( كتاب My year in Iraq والذي هو عبارة عن سرد لما حصل مع السفير بريمر في العراق )
بدءا فهو يقول ان الفكرة طرحت عليه ولم تكن فكرته ثم انه استعان بكاتب شهير او ربما الاشهر في مجال التدوين ما يدل على ان الكتاب مهمة اخرى طلبت منه مكملة لعمله في العراق ولربما يفسر ذلك ما سيتم تناوله في هذا العرض للكتاب.
منذ الاسطر الاولى تلحظ انه عمد لسرد تفصيلي وجدته بعض الاحيان مملا فهو قد بدا بتفاصيل عائلية صغيرة لا ضرورة لها كعلاقته بزوجته وعمرها ومشاعره تجاهها وهذه امور ليست في صلب الموضوع وان كنت قد ايقنت ان افتراءاتهم على العرب المسلمين داحضة فهو ذو ال٦٢ عاما متزوج من سيدة تصغره ب٢٤ عاما…في طريقة كتابته الموغلة في وصف المشاعر الانسانية له ولاقرانه جعلني افكر انه يبدو كمن ذهب في نزهة على ضفاف دماء العراقيين!!
ففي الوقت الذي حاول فيه اضفاء الصورة الملائكية على قوات الاحتلال فهو قد اضفى صفة التخلف والهمجية على الشعب العراقي، ..ناسيا او متناسيا انهم هدموا البلد .
اضافة الى تضمين الجانب الديني في اشارته الى انه يتحمل هذه المعيشة البدائية وبعده عن عائلته ارضاءا للرب في حين ينكر حق العراقيين في المقاومة دفاعا عن الارض والعرض والمقدسات، ناهيك عن اصراره على تسمية الاحتلال تحريرا!
لعل اول ما لفت نظري التأكيد منذ الصفحات الاول وبدون سبب وفي سياق وصفه لوجود قطعاتهم على التقسيم الطائفي والعرقي وعلى ان نسبة السنة العرب ضئيلة جدا لا تتجاوز ١٩ %والاشارة الى عدم احقيتهم بالحكم وانهم سيطروا عليه لعقود في اثارة مبطنة للطائفية والبغضاء وهو الوتر الحقير الذي عزفت عليه اميركا ومن معها، وانه كرر هذا المعنى كثيرا في كتابه حتى اوصل نسبة العرب السنة الى ١٠ بالمئة فقط من نسبة السكان مشيرا الى تغولهم على الاخرين واغتصاب حقوقهم ..وهذه اضافة لكونها معلومات مغلوطة لكنها تدل بوضوح على ان النهج الطائفي لم يكن وليد لحظة وانما هو خطة مدروسة بأحكام.
لعل ابرز ما لفت انتباهي في الفصل الثاني اعترافه مرغما ببعد شبح المجاعة التي كانت الولايات المتحدة تخشى بزعمه على الشعب العراقي منها وبعدم حاجة العراقيين لإنقاذ سريع من المجاعة لان ووفقا لعبارته، فان صدام حسين وزع للشعب المواد الغذائية الأساسية ل٣ اشهر.
و لا ادري كيف عرف ان الجيش العراقي يتكون من ٧١٥ الف مقاتل ٤٠٠ الف منهم شيعة، وان الضباط كانوا من السنة والجنود ال٤٠٠ الف هؤلاء يعانون من بطش الضباط السنة ولكن ذلك يندرج ضمن دسه السموم في كتابه وتكرارها.
ثم يعود ليدعي زورا ان قوات الاحتلال طلبت من الجيش العراقي ان يبقى في مواضعه لكن الجنود الشيعة وبزعمه انهم الاغلبية لم يتحملوا بسبب ما عانوه من الضباط السنة !!! ووفقا للبنتاغون فان الجيش العراقي حل نفسه! نحن شهود على المرحلة وكل هذا لم يحصل بل ان الجيش ترك مواقعه بعد الهزيمة ولم يدع بل ان الضباط تظاهروا من اجل رواتبهم….وانا اكتب تذكرت جاري ابو جلال الضابط الشيعي وغيره من الضباط وتذكرت ابو عبير صديق والدي وكل جماعته من ضباط زيونة وجميعهم باستثناء والدي شيعة!!
