هوسة: صخب وإضطراب , والجلبة والإحتفال بعرس وغيره.
المجتمعات الهوسة لا تصل إلى هدف معين , وتبقى في حركة عشوائية متعطشة لأقطاب متباينة تُكتلها , وتجدها قابلة للتمترس في كينونات ذات تروس إنفعالية , مشحونة بعدوانية وتوحشية غير معهودة.
والقوى ذات الخبرة في تركيع الشعوب تعرف اللعبة , وبعضها يحاول دفع المجتمع إلى مضطربات فوضوية تجعله لقمة سهلة وصيدا جاهزا للطبخ.
وفي بعض المجتمعات المُستهدفة أدركت القوى الطامعة فيها , أن لعبة الدين المسيس والتحزبات من الوسائل القادرة على إلتهامها , فعملت على إنشاء العديد منها , وتزويدها بالأسلحة والعتاد والقدرات اللازمة لإدامة التدمير , والتفعيل الخلاق لعناصر الهدف اللازمة لتأمين إحكام القبضة على المصير.
وتجد بعض مجتمعات المنطقة في محنة هيمنة الأحزاب المؤدينة اللازمة لتمرير اللعبة تلو اللعبة , فبلغت الأمور حالة غير مسبوقة من التدمير الوطني والقيمي , وتحولت إلى ميادين للسلب والنهب وقلاع متينة للفساد المؤدين والمقدس.
ويرعى الحركات والأحزاب أدعياء دين تحقق تسويقهم وتضليل الناس بهم , حتى صارت كلماتهم قوانين , وتقليدهم من حسن الدين وصدق الإيمان.
والكثيرون تقطعت أحاسيسهم وتبلدت مشاعرهم , وما عادت الهوسة تعنيهم , لأنهم من مفرداتها المتحركة بلا إرادة , لأنها خاضعة لمشيئة القطيع اللازم لتمرير المقاصد , والأجندات الفاحشة المضللة السوداء.
التمزق الوطني هوسة!!
التفرقة المجتمعية هوسة!!
التحزبيات هوسة وأكثر , فكلما زاد عدد الأحزاب في أي مجتمع , فأن إضعافه سيكون أسهل , وذلك أن الأحزاب الكثيرة سترتبط بأجندات خارجية لتحمي نفسها وتعزز قوتها وسطوتها , فتكاثر الأحزاب يعني أنها لا وطنية , وتابعة لجهات خارجية طامعة في بلادها , ومن أدواتها الضرورية لتأمين مصالحها.
وهذه اللعبة جارية بإضطراد بعد أن أخذت تتمنطق بالديمقراطية , وتسعى لمزيد من النهب والسلب والفساد اللازم لتصميد ثروات البلاد والعباد في ديار الآخرين.
و” على حس الطبل هزن يا رجلية” , تمضي الأمور في مجتمعات , تقيأت أوطانها , ودمرت إرادتها , وخلعت قوتها , وألغت معنى دولتها , وصارت تنفذ ما يقرره الآخرون القابضون على عنق مصيرها , بعد أن إستهانت بوجودها , وما عرفت قيمتها ودورها وتأريخها وترابها.
فهل وجدتم حكومات تعمل ضد أوطانها؟!!