فِدَاءً لمثواكَ من مَضْجَعِ ******** تَنَوَّرَ بالأبلَجِ الأروَعِ
شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ ******نَسِيمُ الكَرَامَةِ مِنْ بَلْقَعِ
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ*****خَدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْرَعِ
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ******جالتْ عليهِ ولم يَخْشَعِ
وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ*****بِروحي إلى عَالَمٍ أرْفَعِ
وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ****بصومعةِ المُلْهَمِ المُبْدِعِ
كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ** حمراءَ ” مَبْتُورَةَ الإصْبَعِ”
تَمُدُّ إلى عَالَمٍ بالخُنُوعِ ******وَالضَّيْمِ ذي شَرَقٍ مُتْرَعِ
َفيابنَ البتولِ وحَسْبِي بِهَا***ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِي
ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها**** كمِثْلِكِ حَمْلاً ولم تُرْضِعِ
ويابنَ البَطِينِ بلا بِطْنَةٍ****ويابنَ الفتى الحاسرِ الأنْزَعِ
ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود***خِتَامَ القصيدةِ بالمَطْلَعِ
وجَدْتُكَ في صورةٍ لم أُرَعْ **** بِأَعْظَمَ منها ولا أرْوَعِ
بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ*وفَيْضَ النُّبُوَّةِ ، مِنْ مَنْبَعِ
ما السبب في اختيارُ أَميرِ المؤمنينَ (ع) الكوفة عاصمةُ للخلافةِ .؟لا يشك بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما اختار الكوفة عاصمة للخلافة لم يكن اختيارها أمراً عفوياً، جاء على سبيل الصدفة والارتجال، بل جاء نتيجة حسابات مهمة، اقتضت ترجيح الكوفة على المدينة المنورة، وعلى غيرها من البلدان، بالذاتً بعد بيان أمير المؤمنين (ع) رأيه وموقفه من أهلها … وقتها خاطب أهل الكوفة ومنها سار الى صفين : (يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمْ إِخْوَانِي وَأَنْصَارِي عَلَى الْحَقِّ، وَأَصْحَابِي إِلَى جِهَادِ الْمُحِلِّينَ، بِكُمْ أَضْرِبُ الْمُدْبِرَ، وَأَرْجُو تَمَامَ طَاعَةِ الْمُقْبِلِ).!! ماذا كان يدور في فكر الامام علي{ع} وهو يقدم على نقل العاصمة الاسلامية الى العراق.
** هناك اسباب عديدة منها: اولا وجود البذرة الصالحة الموالية للولاية، حيث ان أكثر شيعة على(ع) ومواليه في الكوفة، وقد نهض إلى مؤازرتهِ في حرب الجمل جمع غفير من الكوفيين، ولم يسانده من أهل المدينة إلا اقل من الف مقاتل، من أهل الكوفة. بخلاف أهل الحجاز والمدينة وسائر بلاد المسلمين الذين نشأوا على موالاة مؤتمر السقيفة وتعظيم قادتها، فكان ولاءهم لأهل البيت ,أضعف من ولاء سائر العراقيين.
** الثقل الأكبر الذي وقف مع الإمام (ع) في فتنة أصحاب الجمل كان اختبار ولاء اهل العراق للإمام (ع)لأنها كانت أيام فتنة زهقت فيها الأرواح والدماء، فكان اهل الكوفة أهل وفاء وولاء، بإمكانه أن يربيهم التربية التي تربى بها مع رسول الله{ص},خاصة ان الظروف السياسية المتوتّرة بعد مقتل عثمان، أفقدت الأمن والاستقرار في أغلب المدن الإسلامية، لا سيما مكة والمدينة، وتحقق ضده ولادة عدو داخلي نخر الدولة بالإشاعات وتشويه الحقائق، هذا كان دافعاً جعل الإمام (عليه السلام) يستقر في الكوفة ليعيد الأمن والاستقرار للمنطقة التي يحكمها، وخاصة العراق ويمنع من حدوث انشقاقات محتملة في المجتمع الإسلامي بشكل عام، انظر الى رسالته الى اهل الكوفة : كتب الى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة الى البصرة: (مِن عَبدِ اللهِ عليٍّ أميرِ المؤمنينَ إلى أهْلِ الكُوفَة ِ، جَبْهَةِ الأنْصَارِ وسَنامِ العَرَب).والامام لا يجامل لغير مستحق المدح. ومن كتاب للإمام على (ع) الى معاوية:(ولَيْسَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَحْرَصَ عَلَى الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَى الْآخِرَةِ).نهج البلاغة ،ابن ابي الحديد: ج15/117.
