كانوا قديماً يقدمون النصيحة في مجالسهم وان المجتمع يحسب الف حساب لكلمة ((عيب)) بكل ما يتعلق بها من افعال مشينة ولهذا كان العم يربي والاخ يعاقب والجار يعاتب والخال يضرب والزميل والصديق ينصح..
عبارات اصبحت بعيدة عن واقعنا اليوم لأننا صنعنا لنا مفردة واحدة اسمها ((التحرر)) واعتبرناها قدوة لكل عمل نقوم بإنجازه حتى وان كان سلبياً ولايتقبله المجتمع رغم انها لا تمثل اي معنى في حروفها لان الله خلق كل ابناء البشرية احرار وتعلمنا وببداهة الانسان كيفية الحفاظ على مفردات الحرية ومفهومها الاجتماعي…
اليوم اصبحنا نبتعد كثيرا عن ما قالوه اسلافنا في مجالسهم فاصبح العم بعيد عن العائلة وحضوره مجرد ضيف اسوةً بغيره ولا يستطيع ان يتدخل في شؤون عائلة اخيه لا من بعيد ولا من قريب لان ذلك سوف يجابه بالرفض القاطع حتى وان كان صحيحا في مَنطِقه… واصبح الاخ مجرد صديق طفولة ولايجد آذان صاغية من اخوانه عندما يقدم لهم النصيحة واصبح الخال مجرد نسيب يدخل ويخرج من البيت وفق موعد وبرنامج معين وليس له تخويل بالتدخل بالشؤون الخاصة لأبناء وبنات اخته… واصبح الصديق يشكل خطورة احيانا على العائلة وهناك قيود معينة له لا يمكن تجاوزها لان مجتمعنا اليوم احال كلامه من مشورة بالرأي الى موضوع اسرار عائلية.. اما الجار اليوم فهو مجرد صاحب عائلة ملاصقة في المنزل ويفصله عن جاره حائط واحد ولكن فيه الف مانع والف ممنوع ولايحق للجار الكلام مع جاره من باب النصح لأنها تعتبر من باب حب الانا والتمييز والافضلية في التربية المنزلية…..
لقد اختلفنا في صفاتنا وعاداتنا وتقاليدنا وفي كل شيء يعود لتربية عوائلنا ولم تختلف ساعات الزمن ولافصوله الأربعة ولم تتغير محدودية اعمارنا وكل ما نعيشه اليوم مجرد قشور وتمثيل نتباهى به كذباً بانه واقع افضل.. لقد اصبح جيل الشباب الجديد لا يعرف صلة الرحم اصلاً وربما سوف تختفي حتى المسميات بعد سنين مثلما نسمع بها اليوم فالأب اصبح ينعت بكنية مختلفة عن سابقها وكذلك الجد والجدة والعم والخال وكل ذوي القربى والتي اختلفت مسمياتها من منطقة لأخرى….
اننا اليوم بحاجة الى اصلاح للنفس والعائلة ويجب ان تكون للاب والام دور كبير في ارساء مفهوم صلة الرحم من خلال تجديد العلاقة وعدم قطع اوصالها مع المقربين والتي اوصت بها كل الكتب السماوية.. ويجب الكلام مع الابناء عن كل شيء ايجابي لهؤلاء ذوي القربى والابتعاد عن طرح كل موضوع السلبيات فنحن بني البشر جميعنا خطاؤون وافضلنا التوابون وفي كل الاحوال ان كل شخص هو وحده يتحمل جزاء عمله فالسلبيات نتائجها تعكس شخصية الانسان الذي قام بها…
وختاما اصبحنا جميعا مطالبين ببث روح الاحترام والتفاهم واعادة مفهوم الحياء ونشر كلمة عيب التي اختفت من عالمنا اليوم….
(الا ليت الحياء يعود يوما لأشكو له ماذا عملت بنا الايام)!!!!