مثلت حادثة الغدير المرحلة المهمة والاخيرة في بناء المجتمع الإسلامي، على عهد النبي حين بين لأمته ولاية علي عليهما وألهما أفضل الصلوات، كونها أمتداد لولاية الله وولاية رسوله.. وهي ضمان لمن أراد أن يحافظ على طاعة النبي، وعدم الوقوع في الضلال، من هذا كان يوم الغدير من أفضل الفرائض.
كما جاء في بعض الروايات عن اهل البيت، بني الإسلام على خمسة أشياء، هن الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، فكانت الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن.
هذه الأشياء في رضا الرحمن، والطاعة للإمام بعد معرفته، كما جاء في الايات القرأنية، وكما روي عن ابن عباس ، قال: لما نزلت (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، وضع النبي يده على صدر علي ،فقال: أنا المنذر ولكل قوم هاد، وأومأ إلى علي فقال:انت الهادي ياعلي، بك يهتدي المهتدون بعدي.
هذا دليل الغدير الذي أختلف فيه الناس من بعد شهادة الرسول، حتى بدأت الفتن والمؤامرات بين المسلمين، أنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع يخالف فيها حكم الله يتولى فيها رجال رجالا، إلا أن الحق لو خلص لم يكن اختلاف، ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، لكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجتمعان فيجللان معآ، فهنا لك يستولي الشيطان على اوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى.
فكان صلح الإمام الحسن هو الاخر للخلاف الذي حدث بعد شهادة الإمام علي، ليكون الصلح كرها على الإمام الحسن لأسباب ذكرتها كتب التأريخ ، ولم يجد الإمام الحسن طريقآ لتفهم أهل الشام، الا بتوحيد الدوله ليختلط الناس مع بعضهم البعض مع امان الجميع، ولا يتحقق ذلك الا بتنازله المشروع على الحكم لمعاوية ، ويكون الحكم للحسن من بعده، ومنها يكون الحكم للحسين، وليس لمعاوية أن يعهد لاحد من بعده .
حتى جاءت نهضة الحسين عليه لإحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهداية الجيل الذي أضله معاوية، وتحرير الكوفة من سيطرة بني أمية، لتنطلق من جديد بمشروع علي من جديد، لأنه المعد الهيآ لمواجهة الفتنة وضلالتها كما كان ابوه وأخوه من قبله ، حتى قال : أنا فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترئ عليها غيري.
لذا لو وقف المسلمون وقفة واحدة للدفاع عن ولاية الله كمقدمة، والتي هي لعلي ماوقع الذي حصل في كربلاء ولا في غيرها، كنتيجة.. والفاجعة الكبرى هي تحريف يوم الغدير والروايات التي نصت عليه .
لنتخذ جميعا الغدير رسالة السماء للامة لتهتدي بقول النبي، اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، والأخذ بلب مضمون الحديث لا بقشوره، كيف وهو عهد الله لهذه الامة الاسلامية، وما نزول الآيات في يوم الغدير، إلا تثبيت وإعلان رسمي في السماء قبل الارض، على لسان جبرائيل هدية إلى الرسول، فيطلب جبرائيل منه أن يتوقّف، ويعرّف عليّاً سيّداً وموليً وإماماً للخلق..ويبلّغ الناس ما بلّغه الله به عن ولاية علی، وأنّه هو الوليّ والمولي للجميع وطاعته واجبة عليهم جميعاً..