18 ديسمبر، 2024 8:02 م

تحديات البصرة بضيافة السيادة

تحديات البصرة بضيافة السيادة

منذ ان تأسست البصرة بزمن الخليفة عمر بن الخطاب حتى زمن اغراقها بالفساد والامراض والمخدرات والسلاح المنفلت ، لم يشهد أهلها ربيعاً ولا انعشت ثرواتها فقرائها ، رغم انها في لحظتنا الراهنة المعبر المائي الوحيد للتجارة الخارجية وثاني أكبر مصدر للبترول عالمياً، إنما المفارقة هي ارتفاع نسبة الفقر فيها التي تصل إلى 26 في المئة، و نسبة البطالة بين الشباب إلى 40 في المئة ونسبة الفقر 50% ونحو مليون و 500 الف مواطن تحت خط الفقر. بحسب مجلس محافظتها المنحل ونسبة امية غير معروفة رسمياً حيث تتصدر البصرة أكثر المحافظات العراقية بنسبة الأمية. رغم انها ابنة الجاحظ والفراهيدي وابن الهيثم والبصري والدؤلي وليس خاتمتهم السياب في شناشيله الخالدة .
شيوخ ووجهاء وشباب من هذه الفيحاء يستقبلهم زعيم تحالف السيادة الشيخ الخنجر في بغداد ليفتحوا معاً ملفات تحدياتها الاقتصادية والخدمية كمحافظة عراقية اصيلة عانت وتعاني كأخواتها ومطالبها كمطالبهم في حياة أفضل يستحقونها ، وهو ماشخصه الخنجر معبراً عن اهتمامه البالغ بمحافظة البصرة وأهلها، ومركزاً على أهمية هذه المدينة وعراقتها. ومؤكداً ” أن مطالب أهالي البصرة الكرام هي مطالب عادلة ولابد من العمل لتحقيقها وأن تحالف السيادة سيكونُ عوناً وسنداً لأبناء الشعب العراقي”.
وفي خارج السياقات التقليدية للمناهج السياسية الحزبية في ” اختصاصات ” الاحزاب مقسمين المدن والمحافظات الى سنية وشيعية وكردية ، فان مبادرة السيادة والخنجر في اختراق هذه التابوات غير التقليدية في تاريخ المجتمع العراقي فإن هذه اللقاءات تأتي ضمنَ جهود التحالف للتواصل مع أبناء المحافظات العراقية كافة والإنصات إلى مطالبهم والسعي في تحقيقها بغض النظر عن الهوية الفرعية لابناء المحافظات .
ان نهج التعامل مع المواطنين كعراقيين دون التأثيرات الجانبية للهويات الفرعية ، يشكل منهجاً وطنياً مطلوباً ، جسّدته حركة الاحتجاجات المتنوعة وابرزها ثورة تشرين التي اختفت من شعاراتها الروح الانعزالية الطائفية او القومية ،وكانت مطالبها ، بمدخلاتها ومخرجاتها ، تتسم بروح المواطنة العراقية ، وعلى تحالف السيادة ان يعمق هذا الاتجاه ويغذّيه بتواصل لقاءات من هذا الطراز على ان تخرج من شكلها البروتوكولي الاعلامي الى تطبيقات على ارض الواقع، كما عبّر وجهاء البصرة عن تقديرهم للجهود المبذولة من تحالف السيادة في تسليط الضوء على قضايا محافظتهم والتصدي للتحديات التي تواجهها ، والتصدي يعني الشروع في العمل منذ الآن وفق منهج وبرامج واقعية وملموسة في مدينة مازالت بلا ماء صالح للبشر فيما تصدّر للعراق كله اكثر من ثلاثة مليون برميل نفط يومياً، وكما يقال ان تصل متأخراً خير من أن لاتصل …
من سخريات التأريخ !!
قبل نحو 150 عاماً كانت البصرة تضم 630 نهراً، وهي في معظمها تفرعات لدجلة والفرات. وقد عدد القاضي البصري أحمد الأنصاري هذه الأنهر كلها في رسالته إلى منيب باشا، متصرف البصرة عام 1860، تحت عنوان “النصرة في أخبار البصرة” !!