قبل ثلاث سنوات اصدرت كتابي الاول والذي اسميته Illusion of freedom… اي وهم الحرية وكتبت في اول مقطع سردي لي فيه ان الحرية التي جاءتنا بها اميركا هي الطائفية في اشارة الى ان لا ديمقراطية بل سعي لتفكيك المجتمع وكتاب بريمر هذا يؤكد ما ذهبت اليه.
النقط مقابل القصور . هذه العبارة في كتابه كانت قاسية الوقع علي بالرغم من حقيقتها فقد ذكرها في سياق متهكم وهو يسكن هو ومن جاء معه في هذه القصور .
عرج على انتخابات جامعة بغداد للقيادات الجامعية والتخوف من فوز بعثيين، وهذا ايضا ضرب للديمقراطية التي يدعون انهم جاءوا بها.
عند زيارته لمدينة الطب وبالرغم من ذكره لاسم مديرها العنبكي وللقب دلالاته، الا انه وبعد ان اغاضني باعتباره طلبه للرواتب استجداء جنبه اياه بسرعة استجابته عاد لاسطوانته الطائفية ليقول ان معظم الاطفال الذين ماتوا جراء الحصار والراقدين في المستشفى هم من الشيعة لان صدام والبعثيين حرموهم حتى البطاقة التموينية ، وليس دفاعا عن النظام السابق وانما اقرارا للحق فاني كنت طالبة ماجستير بعد حرب الخليج الثانية وكان معنا زميلي موفق ابن البصرة ولم يذكر يوما حينها ان البصرة غير مشمولة بالبطاقة التموينية.
يعود في الصفحة ٥١ ايضا ليذكر التقسيم الطائفي والعرقي ويشير لحكم الاقلية العربية السنية في ظل العثمانيين والبعثيين متخطيا كل الحقب الاخرى!! وبذلك فان إصرار اميركا على التصعيد الطائفي يبدو جليا في الكتاب فقد عاد اليه اربع مرات او اكثر في الخمسين صفحة الاولى !!!
ثم يعود في الصفحة ٥٢ ليشير الى ان قيادات البعث كانت سنية!!! وان البعث قضى على القطاع الخاص وقتل الاقتصاد وجعله يعتمد على تصدير النفط فقط!!متناسيا عن قصد ان الصناعة العراقية كانت سيارات وجرارات وشاحنات قبل الحصار وأصبحت صناعة عسكرية في ظل الحصار وان مزبان خضر هادي ونعمة فارس المحياوي وسعدون حمادي وعبد الجيار محسن وغيرهم من قيادات الدولة والبعث شيعة من الجنوب بما فيهم وكيل وزارة الثقافة في الثمانينيات من القرن العشرين معاذ عبد الرحيم .
ثم يعود في الصفحة ٥٦ ليؤكد النهج الطائفي الاقصائي بقوله ان قانون اجتثاث البعث يشمل ١% من البعثيين وهم بحدود ٢٠٠٠٠من السنة العرب المتحمسين للبعث!
يطالعنا في الفصل الثالث من الكتاب بجولته ورحلته الى بابل فيعرج بل ويجعل معظم تركيزه على المقابر الجماعية، ركز عليها في وصفه لطريق ذهابه الى الحلة ووصفها مدعيا ان فيها رفاة عائلات قتلها الجيش العراقي الذي عاد مهزوما من حرب الخليج عام ١٩٩١في قمعه لانتفاضة الشيعة ضد صدام
وصف لقائه مع فرقد القزويني وتحدث عن تحريره للمسجد وطلبه ان يحول الى جامعة مدعيا كالعادة اغتصاب السنة للمساجد!!
وكمتصهين او كسائح ابدى رغبته في زيارة الجنائن المعلقة والتي كانت صدمة له اذ انه لم يجدها وانما وجد ما يشبه دزني لاند بناها صدام على انقاضها !!!
