لعل عنوان المقال يوحي الى الغرابة بعض الشيء لكن الوازع الأخلاقي دفعني الى ان أكتب ما يجول في خاطري وما يعتصر فؤادي الما”من الحالة التي وصلنا اليها من انحلال في القيم والمبادئ التي تربينا علينا في سالف السنوات منذ نعومة اظفارنا الا وهي عدم إحترام المعلم الذي يعد الأداة الأولى لتبصير الإنسان إلى عالم المعرفة وبناء الشخصية لأن الطفل خامة بيضاء يكتب عليها المعلم ما يشاء وهو الأب الثاني للتلميذ وما يدور الآن مع الاسف في مؤسساتنا التربوية كأننا في غابة من الانفلات الأخلاقي تجاه المعلم وضياع هيبته هو سوء تربية الوالدين وعدم تعليمهم احترام المعلم أو حتى المدرسة بالاضافة الى سلوك الوالدين في بعض المواقف التي تحتم تدخلهما في المدرسة فعندما تحدث مشكلة معينة من قبل التلميذ اويرغب المعلم في تاديبه أو عقابه بالأساليب التربوية يعترضان بشدة ويثوران ويوجهان اللوم والعتاب للمعلم وإدارة المدرسة وقد يتطاولان لفظيا”على المعلم بحضور التلميذ ما يشجعه وإن كان مخطئا”على التمادي في أخطائه والامثلة كثيرة على الاعتداء الجسدي على المعلمين .
فيمكن أن نلخص بعض الأسباب التي أدت ضياع التعليم منها على سبيل المثال لا الحصر هي عدم إدراك قيمة التعليم والمعلم في المجتمع بصورة عامة وتراجع مستوى المناهج الدراسية وعدم ثقة المواطن بالمؤسسة التربوية والتوجه الى التعليم الاهلي والنقص الحاد في الملاكات التعليمية والاعتماد على المحاضرين المجانين من غير الاختصاص إضافة الى تسلق بعض الفاشلين الى قيادة المؤسسة التربوية نتيجة للمحاصصة السياسية بعيدا”عن الكفاءة والإختصاص وتهالك بعض الأبنية المدرسية التي لا تصلح للعملية التربوية وتعتبر بيئة نافرة للتلميذ وتفاقم اعداد التلاميذ في الشعبة الواحدة وضعف شخصية بعض المعلمين وتدني مستوياتهم العلمية وإنشغال بعض المعلمين بأمور جانبية أثناء الدرس ناهيك عن المحسوبية والمنسوبية واساليب المجاملة الرخيصة في معايير التقويم والامتحانات وبات الفساد سيد الموقف وتفشي ظاهرة الغش في الامتحانات العامة إضافة الى عودة ظاهرة التسرب من المدارس نتيجة لضعف الحالةالمادية التي يعيشها التلاميذ كونه المعيل الوحيد للعائلة وهذا غيض من فيض فيما يجري داخل المؤسسة التربوية يوميا”.
وعليه فالتعليم في العراق خارج التصنيف العالمي لعدم حصولها على أبسط معايير جودة التعليم وفق المقاييس التربوية وبعيدا”عن لغة الأرقام فهناك معلم وراءكل فيلسوف ومخترع وعالم وكل فكرة عظيمة ظهرت في التأريخ وما أشرقت في الكون حضارة الاٌ وكانت من ضياء معلم .
لكم معلمينا منا كل الثناء والشكر والتقدير بعدد قطرات المطر وألوان الزهر وشذى العطر على جهودكم الثمينة والقيمة من أجل تعليمنا وتربيتنا ولو لا كم لما وصلنا لما نحن فيه .
واختم بقول أمير الشعراء احمد شوقي (قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا ).