18 ديسمبر، 2024 10:53 م

نقطة الضعف في استقراء الوضع في باريس

نقطة الضعف في استقراء الوضع في باريس

نقطة الضعف هذه ليست مقسومةً الى نصفين بين ” التغطيات الإعلامية ” المختلفة لجوهر الأزمة في فرنسا , وبين الشرطة الفرنسية وقيادتها , صعودا الى وزير الداخلية الفرنسي ” جيرالد دارمانان – Gerald Darmanin ” , وربما الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون , وانما هي نقطة ضعف مشتركة دون تساو بين هاتين الجهتين .

فقبلَ الشروع بتسديد الرصاص وقتل الشاب ” نائل المرزوقي ” ذي السبعة عشر عاماً من العمر , وهو يمتطي دراجته النارية كعامل توصيل ” دليفري ” وهو فرنسي الجنسية من اصولٍ جزائرية , فلم تشهد باريس ايّ اعمال عنف او حراكٍ ارهابي يتطلب حالة الإنذار والإستنفار القصوى للأجهزة الأمنيّة , وكان الوضع طبيعيٌ , لكنما اذا ما صحّت رواية انّ ” المرزوقي ” لم يتوقف بدراجته أمام حاجز ” Check point او نقطة سيطرة ” لأيّ سببٍ مفترضٍ او غير مفترضٍ , فالتساؤل اللامرئي والمحاط بأسلاكٍ شائكةٍ من علائم الإبهام والإستفهام , فإنما يتمحور ويدور حول نفسه عن الأسباب الموجبة التي دفعت بأعلى القيادات الأمنية لإعطاء تعليماتها واوامرها بإطلاق الرصاص الحيّ على سائق ايّ مركبة او دراجة نارية , اذا لم يتوقف فورياً أمام أيٍ من الحواجز الأمنية , بدلاً من تجهيز الشرطة بالرصاص المطاطي واستخدامه ضد ايّ سائق عجلةٍ او درّاجةٍ ” غير هوائية ! ” , وايقافه في مكانه والتحقق من موقفه واسبابه .

الأمرُ ينطبق ايضاً على الصحافة وسائل الإعلام الفرنسية وغير الفرنسية في عدم التطرّق الى ” الرصاص المطاطي ” الذي من المفترض ان يغدو سيّد الموقف المفقود , والذي لم يجد له مكاناً في اعمدة وزوايا الصحف والفضائيات .! , ولعلّ الأوان قد فات .!