الصمت يحكي قصة الفراق بآهاته وأوجاعه كل يوم هامسا” بحديث ذي شجون مع الروح التي تعلقت بحبه بعد ان فاضت المقل بالدموع شوقا” للديار وإعتصر الفؤاد حنينا” لذرات ترابه مخلفين في ثنايا الوطن قصص الطفولة والصبا وفي كل حارة وزقاق وشارع بصمة وحكايات لا تنتهي لتلهب في الحنين لوعة الى الماضي الجميل حتى يتحول الى خيال يدغدغ المشاعر واحلاما” مجبولة بالذكريات لزمن كان ماضيه أجمل من حاضره فالوطن هو تماماً كالأم الحنون التي تحتضن أطفالها وتمنحهم الشعور بالأمان والسكينة
لكن خفافيش الليل وخوارج العصرقطعوا صلة الرحم بين الوطن وأبنائه ليغتربوا عنه عنوة في بلدان العالم باحثين عن الامن والامان الذي إفتقدوه .
والفراق هو القاتل الصّامت والجرح الذي لا يبرأ ورغم كل هذا وذاك ما ينبغي علينا الا الصبر رغم لحظات الضعف والهوان التي تلاحقنا من حين إلى حين .
وكلما جن الليل وأسدل ذيوله عادت النفس تحاكي الروح لتصبّر إحداهما الأخرى وتُهدأ من ألم الفراق ورغم مرارة الغربة وصعوبتها فهناك من يفرز سموم الحسد على شيء هو لا يستحق الحسد كأنّما أصبح التشرّد والبعد عن الوطن مكسبا ولابد من دفع ضريبته نقدا وحقـدا .
وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فنحن على موعد مع القدر كما إغترب أهلنا الشنكاليون (السنجاريون) بين ليلة وضحاها ان يجمع شملنا في لحظة قد تكون غائبة على اذهانهم ليندمل الجرح وتعود المياه الى مجاريها كسابق عهدها وتتحقق الأمنيات وتحتضن شنكال (سنجار) أهلها المغتربين وتبنى المدينة بسواعد الغيارى من رجالها النشامى وهذا عهدهم في السراءوالضراء وتطوى صفحات الغربة والنزوح ليعيشوا بمحبة ووئام ويعاد السلم المجتمعي كما كان رغم انوف العدى .