المقدمة:
من الضروري تقييم اقتصاديات عملية إنتاج النفط والغاز والتنبؤ باالكميات المادية للنفط الخام والغاز الطبيعي حسب السنوات في المستقبل التي سيتم إنتاجها لحساب شركة او مشروع معين.
تعتبرالايرادات المتحققة نتجية بيع انتاج النفط والغاز من الابار المنتجة، اهم عناصر التقييم محسوبة على اساس معدلات انتاجها الحالي والمستقبلي واسعار النفط والغاز لنفس الفترة، مع الاخذ بنظر الاعتبار تكاليف التشغيل والضرائب ومدة استردادها.
التنبؤ:
يتوقف تحقيق اهداف تقييم اقتصاديات عملية انتاج النفط والغاز على التنبؤ السليم، باعتباره عملية اختيار ومفاضلة بين البدائل المتاحة لتحديد البديل الامثل.
لذا فاعملية التنبؤ بانتاج النفط والغاز القابل للتسويق باسعار تجارية من الابار الفردية او مجموعة ابار ضمن حقول محددة هي ليست مسوؤلية ادارية او محاسبية فقط وانما هندسية ايضا لكن ضمن الحدود الاقتصادية لاسعار النفط والغاز وتكاليف التشغيل والاستثمار.
وعليه فان عملية التنبؤ هو جزء أساسي من إعداد أي تقييم اقتصادي لا يتم انجازه عن طريق الاستشارات او توقع المستقبل فقط وانما من خلال تقييم الماضي والتحقق من الظروف الحالية وعكسها على ظروف المستقبل بناء على افضل المعلومات المتوفرة وقت اجراء عملية التنبؤ، نظرًا لأن التنبؤ يعتمد على أفضل البيانات والمعلومات المتاحة في وقت معين ، فقد يكون من الضروري تغيير التنبؤ عندما تتوفر معلومات إضافية أو عندما تتغير الظروف، الشيء الوحيد الذي يمكن قوله عن التنبؤ هو أنه من غير المرجح أن يتنبأ بدقة بما سيحدث بالفعل بل توقعات نادرة وقليلة تثبت صحتها تماما، لكون في اغلب الاحيان تكون التوقعات اما متفائلة او متشائمة، على الرغم من ان الاستنتاجات السابقة التي رجحة على توقعات غير دقيقة الى حد ما، إلا أنه لا يزال من الضروري إجراء عملية التنبؤ بناء على التوقعات وبدونها لا يمكن إكمال التقييم الاقتصادي الصحيح.
هناك العديد من التوقعات التي يجب إجراؤها أثناء التحضير للاستكشاف وتقييم الإنتاج النموذجي. من الضروري التنبؤ بتوقيت إنتاج النفط والغاز والمياه. لتحويل إنتاج الهيدروكربون إلى إيرادات ، سيكون من الضروري إعداد تنبؤ لأسعار الوحدات المنتجة والايرادات التي سيتم استلامها عند بيع المنتجات، ايضا من الضروري تقدير حجم وتوقيت النفقات الرأسمالية والتشغيلية التي سيتم تكبدها لتوليد الإيرادات المتوقعة، كما يجب مراعاة هذه التكاليف التي سيتم انفاقها ليس فقط في ظل الظروف الاقتصادية السائدة وقت إجراء التقدير، ولكن أيضًا في ظل الظروف الاقتصادية المتوقعة للمستقبل. وبالتالي من المهم التنبؤ بالتغيرات في الأسعار بسبب التضخم أو الانكماش والعرض والطلب والتقدم التكنولوجي الذي يؤدي الى تتصاعد بعض الأسعار بسرعة أكبر من التضخم العام في احيان كثيرة، في حين أن البعض الآخر قد يتصاعد بشكل أبطأ بسبب الطبيعة الفردية للسلعة أو الخدمة المعنية.
