المواقف السياسية موجودة رغم اختلاف الأحداث والاجيال والتاريخ يكتب ما توثقه السطور مهما تغيرت الامور ، والمعادن الثمينة و الرخيصةتنكشف عندما تضغط عليها بالنار مهما اكتسبت لون غير لونها
ويبدوا ان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وضع نفسه في حفرة الموازنة الاتحادية عندما منح نفسه اجازة اعتيادية طيلة شهر رمضانالمبارك وترك مشروع الموازنة على رف مكتبه في رئاسة البرلمان
الحلبوسي البالغ من العمر (42) عاما يذكرني برئيس البرلمان السابق اسامة النجيفي الذي كان يسافر في اوقات محاولة البرلمان اقرارموازنة 2012 لغرض عرقلة سير حكومة المالكي في ذلك الوقت وما اشبه اليوم بالامس فكلاهما تعمدا عرقلت الموازنة دون قيد او شرط
ويحاول رئيس البرلمان جاهدا جعل مشروع قانون الموازنة العامة تحت التراب ريثما يجني ثمار بعض المكاسب السياسية لتمرير القوانينالتي يراهن عليها البيت السني بالتحديد والتي تخص قانون العفو العام ، وارجاع نازحي جرف النصر فضلا عن تضمين تعيينات بشائرالخير والصحوات وغيرها من البنود
ورغم ان الحلبوسي يعد شريك اساسيا في تحالف ادارة الدولة الذي على اثره شكلت حكومة السوداني
فأنه تعمد تفريغ محتواه لغرض تأجيل الموازنة اطول مدة زمنية متجاهلا تاثيراتها السلبية التي قد تخلفها على المجالات الاقتصاديةوالاستثمارية والخدمية والاجتماعية في العراق
وان الاسراع في اقرارها في البرلمان يتيح لحكومة السوداني العمل بمرونة في حدود البرنامج الوزاري المعد للتطوير المحافظات فضلا عنتحريك عجلة المشاريع المتوقفة طيلة فترة حكومة تصريف الاعمال السابقة
وخلاصة القول فان تمرير الموازنة الاتحادية هي بمثابة الامتحان الذي سوف يكشف الاقنعة المزيفة داخل البرلمان وتفضح من يحاول عرقلةسير عمل الحكومة الاتحادية ونضوج العملة السياسية في البلاد.