طالما ترددت كلمة ( يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق)يعتقد بعض الحاقدين أن الشقاق والنفاق من الصفات المتأصلة في المجتمع العراقي ونسبوا هذه المقولة لأمير المؤمنين{ع} حتى يزيد الاعتقاد بها بينما في الحقيقة لا تمت هذه الكلمة ولا تليق لأمير المؤمنين{ع} بحق الشيعة في العراق , وهذا يستوجب ان نرجع الى التاريخ لمعرفة مصدر هذه المقولة التي نسبت ظلما للأمام {ع} وأخذها من المصادر التاريخية .
لما ترجع لسبب المقولة يتبين انها لمعاوية قال للوليد بن جابر الطائي : (انك تهددني يا أخا طي بأوباش العراق, أهل النفاق ومعدن الشقاق)[ نهج البلاغة ج16 ص 130] المصدر الثاني : ـ الحجاج: فانه قال في احدى خطبة:(يا أهل العراق, يا أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الاخلاق..الخ) , وفي خطبة اخرى:(يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق ان الشيطان استبطنكم ) [ المعتزلي شرح نهج البلاغة ج1 ص 243 ـ 345] .بينما الاحاديث التي تمدح أهل العراق وشيعة أهل البيت{ع}كثيرة منها:
قال الامام علي{ع}مخاطبا اهل العراق (انتم الانصار على الحق والاخوان في الدين والجنن يوم البأس والباطنة دون الناس بكم اضرب المدبر وارجو طاعة المقبل) البحارج 32/ صفحة 236.وقوله :يصف الكوفة ( هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا) اما الامام الصادق{ع} يقول (تربه تحبنا ونحبها) وقال (اللهم ارمي من رماها وعادي من عاداها).
***اما الامام الحسن{ع)جاء بحار الانوار للمجلسي ج57 صفحة210.قال عندما رحل عن الكوفة بعد معاهدة الصلح (وما عن قلبي فارقت دار معاشري هم المانعون حوزتي وذماري) .صلح الحسن ج20/عبد الحسين شرف الدين. ولاتكلم عن الظروف السياسية للامام الحسن واوضاع الكوفة والتهم التي الصقت بالامام وشيعة العراق..
تولى الحسن بن علي (ع) الإمامة في 21 رمضان سنة 40 هـ بعد استشهاد الإمام علي (ع)، وبايعه في اليوم نفسه {أكثر من أربعين ألف شخص} في وقت رفض معاوية خلافته، وهذه لا يسكت عنها معاوية حين تخلصوا من الامام علي{ع} واذا باهل العراق يبايعون ولده الحسن{ع} على اثرها حرك معاوية جيشا ضخما ضد اهل العراق. { هنا اتساءل لو كان اهل العراق غير جديرين بحماية امامة الحسن{ع} لماذا تتحرك الفرق العسكرية نحو العراق لاحتلاله.؟ وهل يستوجب الامر هذا الجيش اذا كان المجتمع يرفض امامة اهل البيت {ع} .اذن هناك امور كثيرة اخفاه الكتاب الامويون .. واغلب الظن ان العيون التي زرعها معاوية في العراق اوصلته الى قناعة ان العراقيين لم ولن يتركوا امامة اهل البيت{ع} ولذا قرر ان يستخدم القوة العسكرية.
