18 ديسمبر، 2024 9:34 م

ألآمال العريضة التي تنشدها كل شرائح الناس عن التنمية الاقتصادية والمجتمعية التي توختها بعد التغيير كانت مجردة عن أي انجاز يعتد به ، فقط خطابات افراد وتجمعات وقادة في صدر المسؤولية عبارات منمقه وهواء في شبك ! وعجز أغلبهم من ايجاد حلول للمعوقات والمشاكل التي تحسن من واقع المواطن الفقير والمتضررأولا ثم ترضي الاطراف ، بل اجزم إن اغلبهم أفسدتهم السلطة

 

فالكثير من الحالات المستهجنة ظهرت بعد 2003 نيسان لا يمكن انكارها بعد خروج المجتمع من سجنه المظلم الكبير لم تتم معالجتها عُززت بثقافة رفض طارئة لما هو مستقيم ومستحسن من جهلة البصر والبصيرة ، شجعهم في التمادي ضعف القانون وقلة خبرة وحنكة من تأهل للحكم بعد زوال الفترة البدوية الصحراوية القاسية التي وضعت البلد امام محنة النكوص البدائية ، فصدام منذ استلامه الحكم المطلق عام 79 نشر الكراهية والعنصرية والطائفية وأنهض الحروب وأدخل البلد في صراعات دموية مع الجيران والمنطقة الاقليمية والعالم ، والنتيجة حصار دام اكثر من عقد من الزمن باع المواطن شبابيك البيت ومقتنياته ليعتاش على طحين مخلوط بنواة التمر ويشرب شاي منشورالخشب .

مرارة هذه الفترة العصيبة حولت الخضرة الى يابسة وتحول الادب والفن والثقافة الى حطام ، ولم يستقم الوضع بعد زوالها ، فرغم تقلص نفوذ السيطرة والشمولية وتمتع البلد بالحرية ، الا ما وصل الينا بعد التغيير طاعون أسود لم يوجد له الدواء الشافي والواقي ، فتمدد وانتشر ذلك هو ( الفساد ) وبارقام فلكية ، حسب ما وصل الينا من الاعلام والفضاءيات والبرامج والمقابلات وبمستندات ووثائق وأدلة قاطعة من شخصيات وفئات يعتد بها ! ومرتكب هذا الفعل الشنيع يسجن 7 سنوات ويوضع في مركز للشرطة يحوله الى فندق 4 نجوم .

ان أغلب المجتمعات خالية من داء الانتفاع الشخصي والفئوي ،وربما كان في الانظمة السابقة موجود ولكن بنفس ضيقة ومحدودة وليس بهذا الوضوح والمستوى الذي عقولنا قاصرة عن استيعابه وغير قادرة على التصديق لهذه المليارات !! التي تنهب من اشخاص محمية من جهة او تجمع او طبقة متنفذة بسوء الادارة في اعتلاء جهلتها مراكز مهمة في اغلب مفاصل الدولة مستعينة بغطاء الخلاف السياسي ودون خوف من قانون يحد اوخجل من دين محمد( ص ) الذي تختفي وراءه الكثير من الوجوه، الذي هو ضد الكفر والفساد.

متى نتعافى من هم وحزن الفساد الذي حجب ما نعانيه من نقص في الخدمات والاموال ، لكن املنا يظل متمسك بالصبر الذي طال أمده لنتعافى.