العرب في المهجر ومن جميع الجنسيات المختلفة مسلمين كانوا أم مسيحيين أو من مختلف الاطياف والاديان ، يشهد لهم في كل زمان ومكان بالعلاقات الاجتماعية والاسرية والتلاحم والتكاتف المصيري فيما بينهم ، وتسودهم المحبة والتآخي والمودة تفوق جميع الجنسيات الاوروبية التي تتواجد في دولة السويد ، فأنهم نموذج للعلاقات الحميمة والصادقة المعبرة عن الحب لبعضهم البعض ، فيما انهم أصحاب مروة وشهامة ونبل وكرم وطيبة ، فضلا عن تماسكهم الاسري والترابط الروحي من خلال العلاقات الاجتماعية بين الاب والابن والاخ والاخت والزوج والزوجة ، اضافة الى الترابط الوجداني بين الاصدقاء والاقرباء والجيران ، ويجمعهم في هذا كله هدفا نبيلا وساميا ، الا وهو الحب المتبادل وأيضا الطيبة والتسامح ، ومن خلال هذا الحب يستطيعون تخفيف لوعة وقساوة الغربة عليهم وعلى عوائلهم المغتربة .
السويديون من جانبهم تجمعهم صفة كبيرة وجميلة قد نفتقدها في العديد من بلدان العالم وهو صفة ( الانسانية ) التي تفوق جميع الصفات الحميدة ، اضافة الى صفة التعاون والتسامح والطيبة ، ولكن !!! تنقصهم صفة كبيرة هي ضعف العلاقات الاجتماعية والاسرية فيما بينهم ، ونلاحظ ( البرود ) في هذا الجانب ، حيث ان الأب لا يرى ولده الا في المناسبات الخاصة ، والاخ لا يلتقي مع اخيه الا مصادفة ، ولا توجد علاقات مع الاقرباء بالشكل الذي نراه عند العرب والعراقيين بالذات ، وان السويديين قد يستغربون وينبهرون على العلاقات الجميلة التي تجمع الجاليات العربية من خلال المشاركة في الامسيات الليلية والسفرات السياحية والاحتفالات العفوية .
ان مجتمعنا العربي بشكل عام والعراقي والشرقي بشكل خاص يتمتع بمزيا تختلف تماما عن المجتمعات الاخرى ، وقد تكون اول المزايا هي الروحية العالية التي لا يزال الكثير منهم يحملها بشكل مثير للجدل ، وهذه الروحية بالتأكيد تعكس الاخلاق والصفات الحسنة التي يتصف بها هذا الشخص والذي تربى عليها منذ نشأته وطفولته ، وقد تكون هذه العوائل في بلاد الغربة اكثر تماسكا واكثر تعاضدا واكثر ارتباطا ، لانهم يشعرون بحاجة ماسة الى هذا الترابط الذي يعتبر مصيري وحساس كونهم متعطشين لتبادل المحبة فيما بينهم وتقديم المساعدات المعنوية وحتى المالية من اجل السير قدما في حياتهم في هذا البلد الذي لن يبخل عليهم في الحصول على الحقوق والامتيازات ، كما يحسسهم بكرامتهم وحريتهم فضلا عن تمتعهم على الاحترام المتبادل فيما بينهم .
من جانب اخر هناك العديد من العلاقات المتينة التي تجمع العوائل العراقية والعربية وخصوصا مع العوائل السورية والفلسطينية واللبنانية وكذلك الافغانية والصومالية ، وان هذه العوائل تشارك في الحفلات والامسيات الثقافية والفنية التي تشهدها البيوت والجمعيات والنوادي الثقافية في السويد لقضاء اجمل وامتع الاوقات فضلا عن المشاركات في البطولات الرياضية التي تشهدها المدن السويدية سنويا ، وان هذه العلاقات الوطيدة بين العراقيين والعرب في الغربة تعد نعمة من الله تعالى على الجميع ، ونجد ان سمعة العرب في هذا المجال تعكس وترسم أبهى صورة جميلة تجاه المجتمعات الاخرى المتواجدة والتي تفتقد لهذ العلاقات المتميزة والنبيلة .
توطيد العلاقات الأجتماعية لدى العرب في المهجر
توطيد العلاقات الأجتماعية لدى العرب في المهجر
سمير ناصر
صحفي عراقي عضو عامل في نقابة الصحفيين العراقيين منذ عام 1986 ، ,وعضو الاتحاد العام للصحفيين العرب ، وعضو منظمة الصحافة العالمية ، عملت في العديد من الصحف والمجلات المحلية العراقية والعربية في بغداد ، صدر لي كتاب بعنوان ( على مائدة الفن ) عن دار الجواهري وطبع في مطابع بيروت يتضمن لقاءات فنية مع فنانين عراقيين وعرب ، سيصدر كتابي الثاني بعنوان ( السلطة الرابعة تحتضر ... والاصوات الحرة تنتظر رصاصة الرحمة ) عن دار النهار للصحافة والاعلام يتضمن معاناة الصحفيين والاعلاميين العراقيين في تحجيم حرية الصحافة وتكميم الافواه ، شاركت في العديد من المؤتمرات الصحفية والمهرجانات داخل العراق وخارجه ، حصلت على العديد من الجوائز التقديرية كأفضل محرر صحفي ولسنوات عديدة ، حاليا اتواجد في مملكة السويد واساهم في كتابة التقارير والاخبار والتحقيقات في العديد من الصحف والمواقع العراقية والعربية وايضا السويدية .
مقالات الكاتب