يقول الحق في كتابه العزيز(وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)النساء 58,وفي موضع آخر يقول(إن الله يأمر بالعدل والإحسان)النحل 90.ودلالة الآيتين معروفة وواضحة حيث لامجال للتهاون أو الخداع في الأمر الإلهي .وبالتالي على الحاكم التسليم أينما يكن موقعه ,والذي يبدأ من البيت عند رب الأسرة ,مرورا بالمعلم في صفه ,وانتهاءا في أعلى هرم السلطة وهذا الأمر الإلهي لايكون إن لم يتوفر الاستعداد البدني في السيطرة على مقاليد الحكم, والاستعداد الذهني لكي يوفر البصيرة الثاقبة, في التحكم في مغاليق السلطة ومفاتيحها, والاستعداد العقلي لاحتواء الصغير قبل الكبير ,والمجنون قبل العاقل ,والمخطئ قبل المصيب ذكرا كان أم أنثى, وتوفير لهم الحد المتوسط من الحصانة الإنسانية ,التي تهيئ لهم متطلبات العيش الكريم, وبالتالي يستطيع الحاكم أن يدير شؤون رعيته ,ومنصب الحكم لايأتي إلا بأمر ألهي لقوله تعالى(تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء)أل عمران 26 .والذي لايأتي إلا بأمر ألهي لابد وأن يرافقه الشرف كله والسمو والرفعة متلازمان مع بعضهما في حله وترحاله لأنه سيكون في دائرة الشرف الإلهي عند التساؤل, وبالتالي عليه أن يكون مستعدا للآجابة , والذي لايملك الاستعداد لحماية نفسه من المنصب ,سيقع في الطامة الكبرى ,والذي لايمتلك شرف المسؤولية في حمل المنصب على كتفيه ,عليه أن لايجبر شعبه في حمله وحمل منصبه على أكتافهم ,لأن الشعوب في عمر التأريخ كانت محاسبة لكل المناصب ,عدا زعامات النبوة المعصومة من الله . وما عدا ذلك فالكل عليهم أن يقفوا أمام شعوبهم ويؤدون التحية والذي لايتشرف بشعب المنصب ,لايتشرف المنصب به والذي لاينطق بالحق والصواب خلال المنصب سوف يكون هذا المنصب وبالا عليه يوما ما , شرف المنصب هو المطلوب وهو الراجح عند الشعوب وهو الذي يجب أن يسود في عقليتنا ولايمكن أن تقبل الشعوب منصب الشرف الذي يلعب بها كيفما اتفق وعلى الأمزجة والأهواء, الشعوب ليست مدار تجارب أو فراغات لهذه الأمزجة والأهواء, لاسيما الشعب العراقي الممتحن في مرحلته التي يعيشها والتي يحاول أن يستنهض بعضا من قوته التي فقدها خلال السنوات القاهرة التي مرت به هي رسالة أو سموها ما شئتم شرف المنصب للشعوب دوما ومنصب الشرف للحكام الفاشلين .