كعادته بالعودة لموضوع الطائفية كلما تمكن من دسها تكلم عن الحلة وانها من الحواضن الشيعية ثم عاد ليذكر حرب الثمان سنوات وكيف قاتل الشيعة من الجنود ايران الشيعية دفاعا عن نظام صدام ولا ادري ان كانت الرابطة للوطن ام المذهب وان كانت للمذهب على حساب الوطن فما فرق ذلك عن الجماعات الارهابية المتطرفة؟!
وكعادته ايضا في التباكي على الكرد كلما تباكى على الشيعة وعطفا على موضوع المقابر الجماعية ذكرحلبجة وكيف قتل الجيش العراقي فيها البيشمركة ومن كان معهم من السكان المدنيين
ويعود مرة اخرى ليتباكى على العراق الذي دمره حكم صدام ل ٣٠ عاما مع ان صدام حكم ٢٤ عاما لكن يبدو ان هذه العبارة ايضا مما كان قد تم التوافق عليه في مؤتمر لندن!
في حديثه عن حل الجيش السابق ضمن كلامه اكاذيبا كثيرة منها ان الحيش لم تبق في وحداته حتى الطابوقة على الاخرى وان بناء جيش جديد يماثل اعادة الجيش السابق في كلفته المادية و اللوجستية معرجا على اعداد الجيش السابق وان اميركا تريد بناء جيش يكفي للدفاع عن البلد فقط
ولابد ايضا ان يعود لما درج عليه فعاد ليكرر اكاذيبه ( سيطرة الضباط السنة. جيش سني ) واصفا الجيش السابق وبقاياه التي تقاتل المحتل بانهم قادة حرب ومليشيات !!
ثم عرج على رفض الكرد والشيعة لإعادة الجيش. مدعيا ان .اعادة الجيش السني وصفة لحرب اهلية!
وعد اعطاء رواتب للجيش العراقي السابق اعطاء رواتب لمن كانوا يقتلون الشباب الأميركي !!!
ولا ادري ان كان المفروض الا يقاتل الجيش العراقي الغزاة ليستحق تقاعدا ام ماذا؟ ثم بشير الى ضرورة ان يشكل الجيش العراقي الجديد من المليشيات المعادية لصدام!!!
مدعيا في السياق ذاته ان الشيعة والاكراد لم يكونوا يشعرون بالانتماء الى بلدهم لان نجاة احدهم من الاعدام كانت تعد نصرا! ومؤكدا على قول جلال طالباني. افضل قرار لسلطة الائتلاف كان حل الجيش!!
وان مسعود بارزاني في اربيل شكره على حل الجيش ويؤكد رفضه تشكيل جيش نواته الجيش السابق.
كما يقول بريمر انه وعد الحكيم بدمج بدر في الجيش الجديد وان تكون القيادة شيعية وانه وفى بوعده!
في وصفه لزيارته لمصفى الدورة اظهر المصفى على انه بحالة مزرية ولا ادري كيف اذا كان يوفر حاجة البلد قبل الاحتلال مدعيا ان مهندسا هناك اسمه دشار خشاب، اكد له ذلك مشيرا الى ان المصفى كان قد بناه الاميركان..
وفي سياق حديثه غير المنصف عن الاقتصاد العراقي الذي يقول بانه انهار باستلام البعث للسلطة _ وهذا مجانب للحقيقة ففترة البكر شهدت التأميم وانطلاق خطط تنموية فعالة _ وبتناقض واضح الهدف منه ما درج عليه في الكتاب من انتقاد السياسات الاقتصادية للنظام السابق ومظلومية الشيعة فوقع فهو بذكر استلام الدولة للحبوب من المزارعين بأسعار تفوق السعر العالمي ثم بعود ليقول ان المزارعين اغلبهم شيعة وان حكومة البعث قطعت عنهم المياه فاشترى منهم هو الحبوب بسعر اكبر لإرضاء واستمالة الشيعة كما ذكر!!!
في حديثه عن الاوضاع الامنية للعراق ومنذ البداية أسقط حق الشرفاء بالدفاع عن بلدهم و اسمى المقاتلين المطالبين بحرية بلدهم إرهابيين دون تمييز بين المقاومة والتي هي حق الشعوب والارهاب الذي هو صنيعتهم وربيبهم.