** احاول ان لا اتقارن بين الامام روحي فداه وبين غريمه معاوية . كل شخص تربى في بيئة معروفة بالتاريخ.. وتاريخ معاوية كلّه أسود ملطّخ بالعار والدم في جميع مراحله ، فهو من ناحية الام ابن آكلة الأكباد ،شرب من ثديها الحقد على كل شرف ونزعت منه الغيرة على دينه فشرب من دم المسلمين في طوال حياته الاجرامية، قتل الكثير من أصحاب أمير المؤمنين يقول بعض المثقفين المصريين انه حين مات ظهر انه غير مختون وقال احد الاساتذة المصريين السنة انهم وجدوا صليبا معلقا في رقبته . هذا الماجن ، وترعرع في حضن الطليقة هند ،
ولما شب وكبر وقف أمام الوثن وجعله إلهه الذي يمدّه بالعقيدة الخرعة النتنة .. فطفح فيه الشرّ وانسلخت منه كل خصلة خير يمكن أن تجعله انسانا سويا . لقد كانت تربية معاوية كما هو واضح في بيت حافل بعبادة الاصنام والاوثان .!! بيت متهالك في الظلم والعدوان متمرس في عادات الجاهلية ، ترف عليه رايات العار.. كان يرى على بيتهم رايات البغاء ،وكان ابوه تاجر مومسات وخمر في مكة . فكيف يكون ابن ذلك البيت القرشي. لذلك وقف هذا البيت العار مقابل كل فضيلة وشرف .وبرز دورهم في مكة حين تصدوا لوحي السماء حين قرع سمعهم الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله, هتاف قض مضاجعهم وارق ايامهم فكان ابو سفيان إذا قرع سمعه دعاء الله أو هتاف تنزيل جعل أصابعه في اُذنيه .وكلامه مشهور: تلقفوها يا بني امية ,لا جنة ولا نار.
** لذلك حين نقرأ تاريخ معاوية العار لا نستغرب انه سيّر جيشا نحو العراق لاقتلاع الجذوة الايمانية من اهل العراق وحبهم وولائهم لال محمد {ص} هذا التحليل يبين مما لا يقبل الشك ان اغلب اهل الكوفة من الموالين لعلي وابناءه عليهم السلام .! هنا يبين ان هناك شيعة يأتمرون باوامر الحسن بن علي{ع} فوجّه الإمام عسكرا بقيادة عبيد الله بن عباس لمواجهة اهل الشام في مسكن , وذهب هو مع جيش آخر من شيعته إلى ساباط،.. هنا سعى معاوية على بث الإشاعات بين جيش الإمام الحسن (ع)؛ ليوفر الأرضية والأجواء المناسبة للصلح لانه لو قاتل الشيعة , وانتصر عليهم فانه لا يمكنه ان يرفع المصاحف مرة اخرى , لان الشيعة عرفوا انه غدار مكار لا عهد له ولا ذمة , بنفس الوقت اشتغل على الغدر الذي عرف به فحاول ازلامه قتل الامام الحسن بل حتى الحسين {ع}وفعلا تعرّض الإمام الحسن (ع) للاغتيال وجُرح جرحا بليغا. ونُقل إلى المدائن للعلاج, وهذا يبين ان هناك تيار اموي في الكوفة يمكنه التامر على الحسن{ع} كما تامر ذلك التيار على الامام امير المؤمنين {ع} واغتاله في المسجد. في نفس العام 40 من الهجرة .وتمكنوا من قتله. وواضح انه بعد قتل الامام علي {ع} بويع الامام الحسن في عام40هـ..
