من هنا بدأت بواكير مسيرة الحياة التعليمية منذ نعومة الاظفار مع تلك الحروف الجميلة بأصواتها ورسومها من قبل معلم الصف الأول الإبتدائي (ا..و…ر …ز…د…ي ) والتي كانت بمثابة طلاسم تحتاج الى فك رموزها لا غير لتتبلورمن خلالها ملامح شخصية الطفل ومستقبله وتكون فيما بعد مفتاحا” للتسلح بالعلوم والمعارف والتي أنارت بها العقول ونمت وتغذت بها الأفكار من أجل غد افضل إتسم بالقيم والمبادئ الإنسانية والتي أفضت الى فتح آفاق رحبة لغد مشرق على أيدي عمالقة العلم وبناة الأجيال معلمي جيل الطيبين والذين حفرت ذكراهم بالعقول قبل القلوب ليكونوا بحق قدوة بقوة الشخصية والاناقة والعلم والاخلاق الفاضلة التي إمتازوا بها بالرغم من قساوة المعيشة حينها وصعوبة تداركها مع تنامي معدلات الفقر وانعدام فرص العمل .
فالحنين الى الماضي يرتبط بتلك العلاقات الإيجابية الطيبة العابرة للطائفية المقيتة التي لم نكن نألفها حينذاك وكانت تجمع كل مكونات المجتمع في بيئة مدرسية نقية ينهل الجميع منها دون تمييز خالية من خطابات الحقد والكراهية المعهودة في زماننا بعيدة عن الزيف والخداع خاصة عندما تلتقي بصديق الطفولة والبراءة وأيام الدراسة والصبا تعود بك الذاكرة الى تلك الأيام الخوالي وتعيد عقارب الساعة الى الزمن الجميل لتبقى المواقف الطريفة حاضرة كما كانت وتفتش بين ثنايا الضحكات عن السعادة الحقيقية التي إفتقدناها للظروف التي مرت بنا من سنوات عجاف من حصار وحروب ونزوح وتعود الاحاسيس الى أحلام مرت كلمح البصر ولازلنا نتذكر كراريس المدرسة الإبتدائية مملوءة برسومات طفولتنا ومقاعد صفوف دراستنا لازالت تحكي قصص حياتنا البريئة .
فاليوم لا دار ولا دور ؟! واللبيب بالإشارة يفهم
وختاما”قال امير الشعراء أحمد شوقي (قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم ان يكون رسولا).