استغرب من اولئك النواب الذين يدعون حبهم للحسين عليه السلام ، ويدعون انهم تابعون للمرجعية الرشيدة ، وانهم على خطى قائد الغر المحجلين علي بن ابي طالب عليه السلاموانهم يؤدون الصلاة في اوقاتها الخمسة كل يوم ويصومون شهر رمضان كل عام ويحجون بيت الله الحرام وربما يزكون ( وان كنت اشك في مسألة زكاتهم ) نستغرب يخرجون علينا بالتواقيع العار في الحصول على الامتيازات البرلمانية في قانون التقاعد الموحد !
حرارة حب الحسين لن تهدأ في قلوب المحبين ، ومن يسير على خطى ابا عبد الله لايلتفت الى الدنيا وما فيها من زخاراف وامتيازات ، هكذا تعلمنا قراءة منطق الاشياء ، وهكذا علمنا الحسين حين خرج طالبا الاصلاح في امة جده رسول الله الذي ترك خلفه الدنيا وما فيها ليقول كلمته الكبيرة التي هزت عروش السلاطين ، قال لا بوجه الطغيان والكفر والزندقة وضد العصابة المارقة التي كانت تريد القضاء على الدين ، وكانت النتيجة انه اعلى شأن الدين وابقى صوت الله مدويا في الضمائر الحية من خلال دمه الزكي المسفوح على رمضاء كربلاء ، اين نحن من هذه الروح الكبيرة التي نهض بها الحسين دفاعا عن القيم العظيمة الخالدة التي من شأنها ان تجعل الحياة تسير على وفق المنهج الذي خطه جده محمد صل الله عليه واله وسلم برسالته العظيمة ، تلك الرسالة التي بقي نورها يضيء الدنيا وستظل الى يوم يبعثون .. كنا نتوقع بالنواب الذين انتخبناهم وهم يحملون شعارات حبهم للحسين ان يكونوا متمثلين بمضامين الثورة التي انطلق منها حين توجه من المدينة المنورة باتجاه كربلاء ، لا ان يخذلونا ويفكروا بانفسهم فقط ( ملطلطين ) بالبحث عن رفاهم وترف ابنائهم وتشييد قصورهم والاعتناء بسفراتهم المكوكية بين الوطن المنهوب والوطن الثاني الحاملين جنسياته وقيامهم بشراء الشقق الفارهة في دبي وبيروت ولندن وغيرها من العواصم ذات البلاجات والبحار والماء والخضراء والوجه الحسن ، لقد خدعنا بكم و ( قشمرتونا ) يا سادة يا ملطلطينونحن لانعرف من اين جئتم ولماذا جئتم وكيف تسنى لكم البقاء جاثين على صدورنا تنهبون من اموالنا ما شاء لكم من ميزانية مفتوحة على مصراعيها ، كأنها مفتوحة لكم وحدكم فيما بقي ( ولد الخايبة ) امثالنا نتصور بسذاجة وغباء انكم فعلا جئتم لتحريرنا من قيود الطغيان والدكتاتورية وان مشروعكم اعادة الروح الى ثورة الحسين بعد ان حاول المقبور اطفاء شعلتها عبر وسائل شتى ليس اخرها الحملة الايمانية غير المباركة .
لو كانت في قلوبكم ذرة من حرارة حبكم للحسين لما فعلتم ما فعلتم بخصوص قانون التقاعد الموحد ، وتواقيعكم العار فضحكتم ، طبعا نشير هنا ونركز على هذا القانون لان الحبر الذي كتب به مازال لم يجف بعد ، ولا نريد ان نتحدث عن باقي القوانين والمشاريع التي التي اخذتم فيها ( اللهدة ) الكبيرة من خلال نفوذكم كنواب ووزراء اخذتم كل ذلك نتيجة تعاطينا الساذج مع وجودكم كرموز لنا في انكم الرجال المهمين الذين تمثلون سعينا في عراق ناهض جميل مبارك يسير على الخطى الحسينية .. واذا بكم مجموعة من المرتزقة ( لا نقصد الكل طبعا لان هناك شرفاء نعرفهم يدافعون عن الفقراء ولا يريدون خروج هذا القانون الى النور ليتمتع به من وقع عليه بفرح ناسيا جراحات الناس ) .. نقصد اولئك المرتزقة الذين لايبالون بعذابات الناس .. الذين سيقفون طويلا امام الله ، وسيكونوا غير قادرين على الاجابة عن اسئلة تخص امتيازاتهم التي جعلوها فوق كل اعتبار .. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .