلال تدنيس كتبها المقدسة الذي يقترب من الناحية السياسية بالتحرّش الحدودي المثير للحروب والكراهية ,
وختاما , تبدو حرية التعبير بحسب المفاهيم الغربية , وسيلة الى اثارة الكراهية بين الشعوب واشعال الحروب والاستناد الى الفوضوية والعلمانية التي تشجع من خلال افلام ديزني الكارتونية على المثلية وافكار الحركات الالحادية والماسونية وضرب القيم الانسانية والبشرية والسجايا الطبيعية عرض الحائط ,
ومما عزز هذا التشجيع دعوة الامم المتحدة ومكتب حقوق الانسان الى حماية حقوق الشاذين جنسيا الذين تصنعهم مختبرات علمية بتمويل منظمات مختلفة لأغراض سياسية مالها علاقة بأي دليل علمي مرتبط بجينات بشرية.
ان محو خطوط هندسة البناء الطبيعية للبشر على ايدي قادة الغرب الملحدين من خلال الادوية المنتجة لهذا الغرض من دون علم متلقيها لتعريتها من هندستها الطبيعية ومحاكاة غاياتهم الشاذة , هي الوسيلة الوحيدة التي تهدد المهاجرين , فضلا عن تدنيس الكتب المقدسة للتخفيف من الهجرة الى بلدانهم , وعن تسويق فكرة حرية الرأي التي فتتت اخلاق وفسيولوجية الإنسان الغربي الى اشكال تعكس فيه الرؤى الوجودية والماسونية والصهيونية التي تدعو جميعها الى مخلوقات بشرية عجيبة تافهة تخدم نزعاتها الشيطانية .