A \ : الحكومة الكويتيّة هي المسؤولة اوّلاً واخيراً عن التوجيه المبرمج ” بأستخدام الفن والمسلسلات ” وتجييرها وتوظيفها لتوجيه اهاناتٍ مدروسةٍ للمرأة العراقية وللشعب العراقي بشكلٍ عامٍ وخاصّ .. لم يعد متاحاً التلاعب بالألفاظ والكلمات للتهرّب من هذه المسؤولية , سيّما حينَ تهرب الكلمات من محاولات تجييرها وتوظيفها لأغراض السوء والإساءة , ولشعبٍ برمّته , وهذا دليلٌ اضافيٌّ على مديات الإفلاس الفكري الممتلئة تجاويفها بعناصر الضغينة السيكو – سياسية < وهنا نبتعد أشدّ البُعد عن التسمية التي يطلقوها شعوب دول الخليج على الكويتيين بأنّهم ” يهود الخليج ” > , فمع رفضنا لتلك التسمية المنتشرة منذ زمنٍ , ومع رفضنا الآخر للتعميم والإعمام , لكنّه يتوجبّ الإعتراف والإذعان المطلق أنّ السلطات الكويتية ودوائرها الرسمية واجهزة مخابراتها , كانت على درايةٍ مسبقة منذ فكرة وانتاج واخراج وحتى التدريب المتقن على ” بروفات ” مسلسل – دفعة لندن – السيّئ الصيت والذي يؤدي دوره المرسوم حالياً والمسدد والموجّه لتحويل او اضافة النيل من سمعة العراق السياسية الى اجتماعية عامة , وبما يمسّ بالصميم من كرامة الشعب العراقي وشخصيته .
كانَ بائناً ومكشوفاً الى حدّ ” ورقة التوت ” في او على صعيد الإعلام وحتى عموم الرأي العام العربي , بأنّ التعمّد الكويتي في عدم عرض هذا المسلسل عبرَ شاشات القنوات الفضائية الكويتية , وإحالتهِ عن عمدٍ مدروس الى قناة MBC تحديداً , فإنّما لإبعاد الأنظار والتمويه على عدم مسؤولية إمارة الكويت تجاه هذه ” اللعبة الرخيصة ” , وإنّ ابسط تفكيكٍ وتفسيرٍ يكمنان وراء انتاج هذا المسلسل وتمويله , فإنّما يتمحور كلياً على عدم القدرة من التخلّص من عقدة اجتياح الجيش العراقي للكويت في عام
1990 والتي اضطرّت نظام الحكم السابق في العراق ودفعهِ دفعاً لذلك الإجتياح , جرّاء سرقة الحكومة الكويتية لكمياتٍ هائلة من النفط العراقي في حقل الرميلة المشترك , عبر الحفر بطريقةٍ مائلة وكما معروف , حيثُ حدثَ ما حدثَ بعدها من حربٍ دوليةٍ شعواء كانت أقلّ نتائجها الحصار الأقتصادي على الشعب العراقي وتجويعه لِ 13 عاماً وما واكب ذلك من اعدادٍ مرعبة لوفيات الأطفال وسواهم .
B \ : كان من المفترض والمتوجّب على الحكومة العراقية , ومنذ عرض الحلقة الأولى او الثانية لعرض هذا المسلسل , أن يطير فوراً وزير الخارجية العراقي او ايّ مسؤولٍ رفيعٍ آخرٍ الى العاصمة الكويتية , ويطلب من السلطات الكويتية الإيقاف الفوري لعرض هذا المسلسل الذي يسيء لسمعة الشعب العراقي برمّته والتحسّب المسبق لإنعكاساته وما قد تؤول اليه .! وفي مجالاتٍ شتّى سواءً محسوبة او غير محسوبة , لكنّ السلطات العراقية وبرئاساتها الثلاث وبأحزابها من الإسلام السياسي لم تحرّك ايّ ساكن , ولم تُبدِ سوى عدم الإكتراث واللامبالاة , وكأنها لم تسمع بالأمر .! , فما السرّ خلف هذاالصمت الحكومي .!؟ , والذي تجاوزَ حتى لكلمات الإستنكار والإعتراض الشكلية , وهنا قد يستوجب او لا يستوجب القول بأنَّ < وراءَ الأكمة ما وراءها > .!