في الفصل الرابع الذي يتحدث فيه عن تشكيل مجلس الحكم عاد مرة اخرى الى تأكيده على مظلومية الشيعة ..وانه ذكرهم بفتوى الجهاد ابان حكم البريطانيين وكيف حولت الحكم للسنة الذين تمتعوا بالحكم مع انهم اقلية في زمن العثمانيين والانكليز ثم البعث وذلك في سياق محاولته لحثهم للتعاون معه في تشكيل الحكومة. تلك الحكومة التي كان اساسها ما يسميه مجموعة ال٧ وهي احزاب مؤتمر لندن والتي كانت تحاول عدم اضافة اعضاء لمجلس الحكم من خارجها وتحركات الجلبي والحكيم ومحاولتهم ان يقتصر الحكم على ٧، و تأكيداته على ان الاغلبية في مجلس الحكم ستكون للشيعة لإنهاء مخاوفهم من توسيع المشاركة من الاطياف الاخرى.
و ذكر رفض طالباني اولا الاشتراك في مجلس الحكم ثم انه عاد فقبل المشاركة بشروط منها التمتع بإقليم .
حاول ايجاد قيادات سنية لتمثيل هزيل للسنة بدعوى المشاركة الديمقراطية فحصل تواصل مع شيوخ شمر والذين عبروا عن ترحيبهم بالمشاركة ووعدوه انهم لن ينقضوا الولاء له قبل ابلاغه .
عرج على نقطة مهمة وهي مرجعية الشيعة وعدم وجود مثيل سني لها ، وبالنسبة لعمله فان وجود المرجعية الشيعية سهل له التعامل مع المجتمع الشيعي المؤتمر بأمرها بدء من عدم قتال القوات الغازية مرورا باختيار الشخوص للحكم.
وضمن سعيه لتوسعة مجلس الحكم وبحثه عن شخصيات سنية واخرى مدنية بدا ايضا انحيازه فقد رفض الشخصية الشيوعية التي اقترحت عليه بحجة انه بعقلية اشتراكية وعاد ليوافق على حميد مجيد موسى الذي يذكر هو انه شيعي خاصة انه وعد الاحزاب الشيعية ان تكون الاغلبية في مجلس الحكم شيعية.
اضاف اعضاء اخر لمجلس الحكم منهم الباججي والشريف بن الحسين والياور، وسلامة الخفاجي وعقيلة الهاشمي دعية المظلومية والتي كانت مديرا عاما في وزارة الخارجية قبل الإحتلال والطبيبة رجاء الخزاعي وثلاثتهن من المكون الشيعي المظلوم ولا ادري اين تكمن المظلومية وها هو يختار ٣ دكتورات شيعيات ..واضاف اليهن تركمانية ولا سنية في المجلس. وانا هنا اسجل للتاريخ مظلوميتنا الحقيقية . اضافة الى اصراره على عدم تمتع النساء بحقوقهن ولا ادري اذا من اين جاء بالدكتورات الشيعيات ؟!!
من ملاحظة اطلاعه التام على تاريخ العراق بأبعاده الطائفية التي اجهلها انا بنت البلد دليل حتمي على التخطيط الاميركي للعب على ورقة الطائفية حيث غذي المرشحين للعمل في العراق بهذه التفاصيل.
وجاء اصرارهم على ان يكون ١٠ من مجموع ٢٠ عضوا في مجلس الحكم شيعة وتكراره عبارة في اقناع القادة الشيعة للمشاركة ..لا تكرروا خطا عام ١٩٢٠..ثم التهميش الاول بان يكون المتحدث باسم المجلس الاكبر من الاعضاء الشيعة خلاف المتعارف عليه من انه اكبر الجميع كل ذلك يبدو مبرمجا لإثارة غضب الشارع السني.
في الفصل الخامس استوقفني ذكره لسؤال موفق الربيعي له عن نيته الزواج من عراقيات بعد ان تحدثت الصحف عن ذلك وجوابه بانه متزوج من الحد المسموح به في ديانته!!
