الاخ الاستاذ محمد شياع السوداني
احدثك بكلمات المواطن العراقي ، لا بكلماتي كصحفي
حضرتك بدأت ، ونحن ايضا بدأنا بالمتابعة والترقب وكلنا امال لازمتنا طيلة عشرين عاما ، ولم يتحقق منها الا الجزء اليسير الذي لايكاد ان يلامس الحد الدنى من الطوح المرتجى ، وطيلة فترات الحكومات المتعاقبة كان سيل التصريحات والوعود والخطابات يصدع رؤوسنا يوميا ومع ذلك تحملنا وقلنا لابأس فلننتظر، ولكن الانتظارقد طال ولم تتحقق الامنيات الى حد اليوم الذي اتيتنا فيه كرئيس للوزراء لحكومة سابعة في عقدين من الزمن .
اقول وبانصاف مالم اقله سابقا :
لقد لمسنا وتأكدنا بأنك قد بدأت البداية الصحيحة ، وحققت خلال المئة يوم من عمرك في الرئاسة انجازات ومبادرات عجز كل من سبقك في المنصب من تحقيق ولو جزء منها طيلة سنوات وليست ايام من وجودهم في المنصب ، وهذه البداية قد انعشت في نفوسنا الامال من جديد ، وجعلتنا نبتهج ونشعر بالاطمأنان ــ ولو كان نسبيا لحد الان ــ لوجود عراقي عاش في العراق وعانى ما عاناه اهل العراق طيلة العقود التي مضت ، وفي ذلك حسنة كونها تمنحك فرصة للتذكر والمقارنة بين ماحصل سابقا ومايحصل الان ، الامر الذي يجب ان يقودك ضميرك الحي الذي لانشك به وقسم المسؤلية امام الله والشعب لأن تلتفت الى واقع حال الشعب ومايعانيه من تهميش واستصغار وعدم الاهتمام في معظم شؤونه الحياتية والمالية ، فليس كافيا ان تسمع ممن هم حولك فقط ، وربما هؤلاء لايمتلكون ذات الرؤية التي تمتلكها ، ولا ذات الحس الانساني الذي في داخلك ، ويستغرقهم الوقت في متابعة الشؤون الادارية المكتبية فقط ، وبينهم وبين الشعب مسافة طويلة يبدو انها تتعبهم في الوصول اليه ، وهذا بالتأكيد يحجب عنك مشاكل جسام وامور خطيرة تحصل يوميا في ساحة الشعب ، فالشعب ياسيدي هو ايضا بأكمله مستشار لك ، اسمع منه ، وتحدث معه ، وتعرف على همومه ومطالبه ، واكتشف المأساة التي تعصف بحياتهم، والمظالم التي تهدد عيشته ، فصرخات الامهات وأنين بكائهن امست تدوي عبر شاشات التلفاز ، وهموم الرجال ومصائبهم صارت مادة للاعلام ، وضحكة الاطفال اختفت من وجههم البريئة ، والشيوخ الكبار اخذهم الموت بدون علاج ، وشباب من الخريجين ضائع بين الوعود والتنفيذ ، واخرين عاطلين يفترشون الارض بأنتظار فرصة عمل ، واطفال ، رصيدنا في الحياة جلوسا على الارض يدرسون ، وماذا بعد ، كثيرة هي القصص سيدي ، ولكننا نقول لم ينتهي كل شيء ، فمازال للامل وجود ، وماتزال الفرصة قائمة للتصحيح ، فلا تدع العراقي يفقد قيمته ، ولاتسمح ان تهدر كرامته ، ولا تجعله يعيش في عراقه وكأنه غريب ، وتألم عندما تشعر بأنه ذليل ، ولاتدعه يطأ رأسه يائسا نادما ، وامنحه قدرا من الاحترام كي تعزز قيمته الوطنية ، وتحدث بأسمه فخرا واعتزازا ، وتأكد ان رصيدك في النجاح هو شعبك ، فلا تبخل بحبه ، واجعله يتحسس اهتمامك به وتقيرك له ، ووقوفك الى جانبه متى مايحتاج وحقق له السعادة والفرح ، وكن ابا واخا وصديقا لكل العراقيين ، فالدول يحترمها العالم من خلال رقي وسعادة شعوبها ، وبعض الدول لديها وزارة للسعادة واخرى كثيرة لديها وزارات سيادية لحقوق الانسان ومؤسسات عديدة لحماية الاسرة ورعاية الاطفال ، والاهتمام بالشباب ، والعناية بالمسنين والعجزة ، وامتيازات واهتمامات كبيرة بشريحة المتقاعدين ، وتسهيلات واجور مخفضة لكبار السن ، والعديد من المبادرات الانسانية التي تعبر عن احترام وتقدير الانسان ، نحن نطمح ونتمى ان نكون بمستوى هذه الدول وليس ذلك بصعب او مستحيل، فيما اذا قدرت الحكومة كل ذلك او بعضا منه ، فبمجرد اصدار القرار يتحقق المطلوب ، فالشعب العراقي يستاهل كل ذلك واكثر ، لانه شعب طيب ومعطاء ، صبور ووفي ، شجاع وأمين ، محب باخلاص ، وهذه الصفات يعرفها القاصي والداني ، لذلك عندما يذكراسم العراق خارج الحدود يقترن بأسم شعبه ويقولون انتم العراقيون ، وهذا شرف كبير لنا وللعراق ، لان المناصب والحكومات لاتدوم ، لكن الشعوب تبقى حية ويديم حياتها تواصل الاجيال.
اخيرا وليس اخرا، نحن بصدق واعجاب نبارك لك كل انجازاتك ، ونتمى ان تستمر بوتيرة متصاعدة ، وبأرادة صلبة وعزم لاتحيد عنه ، لأن ثمة ارادات لاتريد لك النجاح كيما يكشف فشل من سبقوك ولايرضيهم ازدهار العراق وتحرره من الازمات التي تعصف به ، فكل خطوة ايجابية نحو التقدم ، تسمع صداها الايجابي عند الشعب عندما يقول انك نجحت ، لأن نجاحك داخل اروقة الحكومة والسياسة محدود وفيه الكثير من المجاملات والابتسامات الكاذبة ، لكن نجاحك داخل اروقة الشعب لاحدود له وفيه الكثير من الحب والتقدير والتعبير الصادق .
[email protected]