العمائم المراوغة المتاجرة بالدين وأهله , تترنم بخطبها ومواعظها الداعية إلى أن يتخلى الناس عن كل شيئ له صلة بالدنيا , فهم يقللون من شأنها ويدعون الناس إلى إستلطاف القهر والظلم والحرمان لكي يفوزوا بالجنّات الموعودة , التي يصفونها بما يحلو لهم من الكلمات المتفاعلة مع الرغبات والنزعات المطمورة في الأعماق البشرية.
ففي فقهم المسوَّق أن السعادة تكون بالتخلي عن كل شيئ , وكأنهم يستحضرون الرؤى الديوجينية (نسبة إلى ديوجين) , ولو خاطبهم شخص متسائلا: وهل تخليتم أنتم عن كل شيئ؟
ماذا سيكون جوابهم؟
أ سيكون كالجواب على سؤال ديوجين للذين يتحدثون عن الأكوان , عندما سألهم , متى عدتم منها , أي هل كنتم فيها وتعرفونها لكي تحدثونا عنها.
فأين الحقيقة فيما يصرحون به؟
إنها الأضاليل والأكاذيب الدامغة التي نشرت الغش والرياء والفساد , وشرّعنت العمل بالرذيلة ومحاربة الفضيلة.
فهل أنهم حقا يتخلون عن كل شيئ؟
وهل أن الواحد منهم يعيش في برميل؟
أم أنهم يملكون كل شيئ , ويعيشون في قصور فارهة!!
ويبدو أن أسواق الكذب مزدهرة , وأرباحها وفيرة , وبضاعتها عامرة , ولهذا تطورت وترسخت وصار لها باعتها ومروجيها ومشتريها.
دجّالون , قلوبهم وكل ما فيهم مع الكراسي الجائرة , وألسنتهم عليها لتمرير اللعبة وجني الأرباح!!
فهل يتوجب علينا أن نحمل الفوانيس في وضح النهار؟!!
د-صادق السامرائي