طلب مني احد الرجال الذين اكن لهم في قلبي معزة واحترام ، ولأني اعرف معدن هذا الرجل الاكاديمي في جامعة الانبار ، ولأصالته ووطنيته التي اعهدها استسلمت لمطلبه رغم انني اجد نفسي اصغر من ان أصف بقلمي ومشاعري البسيطة مدينة الرجال والدلال … الانبار
هناك فرق شاسع بين من يختار الكرامة عنوانا للحياة ، وبين من يختار الحياة عنوانا لوجوده ، الكرامة والحياة كلاهما قرينان للأخر ولكن لا تحيا الرجولة ولا تحلو الحياة من دون الكرامة ، ولعل كلام امير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا ” خير دليل على ان الانسان هو من اعظم مخلوقات الله على الوجود ،
ان ما يحصل في الانبار من هجمة حقودة صفراء يراد منها الاذلال والخنوع تحت أي وسيلة او ذريعة ممكن ان تجعل حاضرة بني العباس ان تقبل بالاستسلام رغم علم الطرف الاخر ان حثالة من يدعون انهم يتحدثون نيابة عن الأنباريين لا يمثلون الا انفسهم المريضة التي اختارت لنفسها طريق الذلة والهوان ،فتوهم الذين في اذانهم وقرُ ان أبناء الانبار الذين ارضعتهم امهاتهم الرجولة من حليب صدورهن ، يمكن ان يساوموا المبادئ والكرامة على حساب الانحناء امام جبروت الطاغوت الذي يغدق الأموال والهدايا ليشتري ذمم الضعفاء والمعوزين .
توهمت سلطة المنطقة الخضراء التي جعلت نفسها حبيسة اسوار من الركائز والدعامات الكونكريتية انها قادرة ان تغتال الحرية والرجولة والنخوة التي قاتلت جنود المارينز وقهقرتم في وحل الهزيمة حتى بات جنود الاحتلال يتمنون ان يصابوا بمعارك الفلوجة والانبار كي يتم نقلهم او ابعادهم من مواجهة الموت المحتوم عل ايدي ابطال المقاومة ، بل تعدى الامر الى اكثر من ذلك فبعض جنود الاحتلال اطلقوا الرصاص على انفسهم خشية الاستمرار والمشاركة في القتال ، لانهم تيقنوا ان اهل الانبار لا يمكن ان يكونوا الا رجال قساة في المواجهة والقتال .
واليوم يتكرر المشهد ولكن وللأسف الشديد مع أبناء العمومة الذين زجوا في معركة خاسرة لإيراد منها سوى إراقة المزيد من الدماء بين أبناء البلد الواحد ، اما الطاغوت فانه يتربع على صدور العراقيين الذين يبحثون كل يوم على الحقيقة فلا يجدوا مبصرا لنورها سوى دكتاتور يتسلط على الأموال فينهبها وعلى المدن فيحاربها وعلى الطوائف فيفرقها وعلى القلوب فيكسرها وعلى الضمائر فيشتريها فتوهم ان بجبروته سوف ينتصر ، لكنه توغل كثيرا في توهمه ولم يدرك ان شعب الانبار يسعى الى الخلاص والحرية من كل القيود وان صوتهم اعلى من صوت الحاكمين المتجبرين الذين اورثوا لأوطانهم الخراب والدمار .
السلام على أصحاب العزة والنخوة والغيرة العراقية … السلام على من رقص على اكتاف الموت كي يحيا بعز وكرامة … ولا سلام على الذين يسفكون دماء الأبرياء بقذارة افعالهم الدنيئة والرخيصة