في لهجة عنصرية وعدائية مملوءة بالحقد والكراهية والخسّة , مسعود البارزاني حليف صدّام يصّعد من لهجته العنصرية والعدائية للعراقيين جميعا , متوّهما إنّه أصبح أقوى من العراق عسكريا واقتصاديا , وإنّه قادر على استخدام أوراق ضغط على بغداد لدفعها للقبول و الاستجابة لمطاليبه وشروطه , فها هو يهدد بقطع النفط العراقي المار عبر أراضي الإقليم إلى تركيا , و يهدد كذلك بقطع المياه عن نهري دجلة والفرات , وربما يفكر في عمل عسكري لاحتلال كركوك والمناطق التي يدّعي بكرديتها , معتقدا أنّ بضعة المئات من الدبابات الخردة التي استولى عليها بعد سقوط النظام الديكتاتوري , قد جعلت منه قوة عسكرية لا طاقة وقدرة للعراقيين على مجابهتها , متناسيا إنّ قواته التي يهدد بها الجيش العراقي لا تجيد سوى القتال من خلف الصخور والمغارات , وإذا كان مسعود قد تناسى نهاية أبيه الذي قاتل كل الحكومات العراقية المتعاقبة , فلا باس بتذكيره بهذه النهاية المأساوية , ولكن الأهم هو تذكير مسعود بالتأريخ , فإذا كانت اتفاقية الجزائر بين العراق و إيران قد أنهت تمرّد أبيك على الدولة العراقية , فتيّقن أنّ اتفاقا مماثلا مع تركيا سيجعل نهايتك كنهاية أبيك , و إن كان ذلك ينطوي على بعض التضحيات والتنازالات , فلا يأخذك الغرور والحقد العنصري للتوّهم بهذه القوة المزيّفة , فالعين لا تعلو على الحاجب , وسكان الجبل لا يضاهوا بفكرهم صنّاع حضارة بابل و آشور , و إقليم كردستان لن يكون أقوى من العراق , وهذه التهديدات السخيفة لا تدّل إلا على خطل الرأي وقصور النظرة , فهي لا تخيف العراقيين ولن تجعلهم ينحنون ويستجيبون لهذه البلطجة .
و إذا توّهمت أن عمار الحكيم ومقتدى الصدر سيجارونك أحلامك المريضة إلى نهاية المطاف , فأنت واهم أيضا وهذا دليل آخر على قصور معقوليتك , فتوجيه صغير من المرجعية العليا ستجعلهم يتراجعون تماما عن كل هذه المواقف اللا مسؤولة , و إذا كنت تعتقد أنّ شروط الأكراد في الموازنة لا يمكن مناقشتها أو التنازل عن أي شرط من شروطها , فاعلم أنّ الشعب العراقي لن يقبل بعد اليوم أن تذهب موارده لحكومة عنصرية لا تضمر سوى الحقد والكراهية للشعب العراقي , ولن يخضع لابتزازات من يسرق ثروته علنا و أمام أنظار الرأي العام , فافعل كما تشاء ويحلو لك إن كنت قادرا على ذلك , فالتهديد بقطع النفط أو قطع المياه لن يكون بهذه السهولة التي يتصوّرها عقلك الساذج , أما بالنسبة للأطراف السياسية الشيعية تحديدا والتي توافقت مع مسعود في نهجه , عليهم بمراجعة مواقفهم وقراءة الوضع السياسي جيدا , فخلافكم مع نوري المالكي على الحكم وليس على الوطن , وخلاف مسعود مع نوري المالكي على الوطن وليس على الحكم , فمن غير المنطق أن تعلو المصالح الحزبية والسياسية على مصلحة الوطن العليا , و إذا كنتم تعتقدون أنّ مطالب مسعود و شروطه منطقية و عادلة , فاعلنوا هذا بشكل صريح لجماهير الشعب ولا تختبؤا وراء العداء لنوري المالكي , و لعمار الحكيم تحديدا نقول , الدور الذي تضطلع به خاطئا وغير صحيحا , لأنّ ثمنه باهضا جدا , والتاريخ لن يرحم الذين يفرّطون بأوطانهم , والأشخاص يذهبون ويبقى الوطن , و وطننا يمر اليوم بأوقات تاريخية هامة و عصيبة , ومسعود البارزاني يترّبص بهذا الوطن من أجل تحقيق حلمه وحلم أبيه , فلا تكن يا عمار عونا له في تمزيق الوطن العراقي , والعراقيين جميعا واثقون أنّك وكل قيادة المجلس الأعلى الإسلامي تدركون جيدا أنّ ما يطالب به مسعود غير منطقيا ولا دستوريا , وهذه المطالب والشروط هي الخطوة الأخيرة نحو الانفصال عن الوطن العراقي .