18 نوفمبر، 2024 4:40 ص
Search
Close this search box.

العراق بيت العجائب!

العراق بيت العجائب!

لم يشهد العراق فترة مظلمة كالتي تمر عليه منذ أشهر، حيث تحول كل شيء الى فضيحة و خيانة مع احتفاظ المتهمين بمناصبهم و مميزاتهم، حتى “تفرعن” الكثير منهم وتجاوز أخرون على خصوصية المجتمع العراقي عبر مال سياسي مغمس بدم الأبرياء و مزايدات تصل حد الجريمة المنظمة، و نحن لا نضع الجميع في سلة واحدة فهناك مواقف لم تغير لونها و عروبة لم تهتز أركانها، رغم بالونات التضليل من هنا أو هناك، التي لن يحجب زيفها غربال السحت.

أمور عجيبة غريبة تحدث في العراق .. مال سياسي تديره عصابات بلا وازع أو ضمير تستهدف خصوصية الأشخاص و العوائل و تصفية الحسابات بطريقة غير أخلاقية، لم يتعرف العراق على مثيل لها، حيث كل شيء مباح طالما تخدم جهات سياسية تعرف من العراق ماله و استباحة دم أبنائه بقرارات طائشة و مزاجيات سياسية تناسب الفترات المظلمة من تواريخ الشعوب.

10 سنوات مضت و مجلس النواب يدير ظهره لقانون الأحزاب و كأنه يغطي على طرق تمويلها و القنوات التي ترسم سياساتها بعيدا عن مصلحة العراق، ليضيف فشلا الى قائمة طويلة من الاخفاقات من الانبار الى الموازنة مرورا بالعفو العام وملفات الفساد، التي لن يكون أخرها فضيحة نجل وزير النقل هادي العامري في منع طائرة لبنانية من الهبوط في مطار بغداد لأنه تأخر عن موعد اقلاعها من بيروت، وبما يقدم صورة واضحة عن ” عفة” اليد و ” حسن ” السلوك، في عراق أصبح فيه كل شيء ممكن و مستباح،  طالما التفجيرات تواصل حصد أرواح الأبرياء مع بقاء المسؤولين عن الخلل في مناصبهم بأمتيازات اضافية.

نساء العراق ينتفضن ضد القانون الجعفري لما يمثله من انتهاك صارخ  لحقوق المرأة في الزواج والطلاق والارث والحرية الشخصية، و يؤكدن العزم على اسقاطه مثلما هو حال قانون الأحوال الشخصية المقدم في مجلس الحكم، بينما يتجاهل صاحب القرار التنفيذي هذه الصرخات وكأنه لم يدافع  ب” حرقة دم” عن حقوق المواطنين قبل وصوله الى كرسي السلطة، الذي يرفض غيره.

يتحدثون بقسوة عن الخارجين على القانون و الميليشيات المسلحة تصول و تجول في أحياء بغداد لارهاب المتبقي القليل من أمل في النفوس، يعدون الفساد جريمة من العيار الثقيل و أموال البلاد و العباد تنهب صباح مساء و توظف في حملات انتخابية مبكرة لتبييض صفحات وجوه لا تبتسم و أيادي لا تشبع من النهب، و مع ذلك يضحكون على الشعب بوعود غير صادقة و حرص مفقود على السيادة و حقوق المواطنين، لكن “حبل الكذب قصير” كما يقول العراقيون، و التفجيرات في بغداد مدفوعة الثمن سياسيا، فكل خلاف ” رفيع المستوى” يؤدي الى تفجيرات ” بالغة الدموية”، ما يحدد ملامح “الضميرالمفقود”.

العراق لا يحتاج الى نفس الوجوه و لا يحتمل مآسي اضافية، فقد نهب المسؤولون فيه ما يكفي و زيادة ، وشوهوا صورة الدين و الدولة، و عطلوا الحياة و أضافوا قوائم طويلة للمحرومين و الشهداء و اليتامى و الارامل، و مع ذلك لا يخجلون من تكرار نفس التبريرات و المواقف، حيث تعودوا العيش في الظلام و افتعال الأزمات ليل نهار، لذلك ” تتعرى” السلطتين التنفيذية و التشريعية أمام الملأ ، لأن المالكي و النجيفي حولا هيبة الدولة الى ملكية شخصية، ما يحدد سودادوية المرحلة المقبلة اذا لن تحدث تغيرات حقيقية في انتخابات نيسان المقبلة، التي يجب أن يكون للعراق مكانه اللائق فيها، بما يعجل في قهر شعارات الفتنة و القائمين عليها من كل حدب و صوب، بوصفهم أصحاب مشاريع غير عراقية!!
رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]

أحدث المقالات