منذ أن خطت الصحافة العراقية خطوتها الأولى في مثل هذا اليوم قبل 154 سنة الخامس عشر من شهر حزيران عام 1869 تألق الصحفيون في العراق في تقديم عقيدة إعلامية قل نظيرها منذ أن حبت في هذا المعترك المضني والمسيرة الطويلة كلفت الصحفيين العراقيين ألاف الشهداء والتضحيات الجسام التي مهدت الطريق للأجيال اللاحقــة وخاصة ما قدمته ارتال وأفواج الشهداء الماجدين من الصحفيين والإعلاميين العراقيين الذين نقلوا إلى العالم وبكل دقـــة وصدق ما تعرض له العراق من تكالب على ثروات وقتل واعتقال وتشريد عدد من الصحفيين العراقيين ومن غير المنطقي أن يرى المرء العملية الصحفية والإعلامية في العراق بـأنها عملية سهلة ويمكن أدارتها بأبسط السبل واقصرها واختزالها ببرنامج وكتابة خبر أو مقالة ، بل هي عملية معقــــدة لها أهداف ووظائف ولغة خاصة تستطيع الوصول إلي قلوب المتلقين قبل آذانهم أو مسامعهم وعيونهم لهذا عرفت الدول المتقدمة قبل غيرها أن مستقبل العالم يقوم على الأعلام العلمي والمعلومات ، على عكس الادعاء الذي يسوقه البعض من أن الاعلام موهبة وقدرات نحوية وصرفية والمعرفة الكافية بقواعد المقارنة بين الأعلام العلمي القائم على القدرة على بناء العراق الجديد وغير المبني على اثارة النعرات الطائفية بين مكونات الشعب العراقي الاصيل ، وعلاقة الاعلام بالتنمية واستحداث مناطق إعلامية حرة تحتوي على مراكز إعلامية للإعلام المسموع والمرئي والمقروء وإعلام الصحافة الالكتروني ، وتأسيساً لما تقدم فالمتابع والمهتم بالشؤون السياسية والإعلامية وخلال الأحداث التي مرت بنا وعشناها طوال العقود القليلة الماضية يدرك أهمية وحجم الدور الإعلامي في مجمل ما يدور في عراقنا الجديد ، فهــو كبير جداً مقارنة بالمعركة السياسية والعسكرية وفي عالم اليوم يسهم الأعلام بنسبة 70 بالمئة من حيث ضخ المعلومات للمتلقي وجمعها وتغيير قناعات الرأي العام بشأن المعارك المتعــددة الأوجه ، وفي عراقنا الجديد ليس بالضرورة أن تكون أنت الخير أو الشر ولكن لابد من تبني قضية أخلاقية لتسويقها للعالم كمفهوم المظلومية مثلاً لان الخطاب الإعلامي الذي ينطلق من مشروعية أخلاقية فأنه يجد طريقاً إلى ضمير العالم حتى ان كانت الأجندة التي تتستر وراءه غير أخلاقية ، فالإعلام يمكن أن يفعل الكثير فهو قادر على صناعة العدو وقلب الصورة حتى لو كان الجمهور نفسه الذي تعاملت معه سابقاً ووجهت له رسائل إعلامية مغايرة لما كان يوجه له والإعلام إذا أحسن استخدامه فهو رصيد للدولة وجمهورها وليس خصماً أخلاقيا وموضوعياً والنأي عن الفبركة والضبابية في صناعة قضيتك والابتعاد عن تعدد المواقف إزاء الأزمات لأنها تربك الخطاب الإعلامي والصحفي ، وفي نهاية هذا المقال أوجه رسالتي الصحفية إلى قيادات العراق السياسية الى إغلاق الصحف والفضائيات التي تثير الشغب والنعرات الطائفية بين ( أهل العراق ) وأتمنى أن تكون للصحفي حقوق في بلد استشهد فيه الكثير من الزملاء .. لكم – الآمر