لم تكن التركة سهلة بالمطلق على أثر الخلافات السياسية المتفاقمة والمعقدة بكل مافيها ما بين بغداد وأربيل منذ اللحظات الأولى لتشكيل حكومات العراق الديمقراطي الجديد عام ٢٠٠٥ وحتى لحظة تسلم مسرور بارزاني الكابينة التاسعة لحكومة الاقليم عام ٢٠١٩ … فمن جهة تصدرت أزمات التفسير الدستوري وعدم تطبيقه وخلافات النفط والغاز والمادة ١٤٠ وخلافات حصة الاقليم من الموازنات والتي أستخدمت كورقة ضغط دائمة دفعت الشعب الكوردي لإجراء إستفتاء الخلاص عام ٢٠١٧ كحل مر لكن لابد منه … وما بين التوقيت الذي أستهله انتشار وباء الكورونا في العالم عام ٢٠٢٠ ليحجم العالم ككل وليهدد الاقتصاد العالمي وحياة البشرية جمعاء في كل بقعة من بقاع العالم .
أولى خطوات التصحيح ابتدأت منذ لحظة ترديد القسم للسيد مسرور بارزاني في برلمان إقليم كوردستان لينطلق من هناك الشروع في البناء وليتحول الاقليم المحاصر من كل جانب إلى إقليم بناء وتصحيح ولتنتج عن التحديات تلك انجازات لم تترك قطاعا الا وحققت فيه ارقام كبيرة بواقع الدقة بكل تفاصيلها .
إذ تحولت الفكرة من الاعتماد على الاقتصاد الريعي المعتمد على النفط وما يحققه من دخل للبلاد إلى اقتصاديات متعددة الدخل منها ما تعلق بالاقتصاد الاخضر بعد أن دعم مسرور بارزاني قطاع الزراعة واعاد الثقة للفلاحيين من خلال تخصيص الأراضي الزراعية وتوفير الدعم المالي لينتج عن ذلك الدعم ولأول نشوء اقتصاد جديد يتحدث عن تصدير الفواكه والخضار الكوردستانية إلى أسواق دول الخليج كالامارات والبحرين وغيرها …إضافة إلى ذلك شرعت كابينة مسرور بارزاني إلى إستحداث وبناء العديد من السدود المائية بعد أن هددت الفيضانات مدن الاقليم مرات عدة وبعد أن بات الحديث عن الجفاف يشكل نسبة فاقت ال ٨٠ بالمئة بعد أن قطعت إيران وتركيا مجرى المياه المتدفق إلى العراق من خلال وضعهما السدود المائية .
إضافة إلى ذلك دعمت حكومة مسرور بارزاني الثروة الحيوانية من خلال استحداث بحيرات للاسماك في دهوك واربيل ولتوفر بذلك مصادر دخل أخرى ولتزيد من معدل تشغيل اليد العاملة في الاقليم إضافة إلى الاعتماد على ما ينتج في الاقليم بدلا من الاعتماد على مايتم استيراده … الإنجازات تستمر إذ لم يختلف الحال فيما يخص قطاع البناء والانشاء العمراني عن غيره من ما هو منجز بعد أن أنجزت حكومة مسرور بارزاني وشرعت بأفتتاح شوارع جديدة داخل مدن الاقليم وخارجها لتربطها ببعض ووفرت الالاف من الوحدات السكنية لمواطنيها من ذوي الدخل المحدود إضافة إلى إعادة هيكلية وتنظيم عمل الاستثمار مع الشركات العربية والأجنبية على حد سواء .
علاقة الاقليم مع بغداد اتجهت في ظل حكومة مسرور بارزاني إلى معالجات لتعقيدات متوارثة منها ما يخص الدستور ومنها ما يخص السياسة في العراق الديمقراطي الجديد … والى خارج الحدود توجه مسرور بارزاني ليفتح آفاق اقتصادية وسياسية جديدة مع دول الخليج والى ماهو أبعد منها معيدا التعريف ومجددا لدور الكورد واقليم كوردستان واضعا طموح الشعب ورافعا علمه في كل محفل شاركت فيه الكابينة التاسعة للاقليم من خلال رئيسها أو من مثلها في المحافل العربية والأجنبية.
نحن نتحدث هنا عن أربعة سنوات لحكومة مسرور بارزاني وكابينته التاسعة التي ابتعدت عن اضواء الكاميرات وانشغلت بالإنجازات وواصلت التحديات لتحقق وقعا وواقعا مفهوما جديد صار على أرض الحقيقة تفاخرا يتحدث به أبناء شعب إقليم كوردستان .