بالرغم من انه انتقد عمل مجلس الحكم قائلا ان عملهم لا يبدا قبل العاشرة وساعات عملهم في الاسبوع اقل مما يعمل افراد سلطة الائتلاف المؤقتة يوميا الا ان ما تم تناقله من انهم عندما سألوه عن رواتبهم اعتدل في جلسته وما الى ذلك لا وجود له في الكتاب بل انه امتدح شخصيات كثيرة منهم لا اريد ذكرها كي لا اروج لها، لكنه ذكر ان المجلس كان بطيئا في كل شيء الا في اقرار رواتبهم وان اللجنة التي شكلها الجلبي اقترحت راتبا سنويا لكل منهم مقداره٥٠ الف دولار اضافة الى الوقود المفتوح علما ان راتب الوزير كان ٤٠٠٠ دولار ، ووفقا لسعر الصرف حينها فالراتب المقترح ١٢ مليون ونصف شهريا!!
في الوقت الذي يعترف فيه باحتجاز عدد كبير من الأبرياء لشبهة او تحسبا من ضرب القوات الاميركية والعدد الذي ذكره للمحتجزين في اب ٢٠٠٣ هو ٤٠٠٠.فانه يذكر اجرام صدام في سجن ابو غريب !!!وفي الوقت الذي يحتجز فيه الابرياء لا تنفذ المذكرة الصادرة بحق غيرهم وتبرير الاحتجاز بأدنى شك بعبارة حتى لا يقتل جنودنا!!
في خطابه للعراقيين وعدهم بالاتي:
مستقبل من الامل
الكرامة
السلام
الرخاء
ستكون لكم اوقات ممتعة مع الاهل والاصدقاء
دخل محترم
تحكمون انفسكم
لم يتحقق منها شيء بل ان العراقيين لم يتمتعوا باي منها.
عندما تحدث عن الوضع الأمني في الفصل الخامس اطلق على المقاومين تسمية Bad guysبينما الامريكان متطوعين وفي ذلك قلب للحقائق.
اشاد بمهنية نوري البدران ورغبته الاستعانة بضباط الحرس الجمهوري واشاد بوزير العدل هاشم الشبلي الذي عده من القيادات السنية الفاعلة…والحديث هنا ضمن السياق الامني فاصر على مقولة جئنا محررين لا محتلين !!
في الفصل السابع اخطاء لا اعرف كيف وقع بها فلا ادري لماذا نسب سمير الصميدعي الى الانبار وهو ابن ديالى وكان كثير التردد عليها ولماذا ذكر ان مولد البعث في نيسان ١٩٥١ وهو في ١٩٤٧ ولماذا اشرك مع مقتدى احمد الكبيسي ونحن نذكر ان تعاونه كان مع الهيئة والراحل حارث الضاري قبل الفتنة .
ان تبريره لحملتهم على العراق بعد افتضاح قضية عدم وجود اسلحة الدمار الشامل بانه يكفي اسقاط صدام وهي نفس كلام الجلبي ادانة للعدوان وفضح لأهدافه.
في الفصل الثامن نطالع العبارة الاتية :
The basic problem for them is the prospect that the shia might retaliate for what the sunnis did to them for a thousand years
وترجمتها انهم يخشون من رد الشيعة على ما فعله بهم السنة خلال الف عام … وهنا اترك لكم التعليق!!!
تحدث في الفصل التاسع عن محاولة اغتياله من قبل جماعة الزرقاوي وتحدث عن اعتقال راس النظام السابق وكان سردا لما ظهر في الفضائيات واغاضتني عبارته son of a b…..ch لان العراقية عندي خط احمر ايا كانت ومن تكون لكن كل اناء بما فيه ينضح .
لا ادري من خوله الكلام بلسان جميع العراقيين ليعبر عن فرحتهم باعتقال رئيس النظام السابق سوى انها محاولة منه لإضفاء صفة الترحيب التام من العراقيين بالغزو الاميركي كما لفت نظري انه يستعمل it وليس heمع صدام!!
