الشعر جثة هامدة , فمهما حاولتَ إقناع البشر المعاصر بأن الشعر في مجتمعاتنا حي يرزق فلا يصدقون.
الشعر في مقتلة ومثرمة متواصلة منذ بدايات النصف الثاني في القرن العشرين , حتى إنتهينا إلى فقدان الذائقة الشعرية , وعدم إهتمام الناس بالشعر وحسبانه من الباليات.
فالمنشور على أنه شعر , وهو كذلك في نظر النحب لا غير , أما المواطن العادي فلا يحسبه شعرا , وإنما كما يقولون بالعامية (تسفيط حجي) , ولهذا نجد الشائع في وسائل التواصل الإجتماعي أبيات متنوعة من قصائد الشعراء القدماء , ولن تجد شيئا لشاعر حديث.
ومن هنا يمكن تقدير الذائقة الشعرية , فهي تميل إلى ما تعارفت عليه الأجيال كشعر , وتنكر ما يراد لها أن تعترف به على أنه شعر.
في المجتمعات الغربية لا تخلو مكتبة عامة من قراءة شعرية كل شهر , وكتب الشعر ليست كاسدة بل لها أسواقها وتحقق ربحية طيبة.
وفي مجتمعاتنا هناك القليل من القراءات الشعرية في محافل على مستوى البلاد , لا على مستوى القرية والناحية والقضاء , وهذا يؤكد ضياع قيمة الشعر , وفقدانه لدوره الإجتماعي في ديارنا.
ليزعل مَن يزعل , إنها حقائق دامغة تؤكدها الدواوين المعطوبة , الملقاة في غياهب الظلام والإعتام.
فمن منكم إشترى ديوان شعر؟
إن لم يُهدَ إليه من صاحبه فلن يعره إهتماما!!
أما الكتابات المسماة نقدية عن هذا الديوان أو ذاك فلن تفلح في مساعدته على البقاء.
إنه المسير على أشلاء الشعر , فلا جديد ولا حديث ولا أصيل , بل التقليد الأعمى , والإستساخ اليائس لما عند الآخرين , الذين ينتجون أصيل الإبداع من رحم بيئتهم وواقعهم المعرفي والحياتي اليومي.
فما بواقعهم لا يوافقنا , وما يرونه ليس كما نراه , فخذ أي موضوع ستجد الرؤية متباينة وذات مفردات مغايرة , ونحن نتأبط ما نجهل ونتوهم المعرفة والإبداع!!
والشعر مثل الحب لا يموت , كما يقولون, وفي ديارنا ربما سيموت رغما عنا!!
د-صادق السامرائي