18 ديسمبر، 2024 8:11 م

الإدارة المقتدرة اساس النجاح

الإدارة المقتدرة اساس النجاح

رب الأسرة بحكمته، والمركبة بقائدها، والسفينة بملاحها، هذه المسلمات باتت معروفة، وبنكرانها فإن الاستقامة، تصبح شظايا زجاج، لا يمكن الاستفادة منها، أسوق هذه المقدمة، لما ألاحظه من تخبط وانكسار في سوق العملة، والتذبذب في مسارات المضاربة، بعد أن لوى الدينار العراقي عنق الدولار الأميركي، في لعبة جر الحبل بين العملتين الوطنية والأجنبية.

وبإصرار يُحسب للبنك المركزي، وربانه المحافظ علي العلاق، باتت الإجراءات المتزنة تؤتي ثمارها، برغم سكرات الموت التي تظهر على الدولار في غفلة الأيام، معاوداً الصعود بخجل وقتي، لكنه يترنح، أمام الدينار، بفعل خطوات البنك المركزي المدروسة، التي اتخذها بمحاذاة السوق للتعرف على الإشكالات التي تحصل من أجل وضع السعر باتجاهه الرسمي، وينفذ البنك المركزي حالياً متطلبات الشراء وحاجات المواطنين بأجمعها من الدولار، ما يجعل الخروج عن التسعيرة الرسمية مضاربة غير قانونية، وللأمانة، لو قارنا حال سوق المضاربات اليوم بالأمس، أي قبل عودة العلاق لقيادة البنك المركزي، فالحال تبدو شاسعة في رؤية تعافي الدينار، بما أمكنه من إعلان قوته، فحديقة النجاح لا يصلها المرء من دون المرور بمحطات التعب، لكن صاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات، فالإرادة التي أظهرها البنك في كبح جماح الدولار، هي روح التحدي، فحصل ما أعاد الطمأنينة إلى المجتمع.

استثمار عامل الوقت في التخطيط لمجابهة الهجمة “الدولارية” التي كادت أن تحدث فجوة اقتصادية في المجتمع، ولاسيما عند صغار الموظفين ومحدودي الدخل، عنصر مهم في الخطوات الشجاعة التي اتخذها البنك في الحد من تلك الهجمة، بعد تبلور قناعة كافية لديه بالوقت الذي يحدث فيه الأثر المتابع لنتائج قراراته، وبذلك تأكد عندي أن الإداري الناجح بمقدوره خدمة الوطن، وجذب الجميع ليكونوا عناصر فاعلة في مخرجات القرارات المتخذة وفقاً لنهج إداري مبني على الهدوء المقترن بالجرأة.

درس البنك المركزي العراقي، في تغليب الإرادة الوطنية، من خلال إصدار قرارات ومتابعات ميدانية، أجده درساً مهماً ونبراساً يجب أن يحتذى به من قبل الوزارات في ما تواجه من معضلات.

وصدق القائل: خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ. نعم.. ومن المهمّ أن نصنع حلماً من الحياة، وأنْ نصنع واقعاً من الحلم.