منذ فترة طويلة وانا ابحث وادرس العديد من الحالات والقرارات سواء في داخل العراق وخارجه حيث كانت هنالك قرارات متشنجة ومتزمتة علما بان بعضها كانت ( بعضها قرارات مصيرية ومكلفه) وسببت اضرارا وازمات ومشاكل كثيرة لمتخذي مثل هذا القرار ، وهذه الظاهرة او الحالة هي ( العناد السياسي Political Stubbornness )، وسوف احاول ان اغطي جزء من هذه النظرية في هذا المقال .
فقبل كل شيء يجب ان نعرف ماهو العناد السياسي والتي هي في معظمها عبارة عن عملية رد فعل من قبل( الطرف الثاني ) لفعل كان قد قام به الطرف الاخر( الطرف الاول ) والتي تظهر جليا في اقوال وافعال طرف صاحب رد الفعل .. وقد وضعت عدة تعاريف لتوضيح وبيان معنى هذا المصطلح ومن هذه التعاريف :
اولا – هي تلك الحالة التي تتولد او تنشأ نتيجه لفعل قام به احد الاطراف تجاه الطرف الاخر بشكل مباشر او غير مباشر مما يولد ردّ فعلا عند الطرف المعني بشكل ( عناد) ويكون اساس أتخاذ القرار وهذا العناد السياسي قد يكون سلبيا وقد يكون ايجابيا وهي على نوعين:
A – العناد السياسي السلبي ( N.P.S ) Negative Political Stubbornness وهوينقسم الى نوعين وهما :-
- العناد السياسي السلبي الفردي N.P.S Single ( على مستوى الفرد والشخص ) مثل موقف سيد مقتدى من نوري المالكي والموقف بين مسرور البارازاني وبافل طالباني .
- العناد السياسي السلبي الجمعي Collective N.P.S ( على مستوى الهيكيله ككل ) موقف التيار الصدري من حزب الدعوة والحزب الديمقراطي الكردستاني من الاتحاد الوطني الكردستاني
B – العناد السياسي الايجابي ( P.P.S) Positive Political Stubbornness وهو ايضا ينقسم الى نوعين وهما : –
- العناد السياسي الايجابي الفردي Single P.P.S(على مستوى الفرد والشخص ).موقف سيد حسن نصرالله من اسرائيل.
- العناد السياسي الايجابي الجمعي Collective P.P.S ( على مستوى الهيكلية ككل ).موقف الجمهورية الاسلامية من امريكا واسرائيل.
ثانيا – او هي عملية رد فعل تظهر بشكل عناد في اتخاذ القرار / القرارات من طرف شخص او مجموعة تجاه طرف صاحبة الفعل والتي تؤثر بشكل كبير على حاضر ومستقبل القرار / القرارات الذي يتخده طرف صاحب رد الفعل .
ثالثا – هي عمليه / مجموعة عمليات نفسيه تظهر على احد الاطراف نتيجة لرد فعل تجاه فعل قام به الطرف الاخر والتي تظهر بشكل عناد في الاقوال والافعال والتي قد تكون تحت السيطرة او غير مسيطر عليها .
وهذا العناد قد ياخذ ابعاد عديدة لكن اهمها وابرزها هو العناد السياسي الذي هو مفتاح والمحرك لكل انواع العناد الاخرى ، لذلك كان تركيزنا على هذا النوع تحديدا.
وسوف نحاول كتابة اكثر من مقال حول هذا الموضوع لاهميته كونه في حالته السلبية قد تسبب الدمار والويلات وفي حالته الايجابية تكون ثمارها يانعة وتخدم كثيرا الطرف الثاني ( طرف العناد السياسي اي طرف رد الفعل ).
= – الطرف الاول هو صاحب الفعل والطرف الثاني هو صاحب رد الفعل