من الجدير بالذكر يُظهر البترول باعتباره سلسلة لا نهائية تقريبًا من خليط الهيدروكربونات المختلفة في حالتها الطبيعية ذات مجموعة واسعة من الخصائص الفيزيائية. تكون لهذه الخصائص تأثير قوي على معدلات الإنتاج والسعر المستلم عند البيع ، لذلك يجب أخذها في الاعتبار عند التنبؤ بالإنتاج والمعدلات والتدفق النقدي.
مكونات خليط الهيدروكروبنات هي:-
1- زيت خام ثقيل.
2- زيت خام اعتيادي.
3- زيت متطاير.
4- غاز مكثف.
5- غاز جاف.
معدلات الانتاج:
هناك العديد من أوجه التشابه بين التنقيب والإنتاج في جميع أنحاء العالم للنفط الخام والغاز الطبيعي والتي لا تعرف حدودًا دولية بسبب الجيولوجيا البترولية ليس لها حدود للجنسية أو المنطقة.
في معظم البلدان العالم تكون جميع المعادن (بما في ذلك النفط الخام والغاز الطبيعي) مملوكة للحكومة، باستثناء الولايات المتحدة وكندا فأن جزأ من ملكية المعادن الموجودة في الأرض قد تكون مملوكة للقطاع الخاص، حيث يجوز لمالك الارض تاجير حقوق التنقيب والانتاج مقابل دفع رسوم ومكافات تقدر على اساس كمية الانتاج، وفي بعض الاحيان تاجر الاراضي بموجب عقد ايجار للنفط والغاز لمدة محددوة او اجل مسمى مقابل مبلغ ايجارسنوي.
يتم تحديد معدل إنتاج الحقل من خلال عدد الآبار والقدرة الإنتاجية للالات والمعدات الإنتاج، وعادة تعتمد وفقًا لتقديرات مشغلي الحقل حسب ما تتوفر من معدات إنتاج مناسبة، وفي بعض الاحيان يتم حفر ابار قليلة ذات انتاجية منخفضة او تتوفر الالات والمعدات محدودة لكنها ستحقق انتاج مساوي لحقول الكبيرة لكن بمدة اطول بكثير.
من الناحية العملية غالبًا ما تتحد العوامل الاقتصادية والسياسية وعوامل السوق لتحديد اختيار معدل الإنتاج بعد استدعاء مهندس البترول لتقديم تقدير للاحتياطيات أو تقديرات الاسترداد النهائي للنفط والغاز من ملكية أو حقل معين، حيث يعتبر حساب احتياطيات النفط والغاز وإنتاج المعدلات السنوية لاستخراج النفط من أكثر الجوانب أهمية وتطلبًا في أي توقعات للتدفق النقدي، حيث يجري باستمرار تطوير أساليب الحساب والنماذج الرياضية المعقدة بشكل متزايد، يتم تطبيقها في جهد مستمر لتحسين دقة توقعات الإنتاج والاحتياطي.
التخلي عن الحقل او(الهجر) والحد الاقتصادي:
من اجل التخلي عن الحقل الانتاجي او هجره في وقت مبكر من عمر حقل النفط عندما لا تزال هناك وفرة من طاقة الخزان الأولية ، سيكون هناك انخفاض طفيف أو معدوم في معدل الإنتاج اليومي. قد تكون فترة هذا الإنتاج المستمر محدودة بعدد الآبار المنتجة وقدرتها الإنتاجية ، ومحدودية معدات الإنتاج وخطوط الأنابيب ، أو من خلال التناسب الحكومي عندما تبدأ إنتاجية المكمن او الخزان في الانخفاض والتي عادة ما تكون عدة سنوات بعد الاكتشاف الأول.
