26 نوفمبر، 2024 4:53 م
Search
Close this search box.

الشبـــاب ثـــروة كامنـــة

الشبـــاب ثـــروة كامنـــة

من الحقائق الأساسية في فلسفة العلوم إن شرف كل علم بشرف موضوعه، فإن العلوم وإن كانت لا تفاضل بينها إلا أنها من الناحية الواقعية لهذه العلوم تتفاضل وتتفاوت، لذا وجب على شبابنا الواعي أن يُلِم ولو من باب الاطلاع على بعضٍ من هذه العلوم ،وقبل الولوج بهذا الموضوع لابد أن نستدرك ما للشباب من  طاقاتٍ كامنةٍ ، فالشباب هم أغلى ما تملك الأمة من ثرواتها البشرية ، فهم قوة احتياطية تعد نفسها لتسلم مهام الحياة وكيف ما يكون الشباب يكون مستقبلها.وعما قريب يتسلمون زمام الأمر وسيدبرون شؤون الحياة بأكملها ، لذا وجب العناية بهم لأنهم جزءٌ من تخطيطٍ لمستقبل الدولة والحرص على مكانتها . فمن الواجب التفكير باستيعاب طاقات الشباب من خلال المؤسسات الشبابية ورعايتهم وتنمية قدراتهم وملكاتهم ، فهذه مسؤولية الدولة والمجتمع والأسرة فقد وجب التنبيه إلى مخاطر إهمال هذه الثروة وعدم توجيهها وهذا ما دعى الدول إلى تأسيس وزارة خاصة بالشباب تتولى هذه المهمة ،فيهم نجد قطاعات واسعة تحتاج لتأهيل واكتساب الخبرات والمهارات واللحاق بحركة العلوم والمدنية وتطور المجتمع ، فإن لأعداد كثيرة منهم مواهب ومؤهلات فنية كالخط والرسم والزخرفة .. الخ ولدى الكثير منهم كذلك ملكات كتابية وشعرية كثيرا ما تهمل وتموت فالرعاية الأدبية والثقافية تكمن بإيجاد جمعياتٍ ونوادٍ ثقافية وأدبية وطبع ونشر الإنتاج الثقافي لهم وتشجيعهم على تنمية المواهب وهذا سيمد الأمة بالمبدعين من الكتاب والشعراء والأدباء والمثقفين وهذا ما يقاس به تطور الأمم ورمز تقدمها برموزها الثقافية والأدبية والعلمية . فلابد من تشجيعهم على الاستمرار بالمطالعة والمتابعة المستمرة لصقل مواهبهم من خلال المواظبة على التردد على المكتبات واقتناء الكتب المفيدة وتسهيل هذه المهمة لهم من خلال توفير المصادر والمواقع المناسبة لممارسة  هواياتهم ومتابعتها الدقيقة فقد لمست في بعض منهم نماذج لمشاريع أدبية رائعة جدا إذا ما تمت رعايتها بجدية ،فإنها اعتمدت على التطوير الذاتي للنفس دون  دعم خارجي أي من خلال حبهم لما يمتلكون من مواهب  ودافع فطرية نحو المستقبل الزاهر ، والأمة التي لها رغبة في التطوير والتغيير  والإصلاح هي الأمة التي تهتم وترعى  شبابها لأنهم رمز الطموح نحو الإنسان الجديد الذي يوصلها نحو التجديد والنهوض لاسيما وان ظروف الحياة المدنية تتطور بشكل هائل وانفجاري خصوصا في مجال التقنية والعلوم  بدلا من أن نضيعهم ونجعلهم آلة سهلة المنال بيد الإرهاب  لضرب الأمن والأمان من الداخل إلا أن مقاومتهم لكل أنوع الإرهاب  بكل أشكال الرفض  من خلال الدوافع والنوازع الذاتية التي يعمل الإسلام على  توجيهها  وترشيدها  لتصب في الاتجاه الصحيح لتتحرك جميعها وفق رؤيةٍ  منهجيةٍ  وخطٍ سلوكي وفكري متكامل  لحفظ المصالح العامة للمجتمع وعليه  لابد وفي كل الأحوال  من تكوين الثقافة الذاتية  وهي مسؤولية الإنسان المسلم ،فعليه أن يخصص وقتا من يومه لتحصيل الثقافة والفكر من خلال المتابعة لكثير من النشاطات الثقافية والمؤتمرات العلمية والمحاضرات وغيرها  للنهوض بالمستوى  الفكري  والوعي الشبابي  الذي يليق بالأمة الإسلامية  وبالشكل السليم  الذي  يوصل في نهاية  المطاف إلى غايتنا  من الرقي  في مراتب المعرفة  والعلم  لمستقبل ملئهُ روح الشباب،ممسكا بعصا التقدم للتوغل في المستقبل المزدهر والقضاء على الجهل  والتخلف .

أحدث المقالات