معا وسوية كمواطن واحد , هذا ما يصرح به قادة الشعوب الحريصون على مصالح بلادهم عندما تتعرض للأزمات , وهو إستجابة طبيعية غريزية عند المخلوقات فوق التراب ويشذ عنها العرب!!
لا تستغربوا!!
إستحضروا حالة واحد توحد في مواجهتها العرب إن كنتم تعترضون!!
هل وجدتم تحديا واحدا وحَّد العرب؟
إن التحديات تفرّقهم , وتطور هذا السلوك إلى أبناء البلد الواحد , فتجدهم يتفرقون أمام الأخطار والخطوب , التي تهدد مصيرهم.
فما هو السبب؟
لا نريد الغوص في التحليلات العبثية والتبريرية , وعلينا بالسبب الواضح الفاعل فينا , إنه – رغم ما ترون وستغضبون – أدعياء الدين الذين يستثمرون المخاطر لأنانيتهم , وقصر نظرهم , فبدلا من مواجهتها كشخص واحد , يتحولون إلى عوامل مساعدة لإدامتها وتطويرها , وتجدهم متأهبين لإذكاء الفتن والصراعات , وفقا لطروحاتهم التضليلية الخداعية , التي يستعبدون بها المغفلين , وما أكثر أبناء الأمة المغيبين بما يوهمونهم بأنه الدين , فيدفعونهم للتقاتل مع بعضهم وعدوهم يريد إستباحتهم.
ويُحكى أن المغول على مشارف بغداد , وأبناء المذاهب كانوا يتصارعون حول موضوعات دينية غريبة , حتى جاء المغول فإلتهمهم أجمعين , وهذا يُذكّر بمشهد في الغابة , حيث تناطح أيّلان وتشابكت قرونهما فداهمهما أسد وقبض على أحدهما وهرب الآخر.
وفي البلدان التي تموت فيها إرادة “معا “, لا ينجو أحد , وإنما يؤخر موعد إفتراسه , فالكل ضحايا منشغلة ببعضها , والطامع يتربص بها ويصطفي ما يشتهي منها , ويؤجج هذه الفئة ضد تلك , ليبعد الأنظار عن مائدة أطماعه اللذيذة.
ولهذا تجد شعوب الدول ذات الثروات الطبيعية في حروب داخلية محتدمة , وصدامات حامية , وثرواتهم تنهب , وبلدانهم تخرب , وكل منهم في غفلته يعمه ويغيب!!
فهل سنكون معا؟!!
و”يد الله مع الجماعة”!!!
د-صادق السامرائي