تصبح مسألة توقعات الإنتاج أكثر تعقيدًا وبشكل خاص عندما يتم تقييم الآثار المحتملة للتغيرات الهندسية المتوقعة في بئر أو مجموعة من الآبار، الطريقة الأكثر شيوعًا لهذه الأنواع من التنبؤات هي طريق تحليل منحنى الحدود الاقتصادية، من المهم معرفة متى سينتهي إنتاج الهيدروكربون وفي معظم الحالات سيتم التخلي عن الإنتاج قبل أن يتوقف لأسباب طبيعية ، لأن الإنتاج سينخفض إلى المعدل الذي يكلف فيه إنتاج الهيدروكربونات أكثر مما تستحقه تلك الهيدروكربونات هذا هو “الحد الاقتصادي”.
ويقصد بالحد الاقتصادي عندما تكون تكاليف الإنتاج مساوية لقيمة الهيدروكربونات المنتجة إن الاستمرار في الإنتاج بعد هذه النقطة سيؤدي إلى خسارة اقتصادية.
لذا عندما هناك كمية محدودة من الهيدروكربونات التي يمكن إنتاجها من أي بئر أو مكمن أو حقل. يشار إلى هذا بشكل عام “الانتعاش النهائي” ويساوي الاحتياطيات قبل بدء الإنتاج مع كمية إنتاج الهيدروكربونات ، وبعدها ستنخفض الاحتياطيات مع زيادة الإنتاج التراكمي، لكن مجموع الإنتاج والاحتياطيات التراكمية دائمًا يساوي الاسترداد النهائي المقدر في ذلك الوقت هذا لا يعني أن تقدير الانتعاش النهائي لا يمكن أن يتغير لأن هذا سيحدث بالتأكيد.
كما يتم تقييم أداء الإنتاج ولكن هناك استرداد نهائي واحد “حقيقي” لكل وحدة منتجة نظرًا لوجود حجم محدود من الهيدروكربونات التي يمكن إنتاجها من وحدة إنتاج، فإن هذا يعني أنه في مرحلة ما من العمر الإنتاجي سينخفض معدل الإنتاج أيضًا ويصل في النهاية إلى الحد الاقتصادي.
يجب أن يستند حساب الحد الاقتصادي إلى الإيرادات المتبقية بعد دفع جميع المستحقات بالقيمة السوقية المتوقعة للنفط والغاز عند التخلي، كما يجب أن تقتصر نفقات التشغيل على نفقات التشغيل المباشرة في وقت التخلي ما لم يتم تحقيق وفورات في النفقات غير المباشرة من خلال التخلي، لا ينبغي أن يكون من الضروري إجراء هذا الحساب على أساس ما بعد ضريبة الدخل لأن الربح الصفري لا ينبغي أن يتحمل التزام ضريبة الدخل، سيؤدي التخفيض في تكاليف التشغيل المباشرة إلى تقليل الحد الاقتصادي بشكل مباشر لإطالة عمر إنتاج بئر أو حقل وإضافة احتياطيات، من الشائع بالنسبة لمشغلي التكلفة العالية بيع الممتلكات المنتجة عند اقترابها من الحد الاقتصادي.
العناصر الاساسية لاحتساب الحد الاقتصادي.
1- سعر البرميل.
2- كمية الانتاج.
3- تكاليف التشغيل المتغيرة
4- التكاليف الثابتة.
5- هامش الربح.
من خلال هذه العناصر يمكن الوصول الى كميات الانتاج التي تحقق حالة تساوي الايرادات مع اجمالي تكاليف تشغيل ابار النفط هذا ما يسمى بالحد الاقتصادي، وعند زيادة كميات الانتاج عن الكميات المحددة السابقة تتحقق الابارح في حالة انخفاض كمياتها تتحقق الخسارة.
يتعين على كل حقل نفطي تحديد الحد الاقتصادي لما له من فوائد عديدة كالسيطرة على التكاليف الثابتة والتكاليف المتغيرة ومعرفة مدى تاثيرها زيادة ونقص كلاهما على ايرادات وارباح الحقل، وكذلك معرفة تحديد حجم انتاج النفط الذي يحقق الربح حاليا ومستقبلا، والمساعدة في اتخاذ قرار تغير معدلات الانتاج عند زيادة اوانخفاض ألآسعار.
ومن الله التوفيق