قال الامام الصادق{ع} في مدح اهل العراق( واهل كوفة اوتادنا واهل هذا السواد منا ونحن منهم) عن الرضا (ع) قال: (يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم من امتحن الله قلبه للإيمان) بولاية ال محمد{ص}.
{الكوفة حين هاجر اليها أمير المؤمنين{ع}اتخذها مقراً له بعد وقعة الجمل سنة 36 للهجرة .وكان من بواعث نقل العاصمة الى الكوفة ضعف موارد الحجاز، فاعتمد الامام على الكوفة،( والكوفة التي تزخر بمواردها كانت منهوبة من قبل الولاة للمدية} حتى انهم ثاروا على عثمان وشاركوا في قتله . وما شعروا بعدالة توزيع المال الا في زمن امير المؤمنين{ع}.لذلك تقاطر على الكوفة كبار المسلمين من مختلف الآفاق. وسكنتها القبائل العربية من اليمن والحجاز، والجاليات الفارسية من المدائن وايران. وعمرت فيها الاسواق. وازدهرت فيها الدراسات العلمية.
والجدير بالذكر سيرة الامام علي{ع} وعدله كسب القلوب اليه والى ابناءه وغلب على الكوفة التشيّع لعلي وال بيت محمد{ص}، واصبح طابعها الثابت الى اليوم.لذلم تحملت هذه المدينة من الحكام الامويين والعباسيين ما لم تتحمله مدينة اسلامية مثلها.ولما جاءت بيعة الامام الحسن{ع}بايعته الكوفة باجمعها،ولا صحة ان الناس سكتوا لما حثهم الامام الحسن للبيعة. ثم ان الامام الحسن له اسلوب في حياته مثل الكرم والرأفة بالناس ، جعلته قبلة الانظار ومهوى القلوب وامتلآت أجواء الكوفة الفرحة الممزوجة بغصة قتل الامام امير المؤمنين {ع} ولكنهم وجدوا ارث محمد{ص} موجود في بلدهم. ارث انتقل من يد ليد . لذلك تحرك معاوية بجيش جرار من الشام لغزو الكوفة. والا لو كما يذكر التاريخ ان الكوفة يكرهون ال البيت ما الداعي للحرب والقتال والدماء.؟. فاشتغل معاوية على خطين بث العيون والقتل والتهديد العسكري.وهذا يجري مع العدو.
*** الكوفة وعصر الامام الحسين[ع] حصلت حادثة عاشوراء بعد عشرين سنة من شهادة الإمام عليّ{ع} وبما أن أهل الكوفة, طوال هذه المدّة, تعرّضوا لأقصى أنواع القتل والتهجير والاقصاء .هاجر اغلبية اصحاب الامام علي{ع} بعد وصول معاوية . الذي حاول ان يبدل واقع المدينة ديمغرافيا. بسبب تشيعهم. لذلك أهل الكوفة في عصر الإمام الحسين{ع} ليسوا هم أهل الكوفة في العصور السابقة، ولو اردنا التعرّف على هؤلاء في العام ستّين للهجرة لا يمكن التمسّك بكلّ الأخبار التي تتحدّث عن السنين السابقة. وإذا كان الإمام عليّ عليه السلام قد تحدّث حول وفاء أهل الكوفة أو عدم وفائهم، فالمقصود من هذا الحديث هو الناس الذين كانوا يعيشون في عصره وليس في العصور اللاحقة. بناءً على ما تقدّم ينبغي دراسة وفاء أهل الكوفة في كلّ عصر وزمان, بعيداً عن الأزمنة الأخرى. ولمعرفة المجتمع الكوفيّ لا بد ان نعرف تركيبة المجتمع .
