كلما تقدمت الحياة كلما ظهرت مصطلحات وتعابير جديدة لم تكن لها ذكر أو وجود من قبل، للأحداث والمواقف والحاجات والدراسات والمفكرين دور كبير في ظهور كل جديد من المصطلحات، عندما تطفوا مصطلحًا معينًا الى السطح ويكثر استخدامه لا يعني بالضرورة انه لم يكن موجودًا بل إن أستعماله بات أكثر شيوعًا.
تطلق على الدول مصطلحات كثيرة منها الدولة ( الديموقراطية والاستبدادية والعميقة والفاشلة ووو) ولكل منها مفهومًا وأسسًا وأسرارًا وخفايا، وكثيرًا ما يتداخل فيما بينها وقد يكون إحداها مساعدًا لوجود أخرى، ما نود الإشارة اليه هو مصطلح الدولة الرقيقة اي الدولة التي تحكمها الجنس الناعم( مع إحترامنا وتقديرنا للمراة العفيفة التي لعبت ولا تزال تلعب دورًا مهمًا ومميزاً في بناء الانسان والمجتمع والدول وقادت المجتمعات البشرية في مراحل مختلفة بكل جدارة وإنها الام والاخت والبنت والزوجة) وايماننا المطلق ان وراء كل رجل عظيم امراءة عظيمة، نقصد بها تلك اللاتي بايعن شرفهن وتنازلن عن كل القيم والاخلاق الحميدة وتعمل في الرذيلة والدعارة ويستطعن باساليبهن القذرة الوصول إلى مراكز القرار وأصحاب الفخامة والسيادة والتأثير عليهم بكسب غير مشروع والحصول على امتيازات وحقوق على حساب الآخرين من أبناء الشعب المخلص، حيث يقع هذا المسؤول الفاسد أصلًا تحت تأثير هذه الفئة الرقيقة الناعمة.
قد يكون إلى هنا أمراً طبيعيًا ولكن ما هو أخطر ان هذه الطبقة الرقيقة تحكم وتحت تأثيرها تصدر قرارات وتضع برامج وتوزع المناصب وتختار مَنْ يتولاها ومن لا يخضع لأوامرهم او يقف في طريق عملها وتهدد مصالحها سرعان ما تصدر أوامر بنقله الى مكان اخر لا يستطيع ان يفك عقدة او حتى فضحه وضرب سمعته ونزاهته وإخلاصه واتهامه بالرجعية والسذاجة ومعرفته المحدودة وعدم قدرته على التطور ومواكبة العصر وأنه أهل ان يبقى في الزاوية الميتة منعزلًا.
والأخطر من كل ذلك عندما تصبح الطبقة الرقيقة متباهيًا بدورها القذر وتتفوه بما لديها من تأثير في الأوساط العامة وقدرتها وسرعتها الصاروخية بل كسرعة الضوء في الوصول الى كل من يكون الوصول اليه عسيرًا او مستحيلًا للعامة من الناس، بل حلمًا يعيش فيه، والأدهى من كل ذلك عندما تصبح قدرة هذه الفئة الفاسدة والمنحطة في صنع القرارات وتغيير المناصب والتحكم في الامور هائجًا متموجًا وتلعب دوراً في تقييم اداء كل من يتولى مهامًا او منصبًا على هواها وتبعًا لمصالحها ثقافة وضرورة عند المواطنين، فحينها تبدأ الموازين بالتقلب وبضرورة التقرب إلى هذه الفئة من اجل كسب منفعة او منصب دون الالتفات الى المبادئ والقيم الإنسانية الحميدة.
صفحات التاريخ مليئة بالأمثلة والقصص المثيرة لدور هذه الفئة في المجتمعات البشرية وكيف كانت تلعب وتؤثر في مجريات الاحداث وتختار من يقف بجانبها لأعلى المناصب والمهام وكيف كانت تضرب آمال وطموحات كل من يعترضها او لا تتقرب منها عرض الحائط وتحاول ايجاد مبررات واهية وتهم ملفقة لتنحيتهم من طريقها، فكم من مسؤول كان ضحية عدم الرضوخ الى مطاليبها وعدم الاختلاط معها.
الدولة التي تحكمها امرأة تعيش في أدنى مستويات الانحطاط والرذيلة مع خجلي واسفي الشديدين من ذكر مثل هذه الكلمات البذيئة لكنها من اجل الفهم مع جل تقديرنا للمرة الثانية للأم الحنونة والزوجة الصالحة والاخت العفيفة والبنت الشريفة، أنها دولة تعيش على أمواج البحر الهائجة المتقلبة لا إستقرار فيها ولا امان ولا أزدهار ولا حياة بمعناها الحقيقي.
لا يستثني من هذه الفئة أي مجتمع بشري لكنها تتفاوت في درجات التأثير والتحكم والتدخل في القرارات.
فكم من نزيهٍ وشريفٍ بقي في اسفل السلّم لإنه لم يسلك الطريق المؤدي الى دار إحدى تلك القادرات على صنع المستحيل عبر جلساتها في الليالي الحمراء وكشف المستور من جسمها الفاتن وجمالها ونظراتها الثاقبة وحركاتها المثيرة وتصطاد من ترغب فيه بكل بساطة وكل طلباتها أوامر ودعواتها مستجابة..
أعاذنا الله من شرِ هذه الفئة التي لا تعرف إلا الرذيلة وقصم ظهر كل من يقع فريسة لها و وقف عند أوامرها ونفذها واستجاب لها.