22 نوفمبر، 2024 1:47 م
Search
Close this search box.

انتخابات تركيا الجديدة فرصة الغرب الأخيرة

انتخابات تركيا الجديدة فرصة الغرب الأخيرة

الغرب لاينظر الى اردوغان كما ننظر اليه ؛ متدخل في سوريا وليبيا ومساند لقطر ومحامي عن اخوان مصر ومتسامح مع العلمانية الاتاتوركية المعادية للإسلام ، وكل تلك النقاط التي تجعله خصما لنا او موضع انتقاد من كثير من المنتمين والمثقفين ، بل و عدوا لكثير من المتضررين او المتعصبين .
انما ينظر اليه “الغرب” كبطل نهوض الامة التركية الجبارة التي كانت تحكمهم -بالإسلام – وتفرض عليهم الجزية ، وان نهضت من جديد ستعيد الكرّة ، ومن هنا الخوف ، بل تراه -وهذا هو الواقع في الداخل التركي والخارج- مؤسس الجمهورية التركية الجديدة ، جمهورية أسلمة المؤسسات والابتعاد عن تبعية أحد والزهد بالانتماء الى اوربا ، جمهورية ضرب العلمانيبن بحكمة وبتدرج لايستفز أحدا ، والقضاء على أثر اتاتورك بهدوء خطير ، وجمهورية الرقي في البنى التحتية والخدمات والتعليم لدرجة ان اصبحت وجهة للعالم وللاوربيين معا ، وجمهورية الصناعة الحربية والتطور المدني والزراعة المكتفية والعلاج المتقدم والاكتفاء الذاتي الى حد التصدق على الأمم ، والقوة الضاربة المشاركة في كل لعبة سياسية وعسكرية مجاورة وإقليمية بل ودولية حتى في لعبة الأرهاب القذرة التي لم تنطل على الأتراك ، و و و من ذلك كثير ، ولأن الغرب ينظر الى الاسلام كتلة واحدة فمن غير المقبول لديهم نجاحهم في تفتيت الجزيرة والسيطرة على الحرمين وحبس العلماء وتحييد مصر وتسليم سوريا لطاغيتها وتفتيت العراق ثم تبقى تركيا شوكة في الحلق.
لذا فإنهم حاولوا ولا زالوا يحاولون كسر هذا الرجل وحزبه من المخلصين ، وشراء الخائنين والانتفاعيين ، وتأليب الجزء المغيب من الاتراك ضده باغراءات كثيرة تافهة لا تقنع الا السطحيين والدنيويين الذين لايروا في بلدهم تركيا الا مكانا للخلاعة والخمور والانحلال في المدارس والشوارع كما ارادها اتاتورك من قبل ،
هؤلاء يتبعون الغرب دون وعي ، وأحيانا دون علم بالخيانة أو التآمر وانما هي رغبة عمياء تدفعهم الى عداء الإسلام لانه كما لقنوا منذ الطفولة “عدو التقدم” الذي هو في نظرهم “لبس المرأة وحرية الجنس ومعاهدة سيداو” ، اما التقدم والنهضة الاقتصادية والعيش الرغيد الذي لايعرف قيمته الجيل الجديد – الذي ولد عليه تنعم فيه -فهذا غير مهم.!
الجيل الذي نشأ في عز مجانية التعليم والصحة والاراضي الخضراء والخدمة البلدية الهائلة والحكومية الالكترونية لايدري عن الدمار الذي سيحل به اذا عاد العسكر او تقلدت امراة علمانية او رجل علوي أو حزب كردي أو مؤسسة صوفية نشات في الخارج أو أي من “الطاولة الستة” امر تركيا -كما يخطط له الآن- .
ايها التركي العلماني الاوربي النزعة : لا تنتخب اردوغان ولكن لتعلم ان الذي لايريد اردوغان هم امريكا والغرب ، فكيف التقى هدفك مع هدف الغرب ، وهل يعقل ان الغرب يريد لتركيا او لاي بلد مسلم الخير !؟
الامر كالآتي : اذا ذهب اردوغان فسياتي خصومه وكل خصومه تبع لامريكا ، فبمعادلة بسيطة ، اذا كنت تظن ان امريكا تريد صالحك فاتبعها وانتخب خصوم اردوغان لانها تدعمهم علنا وتحاربه بشراسة .واذا كان اردوغان لديه 50 % سلبيات فان معارضيه لا ايجابية لديهم .ولم يفعلوا شيئا صالحا ، وبجهالتهم وتبعيتهم وقلة خبرتهم وكذلك بحقدهم وعنصريتهم سيدمرون كل شيء .
الأب رب العائلة يخطا احيانا ويضطهد الرأي احيانا أو قد يسفه ويصرف المال و و ، لكن لن يصبح عدوا لعائلته يوما “بوعيه ونيته” او يتحالف مع اعدائها لضررها ، فهذا من المستحيل .
لكن العدو الخارجي عن العائلة والحاسد لها والمبغض سيفعل اي شيء ، وسيغري أي فرد ضعيف في العائلة لاختراقها ، وهذا هو الأمر مع معارضي اردوغان ومموليهم وحلفائهم الغربيين.
معاهدة لوزان التي تقيد تركيا منذ مائة عام وصلت لنهايتها والغرب في هلع شديد وهذه فرصته الأخيرة لإيقاف تركيا ، فإذا بقي اردوغان الخبير والمسيطر منذ عشرين سنة على مقاليد الحكم فستتحول تركيا الى قوة عظمى خلال الفترة الرئاسية القادمة ، و إن نجحوا في إزاحته فستعود تركيا الى المربع الاول ماقبل عشرين سنة ، مربع الفقر والتلوث والتبعية وشلل الاقتصاد .
فعلى التركي المميز ان يختار.

أحدث المقالات