**سادت في المجتمع قبائل عربية وغير عربية , فكانت كلّ قبيلة تنزل في حيٍّ معيّن لها لا يشاركها فيها احد، كما كان لكلّ قبيلة مسجدها الخاصّ، ومقبرتها الخاصّة، وعاش في الكوفة أتباع عدد من الأديان, فكان إلى جانب المسلمين بفرقهم المختلفة، المسيحيّون واليهود. هذا الوضع خلق حساسيات قبلية, وكثيرا ما كان يقع بينهم حروب وقتال. وهذا من اهم الاسباب التي جعلت بعض المحسوبين على غير شيعة اهل البيت{ع} ان يكتبوا للحسين بالقدوم ليخلصهم من الوضع العشائري والتنازع الذي تعيشه المدينة..يقول المحللون ان الحسين{ع} حين راى اتفاقهم على قتاله يوم العاشر تعجب من ذلك الاتفاق, ولذا خصهم بهذا الدعاء [ اللهم فرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم ابدا]
لان الحسين لاحظ ان المجتمع الغير متجانس اذا اتفقوا على امر لا بد ان يكون فيه ظلم للاخرين, فهم لا يتفقون الا على باطل. يعني ربي لا تجعل قلوبهم مجتمعه. { لان العبرة في الاسلام تبدا من داخل النفس في قبول الاخر ـ ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم} ومن ينظر للجيش الكوفي الذي قاتل الحسين{ع} يوم العاشر لم يتفق بينهم مرة اخرى.
** لماذا اختار الحسين الكوفة مكانا لانطلاق الثورة هل كان الاختيار عشوائيا قادته الظروف وجعلته يتجه إلى كربلاء، أم أن الإمام خطط للأمر وفق منهج مدروس؟. الجواب اختار الامام الحسين كربلاء لعدة خيارات بإمكانه أن يبقى في مكة في موسم الحج ويدعو الناس أو أن ينتقل إلى المدينة أو اليمن أو يقصد الشام أو العراق وهو المكان الذي قرر أن يسير اليه.. اذن لماذا لم يختر الإمام كل تلك البقاع واتجه إلى كربلاء؟؟..
اولا: مكة:رفض الإمام الحسين التوجه إلى مكة لعدة أمور منها: انه أراد الحفاظ على حرمة بيت الله من أن ترتكب فيه مجزرة ويدنس بالدم كما فعل عبد الله بن الزبير .. والجهيمي عام 1980م .ثانيا: انعدام الوعي السياسي لأهل مكة كون أغلبهم تجار. والتاجر بطبعه يبتعد عن الصراع…. ثالثا:. كانت مكة واهلها موالين لآل أمية.لان الامام علي بن ابي طالب {ع} اشعل نيران الحقد في قلوب الكافرين وقتل صناديدهم. فلا يمكن ان ينسوا قتلاهم. وظهر في التاريخ ان اهل مكة كان لهم ولاء لعبد الله بن الزبير وهو من أعداء آل محمد. كما انه عرف انه مستهدف وسيقتل لو بقي بمكة .
ثانيا: المدينة: رفض الإمام خيار المدينة لأسباب منها: كانت السيطرة الاقتصادية في المدينة لبني امية بسبب استيلاء معاوية على أغلب الأراضي في المدينة بالشراء أو المصادرة. ثن في المدينة اعداء تقليديون وقفوا بمعارضة خلافة امير المؤمنين{ع} متمثلة بعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وهما يمثلان قنبلة موقوتة ضد التحرك لحسيني. كما ان موقف اهل المدينة معروف بالخلاف لال محمد[ص] بعضهم او ابناءهم ممن خططوا لاغتيال الرسول في العقبة {محاولة قتل الرسول ، وقد ذكرت في القران بعد عودته من تبوك.. قال تعالى في “سورة التوبة” {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}. يصفهم القران انهم كفروا بعد اسلامهم. فكيف يثق بهم الامام الحسين{ع}.
ثالثا: اليمن:عدم اختيار اليمن لأسباب منها: إنعزال اليمن جغرافيا فهي في طرف الجزيرة العربية بعيدة ولا تأثير لها في الواقع الإسلامي .ثم حتى لو نجح او قتل في اليمن فان الثورة في اليمن لا تغير من الواقع الإسلامي شيئا. واخيرا اهل اليمن فقراء اقتصاديا ولذا لم يمارسوا القتال ولم يتحملوا مسؤولية الاسلام ذلك الوقت .. فلم يتمرسوا على القتال كأهل العراق ثم ان أغلب الشيعة في اليمن انتقلوا للعيش في الكوفة أيام حكومة الإمام علي ولم يبق منهم الا أقلية هناك.
رابعا: العراق لم يبق مكان للثورة سوى التوجه للعراق وقد كانت هناك اسباب كثيرة منها: ان العراق كان وما يزال مركزا للتشيع لآل البيت. ثانيا يتصف أهل العراق بوعي سياسي وثقافة وعمق تاريخي واقتصاد مرتفع .. واخيرا يقع العراق في قلب العالم الإسلامي جغرافيا واقتصاديا. وفيه حياة تجذب كل من يريد العيش في العراق حيث التنوع السكاني بين حضر وريف ومسلمين ونصارى ويهود وصابئة .كان ذلك سببا في دعم الثورة .لانهم يبحثون عن الحرية والمساواة .ثم ان الكوفة حامية عسكرية ذات أهمية كبيرة في الواقع العسكري. وفيها معارضة للأمويين..
في رواية عن أم سلمة قالت: كان رسول (ص) جالساً في بيتي قال لا يدخل عليَّ أحد فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج (صوت معه توجع وبكاء) فنظرت فإذا الحسين في حجر النبي يمسح جبينه ويبكي فقلت والله ما علمت حين دخل فقال إن جبريل (ع) كان معنا قال إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي{ص}.
*** لما التقى الحر بالحسين وسايره الى كربلاء فتوقف جواده قال ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء فقال صدق الله ورسوله كرب وبلاء. ثم قال استعدوا للبلاء. ووقف القوم ينظرون في وجهه.. ينتظرون القرار.
سـبط الرّســول بكـربــلا تحـيّـر نجيبه /نادى شِسِم هالكاع يَبطال الحريـبه / كالـوا يبو السجّاد اسمها الغاضريّـات/ والها اسم عند الخلايق شط الفرات / معلومه والمعروف يا سيد السادات // كلهم وقلبه من الحزن يسعر لهيبـه / بـالله شسمها غـير هـذا يــا صنـاديــد /قالوا طفوف وكربلا يبن الاماجيـد / قلهـم انزلوا غـير هـذي الارض ماريد وقولوا لزيـنب تِستـعدّ الهـالمصيـبـه / انكان هـذي كربـلا بـشـروا ابّـلايــا // ونزلـوا تـرى لاحــت علامـات المنـايا//لازم بجـانب هـالنّهر نقضي ظمـايـا // واجسـادنا تبقى على الغبرا سليبـه//طنّب خيامه بكربلا مهجة المخـتـار // ودارت عليه جنود اميّه زغار واكبار// ودموع عينه فوك خدّه شبه الامطار// وكبال عينه ينتخي كبش الكتيبـه ــــ
ثـار برعيـده صاحـب الصّولات عبّاس // بطل البجا يحسين خويه وارفع الرّاس لفعل فـعـل بيه للحشر تتحدّث النّـاس // نشّـف دموعـه بـوعـلي وسكّن نحـيبه.. /قلـّه وقلبـه مـن الوجد والحزن مفـتوت // تدري بخوك حسين مايرهب من المـوت //حزني لجل سلب الحريم وحرق البيوت// ك أرمله تبقى عقب عيني سليبـه //ما هاجت احزاني لجل ذبحة رجـالي // ما هاجت احزاني لجل كتلت رجالي / لكن يبو فاضل على ضيعة اطفالي // وشحال زينب لـو بقت مـن غـير والي ..
الشيخ عبد الحافظ البغدادي