و في وصفه لمجريات زيارة اعضاء من مجلس الحكم للرئيس السابق يقول بريمر انه يحاول ان يفرقهم طائفيا في كلامه مع الباججي ، مع ذلك فهو قد نقل عنه انه رد على سؤال الباججي لماذا غزوت الكويت بتذكيره عن كتابه بشان المحافظة ال١٩ وانه رد على لعنات موفق الربيعي و قوله كيف ستواجه ربك بقوله كمؤمن !
في حديثه عن تشكيل الحكومة المؤقتة وقانون ادارة الدولة ذكر في الفصل العاشر مخاوف العرب السنة والكرد من تحكم المرجعية بمستقبل البلد.
وعند حديثه عن معركة الفلوجة وعصيان جيش المهدي وبروز الحاجة للاستفادة من خبرات الجيش السابق بعد اخفاق الحرس الوطني عاد الى الإصرار على ان الجنود شيعة والضباط سنة يعاملوهم بوحشية وان الشيعة والاكراد لن يتقبلوا عودة جنرالات الجيش السابق.
الفصول من ١١ الى نهاية الكتاب كان سرده تفصيليا لعمله وسلطة الائتلاف في المجال السياسي والذي يهدف لتسليم السلطة لعراقيين يختارهم الاميركان بشروط من ضمنها موقفهم من بقاء الفوات الاميركية في العراق.
المني الاصرار على ان المرأة العراقية كانت متخلفة ومحرومة من حقوقها وهذه مغالطة كبرى فالمرأة كانت في اعلى هرم السلطة ودوائر الدولة والجامعات وانا نفسي كنت قد اكملت دراسة الماجستير وشرعت بدراسة الدكتوراه قبل الاحتلال بقسم ذكوري هو قسم الجيولوجي وبتخصص الجيوفيزياء الاكثر ذكورية وانا إمرأة بلباس اسلامي وغير منتمية للبعث الحاكم .وفي هذا السياق فاني اذكر اني قرات يوما ان نسبة الجيوفيزيائيات في اميركا لا تتجاوز ال١٠ بالمئة وتدريسيات هذا التخصص في جامعة بغداد لهن وجود وحضور.
في سياق كلامه على الاحداث الابرز مر على مسالة سجن ابو غريب بأسطر فقط وتكلم عن المقاومة في ديالى على انهم رجال مخابرات ونظام سابق طامحين للعودة للسلطة وايضا مر مرور الكرام في حين اسهب في مواضيع مثل قانون ادارة الدولة.
من اوائل بدايات الاقصاء والتمييز والتي تبدو جلية في كتابه ما كنت الاحظه عندما كنا نحضر كناشطين لندوات سلطة الائتلاف المؤقتة من التمييز بين مكونات الشعب العربي ومحاولة تجريد السنة العرب من حتى ابسط الحقوق وقد وجدت تأكيدا على ما كنت أشعر به في كتابه هذا، فهو يقول في حواره مع الوسيط السني لا يمكن اخراج المحتجزين دون ضمانات ويسكت عن ما يقوم به جيش المهدي من تهجير واغتصاب وقتل اقره هو متعكزا على عبارة يكررها…حتى لا يثير حفيظة الشيعة!!
وقد استغل عبارة وكررها دائما للحصول على دعم المرجعيات الشيعية وهي امله الا يكرروا خطا الشيعة عام ١٩٢٠ ليحصل بذلك على دعم شيعي. في حين لا يخفي تهديده واركان الجيش الاميركي دائما لما اسموه بالمثلث السني وقول سانشيز بانه لابد ان يريهم بان الجيش الامريكي افضل صديق واسوء عدو، هذا اضافة لقوله_ بريمر_ السابق للشريف علي بن الحسين بان العرب السنة اذا استمروا بالعنف فانهم لا وجود لهم في مستقبل العراق. وهذا هو الحاصل فعليا اليوم فهم اليوم بين مشرد ومطارد ومعتقل .
عند كتابة قانون ادارة الدولة اصر الشيعة على مطالب كثيرة واصر الكرد على اقليمهم وحاولوا اضافة فقرة تتعلق بكركوك وكان الاميركان حريصون على تحديد صفة لبقائهم بعد تسليم السلطة ولم يطلب الرئيس الدوري لمجلس الحكم محسن عبد الحميد اي مطلب للسنة وهذا يؤكد ضعف السنة في العملية السياسية وعدم تمثيلهم لمصالح ناسهم.
عند عودته لموضوع معتقل ايو غريب يظهر الوجه الكالح للسياسيين بما فيهم الباججي..فجميع من تكلم او نقل عنهم بربمر كانوا يبررون الفعلة الشنيعة ويتهجمون على القنوات بعبارة مفادها لماذا لم يعترضوا على التعذيب في زمن صدام ولا ادري ان كانت اخطاء النظام السابق مبررا لتقبل انتهاك حرمات العراقيين من قبل مغول العصر ومن شايعهم.
الاخضر الإبراهيمي طلب من بريمر ان لا تستنسخ التجربة اللبنانية في العراق اي لا يحدد عرق او دين او مذهب للمنصب مما يشير بوضوح لإدراكه للأمور واخلاصه للمهمة اكثر من الاخرين.
وعن مواقفه يقول بريمر ان الشيعة بما فيهم المراجع كانوا لا يحبذون وجود الابراهيمي في العراق كونه عربيا سنيا!! ويؤكد مرارا رغبتهم في تسليم السلطة للشيعة والاكراد بحجة انهم ممثلون في مؤتمر لندن..ومما آلمني حقا قوله انه اراد ان يكون الرئيس عربيا سنيا لكن جلال اعترض وغادر مخاصما فاغتصب حق مكون ..ويا لغبائنا اذ نترحم لليوم عليه!
كان الابراهيمي قد طرح اسم الشهرستاني كرئيس وزراء ..لكن الاخير قال له انه يرى هو والسيستاني ان يكون رئيس الوزراء سني. لان أيا كان من سيشغل المنصب سيفشل .فليفشل سني.
اما رد بريمر فهو ان ذلك قصر نظر وانهم بذلك يكررون خطا عام ١٩٢٠ والذي دفعوا ثمنه ٨٠ عاما في المنفى!
عندما اقترح على اياد علاوي وزارة الدفاع كانت موافقته مشروطة بانه لن يخدم بأمرة رئبس وزراء ايراني او تابع لإيران في اشارة للشهرستاني
وحين اقترح الابراهيمي لمنصب رئيس الجمهورية الباججي يعترض عليه بريمر لموقفه المتعاطف في معركة الفلوجة!!
ضمن سعيهم الحثيث للتغول فان الأكراد كانوا يريدون منصب رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية كتعويض او مكافئة على بقائهم ضمن العراق!!!
اما الجلبي فوحده حكاية ، من اغاضته للأمريكان ببعض تصريحاته الى انقلابه من علماني الى مؤسسا لأول تجمهر طائفي وهو البيت الشيعي الى فساد اركان حزبه في وزارة المالية الى الحد الذي طلبت الادارة الاميركية تحجيم دوره ومنعه من الظهور الاعلامي في قنواتها.
في الفصل الرابع عشر والاخير تحدث عن ما اسماه التسليم المبكر للسلطة _ واي مبكر وهو قبل يومين فقط _ لتفادي ان يكون المقاومين والارهابيين كما يسميهم قد اعدوا العدة لإفشال تسليم السلطة لحكومة علاوي.. وابرز ما فيه محاولة تزيين صورة المحتل واظهاره بصفة المحرر الذي كان مرحبا به من الجميع فبداها برغبة فرقد القزويني ان يكون العراق الولاية الاميركية ال٥٣ وبادعائه ان طالبا جامعيا اخبره باننا فتحنا عيوننا بعد ان كنا نعيش في ظلام وبرسالة من طالبة تشكرهم ..ولا ارى هذه القصص الا ملفقة كخطاب وداعه المؤثر الذي ..وباعترافه ..كتب له ولم يكتب هو كلمة منه بل القاه بما فيه شعر ابن زريق.
لعن الله اميركا وما جاءتنا به من طائفية وعرقية وهدم لنسيج البلد وطمس لحضارة هي ام الحضارات.